د. ناهد قرناص: متى نتخلص من عادة قميئة تدعى البوبار؟
حضرت لها مؤخرا احدى الحلقات فاذا بها تعلن في نهاية الحلقة عن موعد زواجها بعد شهر وترجو من جميع الذين يودون مجاملتها عن طريق احضار هدايا أن يتبرعوا بقيمة هذه الهدايا نقدا لصالح منظمة تعنى بالأطفال المصابين بالتوحد ووضعت رقم الحساب الخاص بتلك المنظمة وانهت الحلقة بابتسامتها المعتادة وتركتني أنا في حالة من الذهول وقمة الألم المضحك المبكي!!!
ترى من منا مرت على رأسه فكرة كهذه عند زواجه؟ –سؤال يقودنا بالضرورة الى أخر—متى نتخلص من عادة قميئة تدعى البوبار؟ –هل هو عادة؟ أم جين متأصل في الحنايا نتوارثه أبا عن جد—هل توقف أحدنا ليتساءل ما الذي يحدث في عالم الزواج في السودان؟ وصلت الامور الى أن يكلف فطور العريس الملايين ويتم فيه أهداء الذهب وفاخر الثياب–
-تكاليف الصالات والابتكارات التي يتفنن البعض في احداثها أفقدتنا المنطق وجعلتنا لا نعرف الاندهاش –اصبح دفع المهور بالعملة الصعبة—كذا دولار وكمان جابت ليها استرليني—وصل تصميم (الكوشة) الى حد ان رأيت العرسان يهبطون من أعلى بمنصة —وأنا في انتظار أن تنبثق الارض عن عروسين أخريين—وكلو كوم وتكلفة الفنان كوم تاني—شخص يأتي ليغني لمدة ساعتين فقط لاغير —يجب عليك دفع مبلغ وقدره—ولا عزاء لجياع بلاديوالادهى والأمر هو أن تكون عندك (صبحية) فالفنانات السودانيات يضاهين (بيونسيه) في الأسعار—ثم نأتى للتصوير —الذي أصبح ذوو شجون—
احدى الفتيات المتزوجات حديثا وتعمل معنا أحضرت ذات يوم مجموعة من البومات الصور عندما طلبت منها زميلاتها باحضار صور زواجهاكنت أعتقد أن تلك الألبومات تحوي صور الحفلفاذا بي أفاجأ بانها صور للعروسين فقط (اوت دور—ان دور) صور خارجية في ضوء الشمس –وصور داخل الأستديو— المفارقة انها سألتني ببراءة (يا دكتورة ما تجيبي لينا البوم زواجك)فضحكت وقلت لها (نحن يا بتي اتزوجنا زمن يقولوا ليك أمسكي التوب عشان الحنة تظهرولما ينور الفلاش ترمشي وهذا هو السبب الاساسي في أن نصف عروسات زمنا مغمضات عيونهن في الصور)—
هل من رجل رشيد يوقف هذا العبث ؟–في كل مناحي حياتنا؟ هل من أمرأة قوية تستطيع ان تحتمل غمزات النساء و(مصمصة ) الشفاه وتختصر مراسم الزواج وتكاليفه—هل يأتي يوم وينحسر معدل البوبار في حياتنا الذي وصل الى حد ان يقام (أربعين الولادة) في الصالات؟ —
عندما أنتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي صورة شيلة قيل انها لابن احد الرأسمالية في السودان لفت نظري تعليق احدى النساء بقولها (ما بي حقو—واما بنعمة ربك فحدث)—يعني حتى البوبار عملوا ليهو تأصيل —لا يا أختى التحدث عن النعمة لا يعني الفشر والاستفزاز لمشاعر الغير بل التحدث يكون بالشكر لله في السر والعلن ومحاولة مساعدة المحرومين في المجتمع كما فعلت تلك الامريكية التى ندرجها نحن ضمن من نطلق عليهم (الكفرةالفجرة)—-ويا فتيات بلادي أهديكم أغنية (بت المدن يا الواعية يا الدارسة الكتاب—غلا المهور حاربيه ما تخليلو باب)
وصباحكم خير
د. ناهد قرناص
هذه العادات الدخيلة على الزواج في السودان يبتدعها اولئك اللذين يكسبون الاموال الضخمة عن طريق الحرام من الاستحواز على الاراضي اونهب خزائن الدولة أو السمسرة والشركات الوهمية ، ومن بعد ذلك تتسرب في المجتمع ويتم تقليدها وتصبح عادة .
