حوارات ولقاءات
بونا ملوال: لن نسكت عن افعال الحركة بعد الآن
—–
* من أين أتت فكرة الملتقى؟
– دي فكرة قديمة، والحوار أصلا مستمر بين القيادات الجنوبية، وفكرة الملتقى انه قد مضت أكثر من أربع سنوات، من الفترة الانتقالية ولم يتبق إلا اقل من سنتين، فيها مهام كبيرة كالانتخابات العامة، التى اذا لم تقم فيمكن ان تقدر ماذا سيكون الموقف، لأننا نربط قيام الانتخابات بتنفيذ اتفاقية السلام.
* يتساءل البعض عن القيادات التى تمت دعوتها لهذا الملتقى، اهي على اساس تنظيمات محددة، ام هناك اعتبارات اخرى؟
– لا يوجد شخص هنا يمثل تنظيمه، هناك قيادات حزبية، ومستقلين اتفقوا فيما بينهم على ان الأوضاع لا تسير بصورة جيدة فى الجنوب، ولكن المحاصصة الحقيقية تمت وفقا لأسس اقليمية (بحر الغزال، استوائية، اعالي النيل)، وقد كان من المقرر ان تكون عضوية الملتقى حوالى (60) شخصاً، ولكن تم زيادتهم اربعة افراد. وقد حصرتنا قاعة الاجتماعات فى هذا العدد، وكان من الممكن ان نصبح اكثر من ذلك، وقد تم مراعاة الشباب والنساء في العدد الكلي للملتقى.
* هل صحيح ان ثمة ضغوطاً مورست على بعض القيادات لإثنائها عن المشاركة فى الملتقى؟
– الاتهام لافراد او مجموعات بعينها بممارسة ضغوط امر لا يفيد فى شئ، وحتى القيادات التى لم تحضر نجد لها اعذارا، وكل من مورست عليه ضغوط يمكنه ان يكشف عنها للجميع عاجلاً ام آجلاً.
* كيف ترى الأصوات التى هاجمت مشاركة د.لام اكول فى الملتقى؟
– الحركة الشعبية من حقها ان تمنع افرادها من عدم المشاركة فى فعاليات لا تشارك فيها، لكن الافراد داخل التنظيمات مستقلين وحرين، ولا أظن ان انتماء فرد لتنظيم بعينه يمنعه من لقاء قيادات وتنظيمات اخرى فى فعاليات سياسية واجتماعية، وانا ارى ان التنظيم السياسي الذى يمنع افراده من المشاركة مع الآخرين دا تنظيم غريب!!. فمن المعتاد إن يشجع التنظيم قياداته على لقاء الآخرين لتنسيق المواقف، والتفاكر حول مختلف القضايا والهموم العامة.
* يفترض البعض ان الأوضاع فى الجنوب وغياب من يساندونكم قادكم لتنظيم هذا الملتقى بمدينة كنانة، وليس أية مدينة أخرى بالجنوب؟
– (ابتسم).. تصور إننا لم نفكر فى قيام هذا الملتقى فى الجنوب، ولكن المعايير الأساسية لقيام الملتقى بكنانة كان تحركات المشاركين (منطقة وسطى)، إضافة لعامل الانضباط والتفرغ الكامل لاعمال الملتقى والذى يتوافر فى كنانة، وأصدقك القول اننا لم نفكر فى أي شئ آخر سواء الحريات فى الجنوب او غيره.
* هل من الممكن ان يكون الملتقى القادم فى الجنوب؟
– ممكن.. ممكن جداً، ونحن فى منبر الجنوب الديمقراطي سنعقد مؤتمرنا العام بعد اقل من شهر بمدينة جوبا. ونحن نفتكر ان هناك تخويفات ممن يديرون شئون الجنوب بشكل مبالغ فيه، مما قد يضر بالقضية. وانتم تتابعون (الزوبعات) التى تصنعها الحركة الشعبية عن إطلاق الحريات وغيرها، ولكنهم يكذبون مواقفهم الفعلية فى الجنوب الذي ينفردون فى حكمه، وحديث الحركة عن ضرورة إطلاق الحريات فى الشمال، وقيامها فعلياً بكبتها جنوبا ليس له معنى!!.
* ولكن القوانين المقيدة للحريات تجعل ما تفعله الحركة من كبح للحريات – على حد وصفكم- قانونيا، فلم لا تعملون على تعديل تلك القوانين بالمركز؟
– نحن مع الحريات..ونعمل على تغيير القوانين التى بها مشاكل، ولكن يجب ألا نتعامل معها بآليات سياسية فقط، فقانون الامن لم يتغير حتى الآن لأسباب وظروف خاصة، والآن يجب معالجة هذه الأسباب وتعديل القانون دون ان نخلق مشكلة جديدة، ونفس الشئ ينطبق على قانون الصحافة.
* يتحدث البعض عن عثرات كثيرة فى تنفيذ اتفاقية السلام؟
– بصورة عامة اتفاقية السلام لازم تنفذ (100%) وانا مع الرأي دا، ولكن لسه فاضل سنتين، ومخطئ من يظن انه يمكن التنفيذ الكامل للاتفاقية من السنة الأولى، واقول ابعد من كدا انو فى اتفاقيات اصلو لم تنفذ (100%) ، فالاتفاقيات هي عبارة عن توفيق لمصالح الناس، والأرضية الأساسية للاتفاقية هي التوافق والتجاوب بين اطرافها، فاذا لم يتم احترام مواقف الآخر وفهمها لن يتم التنفيذ.
