تحقيقات وتقارير
الانتخابات المصرية.. بين عيون العالم واحتجاج الخرطوم
وفي أوروبا اختار الكاتب والمحلل السياسي البريطاني روبرت فيسك عنواناً مميزاً لمقاله في صحيفة «ذي إندبندنت»، هو: «انتخابات مصر.. تتويج الإمبراطور» وفيه قارن فيسك بين السيسي ونابليون قائلاً بعد الإرهاب والأهوال والوفيات وعدم الاستقرار من ذا الذي يحسد الإمبراطورعلى تتويجه؟ وتساءل فيسك لماذا تُطلق عليه صور دعايته الانتخابية رئيس مصر مع أنه يبدو كإمبراطور؟ ، بينما عنونت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية..«السيسي يمدد الاقتراع لتجنب الإهانة» مؤكدة أن السيسي هو المسؤول عن قرار التمديد، بهدف تحاشي الإهانة التي وجهتها إليه المقاطعة الشعبية للانتخابات. وقالت مراسلة الصحيفة في القاهرة إن الامتناع عن التصويت على النحو الذي حدث يضع الرئيس القادم في مكانة أقل من مرسي الذي انتخب في العام 2012، وأضافت أنه كان يعتقد أن الانتخابات محسومة، ولكن عاملاً غير متوقع جاء ليفسد الحفل، حيث اندلعت مقاطعة واسعة في الانتخابات الرئاسية المصرية، ففي مساء اليوم الأول من التصويت كانت المدارس التي تحولت لمراكز للاقتراع فارغة.
وفي السياق نفسه أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة «الوطن» المصرية المؤيدة للانقلاب، نجاحاً ساحقاً للمقاطعة الشعبية لمسرحية الانتخابات، حيث كشف الاستطلاع الذي نُشر على صفحات الموقع أن نسبة المقاطعة وصلت «86%» ، وكانت نسبة المشاركة «13%» فقط، وبلغ عدد المشاركين في الاستطلاع حتى لحظة كتابة التقرير«118.163» مشاركاً وبلغ عدد المقاطعين «101.921» مقاطعاً، وعدد المشاركين «16.242» مشاركاً فقط .
ولم تنته فضيحة شعبية السيسي، حيث كشف تقرير لمركز بحثي أمريكي أن شعبية المشير عبد الفتاح السيسي محدودة ولا تتجاوز «54%»، وأن «4» من كل «10» من المصريين مع الرئيس المعزول محمد مرسي، مشيراً إلى أن الانقسام بين المصريين لا يزال قائماً فيما يتصل بالتأييد للسيسي وجماعة الإخوان المسلمين، وذكر التقرير الذي أصدره مركز «بيو» الأمريكي للبحوث عن الأوضاع في مصر، أنه في الوقت الذي يتصاعد فيه مستوى الإحباط في أوساط المصريين فإن ثقتهم في الديمقراطية في تراجع مستمر، وأضاف التقرير الصادر في «30» صفحة، أن الاضطرابات وأعمال العنف التي استمرت قرابة العام قد تسببت بتلاشي نبرة التفاؤل التي سادت في أوساط المصريين في حقبة ما بعد حسني مبارك، كما شوَّهت الصورة الذهنية للاعبين الأساسيين في المشهد السياسي المصري.
صحيفة الإنتباهة