منى سلمان
جانا الليل لي كرب الحبيل ١-٢
كل تلك المعاناة تحملتها السيدة الحكيمة في صبر شديد حتى لا تعكر صفو العلاقة بين ابنها وزوجته، ولكن عناية الله شاءت ان تفتح عيني هذا الابن على معاناة امه، فبينما كانت الأم تنظر للسماء وتراقب غروب الشمس دون ان تنتبه لان ابنها يقف خلفها، تنهدت في الم وتمتمت قائلة:
جانا الليل لي كرب الحبيل.
استغرب الابن من ما سمعه فسأل امه مستفسرا عن معنى كلامها، ولكنها تهربت منه وبررت بالقول انها انما كانت تحدث نفسها بقدوم الليل فقط .. لم يقتنع الابن بهذا التبرير فنبرة الحزن والألم في صوت امه دفعته لمحاولة مراقبة تصرفاتها لعله يستشف منها ما يفسر له السبب في حزن والالم الذي احسه من نبرة صوتها.
بعد دخول الليل انتظر الابن نوم أهل البيت ثم انطلق لمكان نوم امه كي يتفقّدها، ولكن كانت صدمته الشديدة عندما رأى ابنه الصغير والذي كانت زوجته تزعم بانه يحب ان ينام في (حضن حبوبة)، رأى ذلك الصغير مربوطا بالحبل الى ظهر حبوبته التي كانت تلف وتدور به في ارجاء الغرفة وهي تردد تهاويد النوم وتغني:
هوها مكة بنوها .. هوها الحجاج جوها
بينما الصغير سادرا في بكائه لا يحفل بـ (لولاي) جدته وغنائها .. تكشفت كل الحقائق المريرة أمام الابن عندما اضطرت الحبوبة مجبرة على (الفت) بكل الحاصل، فحكت له تفاصيل معاناتها من خدمة البيت في النهار ثم انتظار وردية الليل لحمل الصغير .. طبعا باقي القصة معروف وللا شنو؟!!
ذكرتني بقصة مثل (جانا الليل لي كرب الحبيل) صديقة لطيفة من صديقات اللطائف كنت قد التقيت بها وتعارفنا في مناسبة زواج عمّ العيال، وان كانت روايتها لقصة المثل التي سمعته من كبارها مختلفة بعض الشيء عن ما سمعته أنا من أمي .. فبينما سمعتها أنا بالصيغة اعلاه، تقول الصديقة (زينب) في روايتها أن العجوز كانت تحمل زوجة ابنها هي ذاتا في بت أم رقبتا على ظهرها بعد أن تربطها بالحبل وتدور بها في البيت طول الليل .. اتخيل لي كده الحكاية بتبقى واسعة شوية وغير منطقية .. ده لو كان القصة من اصلها منطقية، فأنا لا استطيع أن اتخيل بأن سوء الاخلاق يمكن ان يدفع احدى فردات الجنس الناعم الحنينات للتصرف بهذه القسوة مع سيدة كبيرة في السن وكمان والدة زوجها وجدة اطفالها، ولكن على وجه العموم فالمثل كغيره من الامثال الكثيرة جدا في هذا المجال، استعمل صيغة المبالغة في قصته لتسليط الضوء على العلاقة التنافسية الشائكة بين زوجة الابن ونسيبتها .. فبينما تقاتل الام في سبيل الاحتفاظ بموقع الصدارة في قلب ابنها، تسعى الزوجة بـ ايديها وكرعيها لزحزحة النسيبة من تلك المكانة للتتربع هي لـ (روحا) في قلبه، بعد أن تقفل من وراها ابواب ذلك القلب بالضبة والمفتاح تحسبا لاي هجوم من نوع آخر بواسطة احدى الخونة والمارقيين من صنف النساوين العاملات بنظرية راجل المره حلو حلا .. !
ما علينا .. نرجع لمرجوعنا الأولاني .. تابعت قبل ايام لقاء للداعية الاسلامية (عبلة الكحلاوي)، سألتها فيه المذيعة ان تتقدم بالنصيحة لزوجات الابناء وحمواتهن على سواء حول الطريقة المثلى التي تجعل كل منهما تحظى بالسلام وبمحبة الاخرى، فقد لخصت السيدة (عبلة) نصيحتها بأن تعامل الزوجة والدة زوجها كما لو كانت والدتها وان تتخيل ان ما تصنعه بها يمكن ان يحدث لامها من زوجة اخيها، والعكس كذلك فعلى النسيبة ان تحرص على معاملة زوجة ابنها كما تحب ان تُعامل ابنتها من نسيبتها …
ويطول الكلام حقو نتمو بكرة
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
صباحك خير ياأستاذتنا ياست الروائع
اذا في نسوان بتصرفو كده يكونو اكيد ما بشر
في اعتقادي ان مثل هذه القصة أنموذجا جيداً بما حوته من المبالغة نوعاً ما … فإنها تناسب الأطفال الصغار لتنمي فيهم معاني احترام الكبير وحسن معاملة الأهل والأقارب وأرى أن تكون بديلاً لحكاوي الحبوبات التي تحتوي على قصص الغول والشياطين والبعاتي والتي تنمي في الطفل روح الخوف الذي ربما يكبر مع بعض الاطفال ويضر بهم مستقبلاً :lool:
(؟) (؟) صباح الخير يا استاذه منى يا رائعة وانشاءالله الحكاوى دى تكون عظة وعبره لكل زوجة ابن والاحترام واجب لكل نسيبة لانها فى مقام الام وبعدين الحاجات دى بعملوها بنات الزمن دا لانو زمننا هذا غابر بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى والله امهاتنا بحكو عن الزمن الكانوا فيه تتمنى انو ارجع الى الوراء والمثل بقول النسابة عين شمس فارجو من جميع الاخوات ان يسرن فى درب امهاتنا الزمان حتى تعيش الاسرة فى سعاده وحبور (والختشو ماتو)…………………………
مقالك جميل وبرضو عن صنف صفوة الامس ( بعيد عنها الاسم ) بس الزوج هنا طلع ود رجال وود اصول وانصفتيه ولكن اليس فى وصفك بالخونه والمارقين على صنف العاملات بنظرية ( راجل المره دا حلو حلا ) عدم انصاف وجحود شويه ، اليس من حقهن ذلك الغزو طالما فى دنيانا امثال زوجات قصتى الامس واليوم وحتى غيرهن من الصابرين عليهم الرجاله وتطبيقا للمثل ( المره بدقوها باخته ) وفى التدبيله اجر ومحاسن كتيره ، ولا رايكم شنو ،،،،،،،، تحياتى