خالد حسن كسلا : المسرحية سخيفة والديمقراطية عائدة وراجحة
إن المشكلات تلك كانت خاماً لذريعة صنعتها منه القوى السياسية الحاقدة جداً على قوى استئناف الحياة الإسلامية، أسوأ منها وقع في لندن وواشنطن وفرنسا وايطاليا لكن لم تكن دافعاً لانقلاب عسكري على الديمقراطية، ففي مصر لم تعد الانتخابات وإلا كان ينبغي أن تكون بمثل ما كانت الأولى. لكن في مصر أعيدت الديكتاتورية بعد ثورة 52 يناير التي اندلعت لاطاحتها. 52 يناير أزالت الدكتاتورية لكن 03 يونيو أعادت إنتاجها من جديد بانتخابات هزلية سيئة الإخراج كانت أسوأ من الانتخابات في عهد المجرم حسني مبارك.
في أيام الانتخابات استمعنا إلى أصوات مصرية تتحدث عن أن من لم يصوِّت عليه غرامة خمسمائة جنيه، وتتحدث عن أن التقاعس عن التصويت عقوق للوطن، وتتحدث عن أن من لم يصوت للسيسي أو الكومبارس الانتخابي المدعو حمدين صباحي يستحق إطلاق النار عليه. هذه هي كلمات وعبارات انطلقت في موسم انتخابات، ترى لماذا؟ أليس هذا هو الإرهاب بعينه؟ إن الإرهاب في مصر ينطلق من المؤسسة العسكرية حيث قوضت الديقراطية، وينطلق من المؤسسة الدينية حيث قال شيخ الأزهر إن التقاعس عن الانتخابات عقوق للوطن. وهو بذلك يصف وبطريقة غير مباشرة بعض دول المنطقة التي ليس لها كبير غرض بالديمقراطية يصفها بأنها ممثلة بحكوماتها أعداء لأوطانها، وينطلق الإرهاب من بعض المؤسسات الإعلامية الرخيصة التافهة التي تجمل وتحسن صورة الانقلاب العسكري على الديمقراطية لمجرد أن دعوة الإخوان المسلمين ضد السفور والسقوط والانحلال والتفسخ الأخلاقي إنه الإرهاب السياسي الذي حتماً يقابله إرهاب من نوع آخر كرد فعل، فلا يفل الحديد إلا الحديد هكذا يقول المثل المعروف.
إن التصويت في الانتخابات الهزلية التي كانت مسرحية سخيفة سيئة الإخراج نسبته عشرة بالمائة والمرشحون كانوا ثلاثة هم بالترتيب بعد إعلان النتيجة، قائد الانقلاب العسكري السيسي، والأصوات التالفة، والكومبارس الإنتخابي في المسرحية السخيفة حمدين صباحي، هل يضحك هؤلاء على الشعب المصري أم على أنفسهم أم فقط يريدون لمصر أن لا تسترد أمجادها الإسلامية وتستمر فيها ثقافة الدعارة والانحلال من خلال الغناء والتمثيل والسياحة؟
لكن كما يقول السيد الإمام الصادق المهدي في بعض كتبه إن الديمقراطية عائدة وراجحة. وأن ثورة يناير حتماً سيعاد إنتاجها من جديد ما دام أن بأرض الكنانة كما قال الإعرابي الجاهلي عمرو بن كلثوم شباب يرون القتل مجداً وشيباً في الحروب مجربينا… قتلت الديمقراطية في مصر وهي طفلة بريئة تحبو ولاحول ولا قوة مع المؤسسة العسكرية المجرمة. إذن لابد من هيكلة هذه المؤسسة الظالمة.
صحيفة الإنتباهة
ع.ِش
لماذ تؤيد الديمقراطية في مصر و لا تؤيدها في السودان و تسخر قلمك لخدمة الانقاذ التي اتت بانقلاب عسكري ضد حكومة منتخبة و فرضت الاحكام العرفية و عطلت العمل بالدستور و حلت الجمعية التاسيسية و حلت الاحزاب السياسية و منعتها من العمل سنوات طوال.