تحقيقات وتقارير

الانتخابات المصرية.. بين عيون العالم واحتجاج الخرطوم

[JUSTIFY]تقيم الهيئة الشعبية لمناصرة الشعوب، مخاطبة جماهيرية في مسجدالشهيد اليوم عقب صلاة الجمعة، للاحتجاج على انتخابات الدم وتزوير الإرادة الشعبية المصرية، ويخاطب المهرجان عدد من قيادات العمل الإسلامي والوطني منهم رئيس جبهة الدستورالشيخ صادق عبدالله عبدالماجد، والشيخ عبد الجليل النذير الكاروري، والشيخ علي جاويش، والدكتورالشيخ محمد عبدالكريم. بينما دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب بمصر المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، أنصاره إلى تنظيم مظاهرات حاشدة لمدة أسبوع اعتباراً من اليوم الجمعة تحت شعار «تقدموا ننتصر»، ويأتي احتجاج المصريين عقب انتقاد العديد من الصحف العالمية لضعف الإقبال على التصويت في الانتخابات الرئاسية التي جرت في مصر، الذي فضح الانقلاب وشعبيته المبنية على قوة سلاح الجيش، كما وضعت تساؤلات أين ذهب المدنيون الذين زعم قادة الانقلاب أنهم دعموا السيسي في 30 يونيو؟ وهل كانوا مدنيين أصلاً؟، بدورها وصفت صحيفة «فورين بوليسي» الأمريكية الانتخابات بانها أول انتكاسة لوزير دفاع الانقلاب، وتساءلت عن سبب بقاء المصريين في المنزل في ظل ما تردد عن قاعدة السيسي الشعبية العريضة، أما «النيويورك تايمز» الأمريكية فاستعرضت ما حدث في أيام الانتخابات من ضعف الإقبال، ومد التصويت ليوم ثالث، وصولاً لسحب المرشح الرئاسي المنافس والوحيد للسيسي لمندوبيه من لجان الانتخابات، وقالت الصحيفة إن صباحي لديه مخاوف من احتمال العبث في الأصوات، بينما قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»: أظهرت نتائج أولية، للانتخابات الرئاسية في مصر، أن قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي حقق فوزاً غير متوازن، وأن منافسه الوحيد والمراقبون الدوليون أثاروا تساؤلات حول قانونية التصويت، وأضافت الصحيفة فإن السيسي، وهو المشير السابق الذي حكم مصر منذ أن أسقط سلفه في يوليو، فاز بأكثر من «90%» من الأصوات، وفقاً لنتائج «2000» من «14» ألف مركز للاقتراع حسبما أفادت وسائل إعلام حكومية، وتابعت الصحيفة، قالت مجموعة الديمقراطية الدولية، الخاصة بمراقبة الانتخابات، إن التمديد أثار المزيد من الأسئلة حول استقلالية لجنة الانتخابات، وحياد الحكومة، ونزاهة العملية الانتخابية في مصر.
وفي أوروبا اختار الكاتب والمحلل السياسي البريطاني روبرت فيسك عنواناً مميزاً لمقاله في صحيفة «ذي إندبندنت»، هو: «انتخابات مصر.. تتويج الإمبراطور» وفيه قارن فيسك بين السيسي ونابليون قائلاً بعد الإرهاب والأهوال والوفيات وعدم الاستقرار من ذا الذي يحسد الإمبراطورعلى تتويجه؟ وتساءل فيسك لماذا تُطلق عليه صور دعايته الانتخابية رئيس مصر مع أنه يبدو كإمبراطور؟ ، بينما عنونت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية..«السيسي يمدد الاقتراع لتجنب الإهانة» مؤكدة أن السيسي هو المسؤول عن قرار التمديد، بهدف تحاشي الإهانة التي وجهتها إليه المقاطعة الشعبية للانتخابات. وقالت مراسلة الصحيفة في القاهرة إن الامتناع عن التصويت على النحو الذي حدث يضع الرئيس القادم في مكانة أقل من مرسي الذي انتخب في العام 2012، وأضافت أنه كان يعتقد أن الانتخابات محسومة، ولكن عاملاً غير متوقع جاء ليفسد الحفل، حيث اندلعت مقاطعة واسعة في الانتخابات الرئاسية المصرية، ففي مساء اليوم الأول من التصويت كانت المدارس التي تحولت لمراكز للاقتراع فارغة.
وفي السياق نفسه أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة «الوطن» المصرية المؤيدة للانقلاب، نجاحاً ساحقاً للمقاطعة الشعبية لمسرحية الانتخابات، حيث كشف الاستطلاع الذي نُشر على صفحات الموقع أن نسبة المقاطعة وصلت «86%» ، وكانت نسبة المشاركة «13%» فقط، وبلغ عدد المشاركين في الاستطلاع حتى لحظة كتابة التقرير«118.163» مشاركاً وبلغ عدد المقاطعين «101.921» مقاطعاً، وعدد المشاركين «16.242» مشاركاً فقط .
ولم تنته فضيحة شعبية السيسي، حيث كشف تقرير لمركز بحثي أمريكي أن شعبية المشير عبد الفتاح السيسي محدودة ولا تتجاوز «54%»، وأن «4» من كل «10» من المصريين مع الرئيس المعزول محمد مرسي، مشيراً إلى أن الانقسام بين المصريين لا يزال قائماً فيما يتصل بالتأييد للسيسي وجماعة الإخوان المسلمين، وذكر التقرير الذي أصدره مركز «بيو» الأمريكي للبحوث عن الأوضاع في مصر، أنه في الوقت الذي يتصاعد فيه مستوى الإحباط في أوساط المصريين فإن ثقتهم في الديمقراطية في تراجع مستمر، وأضاف التقرير الصادر في «30» صفحة، أن الاضطرابات وأعمال العنف التي استمرت قرابة العام قد تسببت بتلاشي نبرة التفاؤل التي سادت في أوساط المصريين في حقبة ما بعد حسني مبارك، كما شوَّهت الصورة الذهنية للاعبين الأساسيين في المشهد السياسي المصري.

صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]