البوبار ظاهرة حصرية علي النساء، صحيح ان بعض الرجال يحبون المظاهر، ولكن الظاهرة في شكلها العضال هي ظاهرة نسائية محضة، فأرتبطت (الشوفونيةshowfullness ) بهن منذ الأزل .. الموضوع ليس حصرا علي طقوس الزواج وفطور العريس، فهي في كل تفاصيل الحياة، مثلا تلقى كنب الصالون والستائر كويسات في أمانة الله وممكن (يشتغلن) ليهن تاني خمسة سنة، تقوم المرة تقول ليك راسها وألف سيف الا نغيرهم قبل ما (هناية) بت خالتهم تجيهم زيارة … يا بت الحلال .. عندنا ايجار و مصاريف جامعات وحق الصندوق (الجمعية) .. تقعد تنق تكرّهك الحياة .. تضطر توافق .. مكرها لا بطل. ان الحقيقة التي لا ينكرها الا مكابر هي ان الحياة الاجتماعية بكل جوانبها يحركنها النساء .. وان كان ذلك من وراء ستار (حفاظا علي ماء وجه الزوج .. ان بقت فيه قطرة) .. فحتى الرجال، اللي بيهزوا ويرزوا، لم يعد لهم الا هامش بسيط من الحركة، وقد أوجز الشاعر الشعبي حالنا عندما قال : بعد ما كنت صميم فوقي السيوف بيسنوا .. بقوا يقولوا هاه دا فكت منو !! زمن آبائنا كان الراجل يقابل ليهو شلة بتاعة أصحاب ويحلف عليهم الا يمشوا معاهو البيت يتغدوا .. هسي لو لقيت صاحبك وعايز تعزموا شاي مغرب .. تعمل فيها جاتك مكالمة وتنتحي جانبا لتستأذن المدام، ولو طلع موبايلها مشغول في مكالمة أو واتس .. أكيد ح تقول لي صاحبك (أهأ أبقى أظهر يا خي !!). وبما أن لكل قاعدة شواذ، نأمل أن تجد الدكتورة من يعينها علي ايقاف غول البوبار عند حده.
[B][SIZE=6]]حقيقة القادر بسوي …. وماسمعنا بي زول لاموه الناس لانو ماعمل مثل ما تسموه بوبار … كل انسان علي قدر استطاعته ..لا تعطو المواضيع اكبر من حجمها ….[[/SIZE][/B]
[SIZE=5]دكتورة ناهد جزاك الله خيرا فقد لامستي وترا حساسا يمس الجميع ، وكنت قبل فترة كتبت موضوعا هنا في النيلين وتحت عنوان اربعين مدنكل ، وماهو الا ترميز لما اعترى المجتمع السوداني ، من ظواهر ذات مثالب وضياع للهوية .. الشخصية السودانية تحولت الى شخصية تحب المظهر ولو بالكذب رغم ان بيئة وطبيعة ودخل وتعليم الشخص لاتوحي بالملائمة ، واذا ما فضحت احدا ان هذا ليس هو مظهره يا ويلك وسواد ليلك ..
ومن اغرب هذه المظاهر اني سمعت مرة انه تم نقل فطور العريس من الخرطوم لمدينة عطبرة ..
وفي مرة اخرى ومدعم بالصور ان فطور العريس تم نقله بالدفار .. ما هذا العبث وما هذه الصفات القبيحة التي زحفت على المجتمع واضرت بالشباب وجعلته يحجم عن الزواج ..
اما قصص حفلات التخرج من الروضة فحدثي ولا حرج .. وكل يوم نتسآل من اين ياتي هؤلاء بهذه الاموال ليفعلوا ما يفعلون .. ؟؟ انكشف المستور اخيرا كله على كله شغال حرامي..!!! وكله شايل سكينة ويقطع من لحم الوطن ويبيع ..
ولا تنسي اختي الفاضلة المظاهر التي تفشت بين الطالبات والتي كانت سببا في انحراف الكثير منهن .. وذلك بسبب السعي وراء توفير تلك المظاهر ..
كان الريف امنا من مثل هذه المظاهر والعادات الا انها بدأت تزحف اليه زحفا مميتا مغيتا ,, وصل الى الريف ان تشترط ام العروس وامام الرجال .. زمان كان يكون معروف انه فلان حيتزوج فلانة وهم عارفين بعض وبينهم حب وريد وملاقاة بين الاهل والصاحبات .. وفقط يتم تحديد الموعد ويجيب الشيلة ويتم العرس ..
كان زمان تلاحظ اختفاء امرأة من بين نساء الحي وتسال عنها فيقال انها واضعة اما الان فالحجز قبل شهر وباعلان مسبق الدفع في كل الحي وحفل الخروج من المستشفى وحفل السماية وحفل الاربعين وحفل بكم فنان للطهورة ..
نحن شعب عينه فارغة وكنا نلوم الخليجين على البذخ لكن والله هذا الشعب لو اصبح حاله كحال اهل الخليج فسوف يعملون مالم يخطر على قلب بشر .. وربما قالوا نرجع النيل لمجراه .. اناس يحبون التفاخر والتباهي ، ويحبون ان يكونوا مسار حديث الحي بالغريب والشاذ من المظهر .. وهذا كله دليل على ضعف الايمان والثقافة [/SIZE]
لا فض فوك يا أستاذة !