قلم وساعد تكتب: لماذا وصف السودان بالحصان الأجرب
بقلم : د. مصعب محمد
طالعتنا وسائل الإعلام ببعض من وصفوا السودان أنه صار كالحصان الأجرب والكل يبتعد عنه .. أظن التوصيف دقيق نوعاً ما لوصف الحالة وليس لنعت البلد ، نعم أصيب فرس الرهان بالجرب .. فرس سمعنا به وحدثونا عنه ..
حدثُونا عن اللاءات الثلاثة وأزمة الملك فيصل وعبدالناصر رحمهما الله .. يومذاك أذاب السودان جبل جليد الخلافات العربية في قمة عربية نوعية لن تتكرر .. كان فرس الرهان فاعلاً وقوياً الكل يراهن عليه من غير تفكير .. سودان منديل اﻷزهري .. في قمة باندونج يوم أن ثار عبد الناصر ضد دخول اﻻزهري قاعة المؤتمر كان موقف الأزهري قوياً ونوعياً أخرج منديله وكتب عليه السودان كان اﻻزهري زعيماً بحق لوطن كبير .. سودان المحجوب وعبدالله خليل وموقف المحجوب وجملته الشهيرة “Release ” أيام أزمة حلايب اﻷولى ..
فرس الرهان الذي كان قبلة ﻷحرار العالم كنيلسون مانديلا وغيرهم من أصحاب القضايا الحقيقية .. سودان العرب واﻷفارقة حتى أن تكوين منظمة الوحدة اﻻفريقية والاتحاد اﻻفريقي الكاف كان في الخرطوم .. كان العرب وأفريقيا تنبض من الخرطوم وكانت الخرطوم حاضرةً ممثلةً لهم ، تتحدث بلسانهم في اﻷمم المتحدة .. سودان الإسلام الوسطي الحقيقي سودان اللغة العربية .. الإسلام ليس جديداً علينا حتى يأتي البعض كأنه (مبعوث) ( يحشر) الدين ويستخدمه في كل شيء. ومنا البروفيسور عبدالله الطيب وكتابه عن تفسير القرآن والبروفيسور عون الشريف قاسم وكتابه عن أنساب العرب والمحجوب والفردوس المفقود ود. عصام أحمد البشير صاحب اللسان الفصيح ، كلهم من السودان ولدوا وتربوا وعاشوا وتعلموا في السودان .. سودان جامعة الخرطوم وبخت الرضا وحنتوب ووادي سيدنا وخورطقت .. سودان كنا فيه نتشرف بزيارة الملوك أيام الستينيات الملك فيصل رحمه الله والملكة اليزابيث.
كان السودان فرس الرهان ، كان أمة فاعلة للأحداث في محيطها ، قوية، صاحبة مواقف ثابتة ، ليست أمة تتعامل بردود اﻻفعال وتتلقى الصدمات .. ترتب على هذا صورة ممتازة للإنسان السوداني بالخارج ، بل كانت المحبة والعشق لنا في محيطنا العربي واﻻفريقي على اﻷقل.
السؤال .. ماذا حدث للفرس حتى حتى ينعت بالأجرب خلال فترة الثلاثين سنة الأخيرة ؟
بقلم : د . مصعب محمد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقال (2)
لكل جواد كبوة .وستصفو الليالي بعد كدرتها .وسيأتي الحصان الأبلق :
عندما تتكالب الدول تبعا للغرب على بلد ما يصير حاله كالبعير الأجرب ، ودعونا ننظر ونسمع ونحلل ، تكالب الأعداء علينا من كل حدب وصوب .وتتعدد الأسباب والجرب واحد ! هذا ما خططوا له أن نعزل ثم نؤكل ، صمموا سيناريوهات الداخل ، حصرونا في ركن والمؤسف أننا سقطنا في الفخ لأننا قد أمنا العدو ، وفصلوا الجنوب ، فالجنوب وحده سلة غذاء دسمة وقبل فصله بذروا فتنة دارفور .
ومضى الجنوب ، واشتعلت النار في دارفور ، ودارفور تعوم فوق الكنوز ، إذن كيف يحوزون تلك الكنوز إن تركوا البلد لحاله ؟! ولكن أهل السياسة من المعارضين تفكيرهم ضيق ضيق وآخر ما يهمهم حال البلد! والقول يشمل القدامى أما الجدد فهم تلك الجماعات التي تمردت إن بعلم أو بغيره ، فما أكثرهم وأجهلهم ! عندما تطلع على مطالبهم وبرامجهم فكأنما يحملون عصا موسى ويوهمون من حولهم أنهم إذا استلموا السلطة فالبلد سينقلب حاله مابين عشية وضحاها ! وليس بعيدا أن من حرضوهم على التمرد وعدوهم بجنات الخلد ، ولو بهم قليل من حصافة فلينظروا لما حل بالجنوب ، وإن هو إلا سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء !
ولكن من يديرون أمر البلد يتقوقعون في أبراجهم ولا يقرؤون الأحداث بعقلانية تعينهم على اتخاذ القرار السليم ، أين هم صناع القرار ؟ أليس من المفترض أن يكون هناك نخبة تتفرغ تماما لتحليل ما يجري في العالم ؟ واستشفاف ما يدبر لنا بناء على ما وقع من أحداث ؟ كثيرا ما نسمع عن الطاقم الرئاسي في الغرب ، فأين هو طاقمنا الرئاسي ؟
والأمر المحير هل من المعقول أن من يديرون البلد لا يعرفون ما أحاط بها ؟ وإن كانوا يعرفون هل يرون أنه شيءعادي وليس هناك من خطر ؟
ألم يؤلمهم وصفنا بالحصان الأجرب ؟ ألا نملك قطرانا لعلاج هذا الجرب ؟ نكاد نحس أن الأمور تدار بطريقة ساذجة ، ولا ننكر أنه في الفترة الماضية بدأت بعض المعالجات خاصة في كبح التمرد الذي لا يملك أمر نفسه .
