جعفر عباس

انكتمي يا ست وبلاش دلع

[JUSTIFY]
انكتمي يا ست وبلاش دلع

يا سيداتي ويا سادتي احمدوا الله بكرة وعشية لأنكم لستم من زيمبابوي، فكلفة الإنجاب في العالم العربي مرتفعة، ليس لأن عملية التوليد نفسها مكلفة، بل لأننا نجعل من مولد كل طفل «مولد» وتسبق وتعقب وصوله استعدادات لا تختلف كثيرا عن استعدادات الزواج.. ولتعرفوا لماذا أنتم محظوظون لأنكم لن تنجبوا عيالكم في زيمبابوي واصلوا القراءة: شهدت المستشفيات الخاصة في العديد من الدول العربية عمليات احتجاز مرضى وأطفال حديثي الولادة كرهائن إلى أن يدفع أهلهم الرسوم المطلوبة، ولكن زيمبابوي روبرت موغابي حاجة تانية خالص، وقد وصل موغابي إلى الحكم ولدى بلاده فوائض ضخمة من المحاصيل الزراعية، كانت تدر على الخزينة العامة مئات الملايين من الدولارات، واليوم فإن مائة مليون دولار زيمبابوي لا تكفي لشراء قطعة خبز واحدة، فلعلاج التضخم وتوقف عجلة الإنتاج والهبر واللهف من قبل مسؤولي حزب زانو الحاكم، صارت الحكومة تطبع النقود بالتريليونات يوميا، وبما أنه لا توجد ماكينات قادرة على طباعة هذا الحجم من العملات الورقية فقد صارت حكومة زيمباوي تستخدم أجهزة الفوتو كوبي لطبع نسخ من النقود الأصلية ثم تضغط كل ورقة بالختم الرسمي البارز، ولولا الفقر الشديد لكان في مقدور كل مواطن زيمبابوي طباعة ما يحتاج اليه من نقود
آخر تقاليع ملء الخزينة في زيمبابوي – بعد أن جربت الحكومة فرض ضرائب على كل شيء ما عدا الأوكسجين – هي فرض رسوم على صرخات أي أم أثناء الولادة، بواقع خمسة دولارات عن كل صرخة: آآي.. خمسة دولارات… آآآآآآآآآآآآ خمسين دولارا، يعني ال «آ» الواحدة بخمسة دولارات، ومن المعروف ان المرأة عند الولادة تطلق صرخات بلا انقطاع حتى لو كانت تحت التخدير الذي يكون عادة جزئيا في مثل تلك الحالات.. المهم بين آآآآآ، وأووووووو يكون على الزوج أن يدفع نحو 5000 دولار في حالات الولادة المتيسرة ونحو 80 ألف دولار للمتعسرة، وهكذا أصبح معظم الرجال في زيمبابوي يدخلون غرف الولادة مع زوجاتهم، وما أن يشتد الطلق والألم حتى يستخدم الزوج العين الحمراء ويقول لزوجته: احترمي نفسك وانكتمي وإلا سأكتم أنفاسك، وقد شهدت المستشفيات في زيمبابوي بالفعل حالات ولادة وضع خلالها الأزواج أيديهم بعنف على أفواه زوجاتهم لمنعهن من الصراخ من باب ضغط المنصرفات، وكانت هناك حالات كثيرة أشرفت فيها الزوجات على الموت بسبب عدم القدرة على التنفس بسبب محاولة الزوج كتم أنفاسها لكتم المنصرفات.
وبررت السلطات الصحية فرض رسوم على صرخات الولادة بأن تلك الصرخات مجرد دلع، وكنت سأقترح على تلك السلطات أن يجربوا ما إذا كان الأمر دلعا أم وجعا لا يُحتمل، بأن يستضيفوا زوجة رئيسهم موغابي عند الولادة ليروا ما إذا كانت «ثورية» لا تقول آآخ ولا أففف أثناء الولادة، ولكن موغابي ورغم أنه تزوج مؤخرا بشابة لهلوبة، لا حظ له منها إلا لذة النظر، لأنه فوق الثمانين بكثير وتوقف عن الإرسال.. وقد تقول إنه من الممكن للحوامل في زيمبابوي اللجوء إلى الولادة القيصرية تفاديا للآلام والصراخ، بس منين يا حسرة، فتكلفة العملية القيصرية هناك أعلى من تكاليف زرع الكلى في سنغافورة إحدى أغلى بلاد العالم.. ونصيحتي لنساء زيمباوي هي بلاش تناسل وإنجاب فهو عندكم لخراب البيوت، بينما هو أصلا لعمار البيوت.. الله يخرب بيت موغابي وأشباهه.
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]