* علاقة الشريكان (الوطني والحركة) الى أي حد يمكن ان تيسر تنفيذ الاتفاقية؟
– المشكلة الأساسية هي اننا لا نعرف التفاصيل، فالشريكان يعتقدان ان تنفيذ الاتفاقية بيدهما الاثنان فقط، وبسبب ذلك نجد ان هناك لجاناً ثنائية بينهم لمعالجة مشاكل تنفيذ الاتفاق، ودا كلو يؤكد انو ما في مشاركة لحكومة الوحدة الوطنية وأحزابها فى الأمر، ودا غلط، لابد ان يشركوا الأحزاب فى الموضوع لإيجاد الحلول.
* كيف تنظرون للانتخابات القادمة، وهل يمكن ان يكون ملتقى كنانة تحالف سياسي فى الانتخابات القادمة؟
– لا..لا.. نحن اصلو ما راعينا الكلام دا، ولم يكن اصلاً فى اجندة النقاش.
* كيف تنظرون لانتخابات القادة في ظل سيطرة الحركة على مقاليد الأمور بالجنوب – على حد تعبيركم-، و ماهي فرصكم بوصفك رئيس منبر الجنوب الديمقراطي؟
– الحركة مسيطرة على الحكومة هناك، ودي فيها نقاط ايجابية وسلبية، لأنو الحكومة اذا قصرت فى أدائها ولم تحقق شئ، انت تتحمل مسؤوليتها امام الناخبين، نحن كأحزاب نبرئ نفسنا، فالحركة وطوال أربع سنوات لم تشركنا بصورة فاعلة فى القصة دي، فما في ناخب عارف الموضوع دا ويجي يسألنا نحن بدل الحركة. و الشئ المهم هو مدى نزاهة الانتخابات فى ظل وجود الحركة، وهذا سنعرف الإجابة عليه بصورة قاطعة عند قيام الانتخابات.
* ألستم مشاركين فى هذا الفشل؟
– هذا الملتقى عمل على تقييم مشاركتنا فى هذه الفترة، ومن المعروف ان الحركة الشعبية هي الحزب الحاكم فى الجنوب، وشبه منفرد بالسلطة رغم وجود أحزاب أخرى بنسبة (12%). إلا ان الحركة تدير كل شئ دون التعاون او التشاور مع الناس، بالطبع المشاركين معها فى الحكومة يريدون ان ينعكس رأيهم على قرارات الحكومة. واذا المسائل لم تسر كما يريدون فمن حقهم ان يبحثوا الأمر، ويتفاكروا فيه. فالسنوات الاربع الماضية كشفت عن مشاكل سياسية، أمنية وإدراية بجنوب السودان، وطوال هذه الفترة كنا فى مقعد المتفرجين، على امل ان تعدل الحركة من فهمها وتسعى لسماع شركائها فى السلطة.
* بصراحة شديدة كيف تنظرون لتجربتكم فى الفترة الانتقالية؟
– بطبيعة الحال عندما نحمل الحركة الشعبية ، مسئولية ما حدث فى الجنوب، فإننا لا نعفى أنفسنا من المسئولية أو المحاسبة أو اللوم حول أى فشل خلال السنوات الاربع الأخيرة لأن الأحزاب التي ينتمي إليها بعضنا مشاركة فى حكومة جنوب السودان، ولكن تم تهميشها من قبل الحركة.
* ما مدى جاهزيتكم للانتخابات القادمة؟
– نحن جاهزين، ما جاهزين.. الانتخابات ضرورة وطنية تحكمها الاتفاقية والدستور، واي تراجع عن قيامها بمثابة خرق للاتفاقية، وان شاء الله دا ما يحصل.
* كيف تنظرون لقانون الاستفتاء؟
– لسه ما في قانون للاستفتاء، سندرس المسودة لاحقا ونقول رأينا.
* هل هناك رؤية او افكار مسبقة تجاه الاستفتاء؟
– نحن عندنا رؤية، فقانون الاستفتاء مثله مثل قانون الانتخابات، لابد فيه من توفير الحريات للناخب والأحزاب للتعبير عن رأيها، ونحن فى ملتقى كنانة تسألنا هل الجنوب حر تماماً لاخذ رأي واعي حول الانفصال و الوحدة، ودي مسائل كبيرة. ولكن من الجيد انو لسه فى سنتين قدامنا.
* فيم نجح ملتقى كنانة؟
– والله.. الالتزام بالحضور للاجتماعات ومناقشة الاجندة بروح جميلة وإنسجام دا اول النجاحات، والنجاح الثاني البيان الختامي للملتقى الذى يعتبر اول نقد مكتوب ومعلن للحركة الشعبية، ولو كنت مكان الحركة الشعبية يجب ان ألتفت الى ان المسائل من هنا ولقدام لن تمشي بسكوت، فالناس حتقول رأيها ومن الاحسن انو الحركة تشاركهم فيه.
* هل تتوقع ان يخلق الملتقى صعوبات للقيادات المشاركة فيه، او حتى تنظيماتهم؟
– ما تعمل..ما هو اصلو الشغل السياسي فيهو مشاكل، والما داير مشاكل احسن يسيب السياسة.
* هل تفكرون فى تكرار تجربة الملتقى مستقبلاً؟
– الحاجات الزي دي بتأخذ شغل، وامكانيات، ومبادرات، وانا ما عايز اوعد بيه، لكن رأيي الا تكون كنانة آخر شئ.
* توصيات الملتقي تتطلب آليات فعالة لتنفيذها هل توافق على ذلك؟
– بالتأكيد..واعتقد انها لدينا وإلا لما نجحنا فى المجئ بأكثر من ستين قيادياً لكنانة، ولقد تم تكوين لجنة رباعية برئاسه اللواء (م) قسم الله عبدالله رصاص لتقديم الملف وتوصيات الإجتماع للسيد رئيس حكومة الجنوب سلفاكير، اضافة لمتابعة توصيات واعمال الملتقى.[/ALIGN] صحيفة الراي العام