إذن ما وصل إليه حالنا هو نتيجة للمؤامرات الخارجية ولسنا وحدنا في هذا ، فكل العالم العربي والإسلامي قد أحيط به ،وما يحدث في الداخل من تشرذم نتاج لتلك المؤامرات ، ولكن ياقوم لا تزيدوا الأمر سوءً بالانفلات والفساد .
ولكن يظل الأمل في الله راسخا لا يتزحزح ، فقط لو صححنا مسيرتنا بتوجه قاصد لوجهه تعالى فالله لا يغير ما بنا حتى نغير ما بأنفسنا ، ونعيد سيرتنا الأولى ونستحق وصف الحصان الأبلق .
بقلم : بقلم : د. غريب الدارين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقال (3)
أري تحت الرماد وميض نار ** وأخشي أن يكون لها ضرام
فإن النار بالعودين تذكــــــي ** وإن الحرب أولها كــــــــــلام
هذه الأبيات للشاعر الأموي نصر بن سيار
دعونا أخوتي من نظرية المؤامرة فالسودان كان حصانأ أبلق عندما كان علي رأسه زعامات بحق وحقيقة تؤمن بدور السودان وحجم السودان وشعب السودان بشماله وجنوبه
كانت الدول تخطب ود السودان ويتمني قادتها زيارة هذا المارد الأسود
حركت مصر قواتها باتجاه حلايب فأرسل عبدالله خليل جيشه الذي يعرفه المصريون جيدأ وتراجع عبدالناصر وسحب قواته وكان ذكيأ عندما قال لن أحارب السودان لأجل قطعة أرض ( لماذا أرسلت قواتك إذأ )
من وجهة نظر شخصية أظن أن بداية الانهيار كان التنازل عن منطقة حلفا وإغراقها لصالح المصريين في عهد الفريق إبراهيم عبود يرحمه الله وكانت هناك عدة محاولات انقلابية ضد نظام إبراهيم عبود تم قمع إحداها بصورة عنيفة وتم تعليق القائمين عليها علي أعمدة المشانق مع أنهم كانوا ضباطا في الجيش السوداني ما أفرز الكثير من المرارات وقتها ( حركة علي حامد ورفاقه )
بعدها جاءت ثورة أكتوبر المجيدة والتي سطا عليها حرامية الأحزاب وكانت فترة سيئة ، فالكل جاء ليأخذ نصيبه من الوليمة وكان الاقتصاد وقتها لا يزال بخير ، وجاء انقلاب مايو 1969 ليجد أن السودان صار يصارع المرض كان وزير خارجية السودان الدكتور منصور خالد المحسوب علي اليسار نجمأ في عالم الدبلوماسية وكان يبرم كل اتفاقيات السودان من خلال حفلات الكوكتيل حتي سميت دبلموماسيته بدبلوماسية الكوكتيل ، حتي ذلك الحين كان هناك بعض الاحترام للسودان ولكن للأسف جاءت انتفاضة 1984 وبعدها الفترة المعروفة بالديمقراطية الثانية ومرة أخري جاء الكل بسكينه ليقتطع ما يستطيع قبل الانقلاب القادم الذي لم يتأخر كثيرأ
وجاءت الجبهة الإسلامية وأظن أن الكلام بعد كده لا داعي له فالكل يعرف ما حدث حركة العدل والمساواة بقيادة الدكتور خليل إبراهيم المحسوب علي الترابي ظهرت عام 1993 ما يدل علي أن الترابي كان يضمر شيئآ تحسبأ لشئ قادم وبالفعل تمت المفاصلة بينه وبين البشير 1999 وانطلق التمرد من منطقة قولو بتاريخ 19/7/2002 فهل من الإنصاف أن نقول أن هناك مؤامرة خارجية ؟
المؤسف هو ارتباط العمارات بالدقون فبقدر طول ذقنك تكون عدد طوابق عمارتك التي تملكها.
بقلم : ود راس الفيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– تم إعداد هذا المقال بواسطة مجموعة : قلم ٌوساعد ( قلمٌ وضيءٌ وساعد بناء)
– انضم إلينا وكن عضواً فاعلاً لإعداد مقالاتنا القادمة
– للتواصل معنا : [email]galamwasaed@gmail.com[/email]
– قلم وساعد : نحن لا نكتفي بلعن الظلام ولكننا نضع لبنةً ونُوقدُ فوقها شمعة .
– للإطلاع على رؤيتنا وأهداف المجموعة : اضغط هنا
مقالات جميلة ورائعة ويمكن أن أضيف بالنسبة لحالة البلد والصراعات التي تعتمل فيها أنها: “جنت على نفسها براقش” لم يكسب أحد الرهان لكل الأطراف (المؤتمر الوطني – الشعبي – الامة- حركات التمرد) وكذلك الجنوب الكل في محنة وذلك بسبب سوء الإدارة، وتضارب المصالح، الجهل إدارة سياسة البلد وبسببه ضاعت حلفا وحلايب وشلاتين والفشقة (والجنوب غير مأسوفاً عليه) وهكذا نحن السودانني نلعن الظلام بدل أن نضيئ شمعةحيث دأبنا على قول أن البلد عليها مؤامرة.