ام وضاح : يا والي الخرطوم ديل بدقسوك !!
يشعر الانسان بالضعف وأنه مسلوب الإرادة وفي رحمة الغير متى ما اصابه عارض صحي جعله لا يقوى على الوقوف على رجليه دا في المجمل لدى كل البشر مع اختلاف أوضاعهم المادية أو اختلاف طبقاتهم الاجتماعية الا في السودان والشخص يشعر إضافة إلى ما سبق من اوصاف يشعر أنه مهان وما عنده قيمة وأرخص حاجة هي روحه الممكن تطلع اهمالاً وعدم اكتراث قبل ان ينطق أو يلقن الشهادتين! وحديثي هذا ليس مجرد كلمات انشائية املأ بها هذا الحيز ولكنها مشاعر غاضبة واحاسيس بركانية تبحث عن من تنفجر في وجهه وتحمله المسؤولية كاملة عن الهوان الذي يتعرض له البني آدم السوداني ودعوني احكي لكم معاناة كنت شهوداً عليها أمس الأول تفاصيلها تصلح أن تكون رواية بعنوان «البؤساء» والقصة بدايتها كانت بأن اصيبت شابة هي ابنة اخي واختي في ذات الوقت «طبعاً هي ليست خوة بيولوجية» المهم إنها أصيبت بعارض صحي تفاصيله إنها تعاني من حساسية تجاه لدغ الحشرات مما يجعل جسمها يتورم وتفقد القدرة على التنفس وكان ان تعرضت لذلك مساء أول أمس الأحد وقمنا بحملها سريعاً وعلى وجه السرعة إلى مستشفى إبراهيم مالك والذي عرفت في ما بعد ان له اسماً آخر يعرفه به سكان هذه المنطقة وهو اسم يصف تماماً حال المستشفى البائس!! وبمجرد دخولنا إلى قسم الحوادث والطواريء وهي أول مرة أدخل فيها إلى هذا المكان البائس تفاجأنا أن الشابة ورغم الحالة التي كانت فيها عليها أن تنتظر في صف الكشف لأن سماعة الطبيب واحدة وهي سماعة لكل اربعة اطباء واضطرينا ان نستعطفهم بفحصها لأنها هي طبيبة وزميلة لهم والطامة الكبرى كانت والبت كاتمة نفس انه لا يوجد جهاز للتنفس أو حتى غرفة ندخلها اليها فا ضطرينا لوضعها في نقالة في الممر لنتفاجأ بأنه علينا ان نشتري من الصيدلية الخارجية كأساً لتوصيله باسطوانة الاكسجين ولأنه غير موجود في مكان هو للطواريء يفترض انه منقذ للحياة وما يفوتكم ان الشابة ظلت وطوال منحها للدرب تتصب عرقاً لانه لا يوجد حتى مروحة لنتناوب في جلب الهواء لها بواسطة صحيفة لتتعاظم قيمة الصحافة في هذا البلد وتلعب كل الأدوار «يا بتاعين الخطوط الحمراء» ورغم انني كنت مشغولة ومهمومة على بتنا لكني لم أمنع نفسي من التفحص في وجوه الغلابى الذين كانوا يتكومون على مقربة مني في انتظار دورهم في حرب «ذات السماعة» تخيلت لو أن حادثاً مرورياً حدث بالقرب من «إبراهيم هالك» وهذا اسمه الذي أنا متأكدة أن المسؤولين سمعوا به وعاملين رايحين… ماذا لو أن حادثاً قد حدث وحمل المصابون إلى قسم الحوادث والطواريء الذي ليس له من اسمه ادنى درجات درء الحوادث أو مواجهة الطواريء هل سيموتون بالنزيف أو عدم الكشف أم انهم سيموتون بالسخانة هم ومن يرافقونهم!!
اعتقد ان حوادث إبراهيم مالك وصمة عار في جبين وزارة الصحة الولائية بل هي أكبر هزيمة تفضح الشعارات التي ظللنا نسمع بها من أفواه المسؤولين لأن ما يقولونه شيء وما نراه على أرض الواقع حاجة تانية فيا أخي والي الخرطوم كدي جرب زيارة قسم الحوادث فجأة، وبدون مقدمات وحتشوف العجب العجاب!! والبقولوا ليك إبراهيم مالك تمام «بدقسوك»!!
٭ كلمة عزيزةقبل فترة شاهدت على التلفزيون حفلاً ضخماً أحيته الفنانة ندى القلعة يتعلق بافتتاح يخص إبراهيم مالك ولاني لا أسكن الخرطوم تخيلت ان تحت المستشفى «فكي» جعل المحلية تقيم هذا الاحتفال الكبير!! احتفال شنو لطواريء اضطرينا نشتري «اللزقة» لنضعها على يد بنتنا بعد نزع الدِّرب!!
٭ كلمة أعز
بالأمس وأنا داخله إبراهيم تذكرت تحقيقاً صحفياً رائعاً للزميلة حنان الطيب عن المستشفى بعنوان «داخل مستشفى مريض» مريض شنو يا حنان دا مستشفى ميت ولا بواكي عليه!!
صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]
لك الله يا وطني
وصمة عار عليك انتي يا العاملة صحفية لو ما بنت اختك ما كان مشيتي ابراهيم مالك …. الغلابة الا تشوفوهم عن طريق الصدف
كان ممكن تختارى عنوان غير كده ياام وضاح
ثانيا ان شاءالله انتو ماتمرضوا لان شعوركم بالمعاناة
ياتى فى حالة المرض فقط .. نحنا نعانى من الخريف للخريف
قالت حشرات وحساسية .. وين الحشرات دى ادونا ليها
نكمل بيها الوجبة ..
[SIZE=4]اتفق معك في كل ما قمتي بسرده إلا نقطة واحدة فليس معنى أن بنت أخيك طبيبة يعطيها الحق في تجاوز من حضر للحوادث قبلها لأن النفس البشرية متساوية القيمة ولا تقيم بالمهن وإلا كانت خدمات الأوراق الثبوتية حكرا علي موظفي وزارة الداخلية وخدمات مصلحة الأراضي حكرا علي المهندسين وهلم جرا. بما أن إبنة أخيك طبيبة كان من الأولى لها أن تحتاط لحالتها وهي تعلم ظروفها كونها طبيبة وليست كاتبة في صحيفة المهم في الأمر المرضى سواسية في قسم الحوادث والأولوية تكون لحالة المريض وليس مهنته أو وضعه المالي أو الإجتماعي والأطباء المناوبون هم من يقرر ذلك من واقع الكشف المبدئ وكان بإمكانكم أخذ إبنتكم إلى أي مستشفي خاص لتنالوا كفوف الراحة من كل المسلتزمات المطلوبة والبئة الصحية والفرق إنكم ستدفون فاتورة محترمة يباع فيها الشاش واللصقات بالألوف والنتيجة واحدة وكان الله في عون من بقي من الشعب السوداني في الداخل[/SIZE]