جعفر عباس

عروس تختار ضراتها

[JUSTIFY]
عروس تختار ضراتها

كتبت بالأمس عن الملياردير الصيني سيسيل شاو، الذي عرض 65 مليون دولار لمن تقبل به ابنته جيجي زوجا، ولا شك عندي في أن جيجي هذه بنت دلوعة و«متسيبة» اجتماعيا، يعني تلعب بالفلوس وتفضل استبدال البوي فريندات بنفس الطريقة التي تستبدل بها أحذيتها، وأراد والدها تحفيز الشباب لكسب قلبها عسى أن تعقل و«تتقل» فكان ذلك العرض السخي، على أمل في أن تأتيه بحفيد يرث عنه وعنها تلك البلايين المتلتلة (لماذا يصاب الأغنياء بالذات بهوس من سيرثهم؟ إذا عند الغني عيال أو أقارب فالمسألة محسومة، ولكن معظم الأغنياء الذين يكتبون الوصية تلو الوصية هم الذين بلا وريث شرعي، وبالتالي تجد في الدول الغربية من يوصي بكذا مليون لكلب او قط.. المهم يا صاحبي الثري لا تحمل هم من سيستمتع بمالك بعد وفاتك، لأن المهم هو أن ترى من تحبهم يستمتعون به وأنت حي بدلا من ان ينتظروا موتك بفارغ الصبر ثم يتعاركوا في المحاكم) ويذكرني هذا الملياردير الصيني الأبله بالشابة الحلوة باريس هيلتون وهي وريثة سلسلة فنادق هيلتون العالمية الشهيرة، وهي في منتهى القيافة والتفاهة والسطحية وعلى استعداد لأكل سحلية حتى تكتب عنها الصحف، وتكون في قمة السعادة عندما تطلب منها مجلة أن تظهر على غلافها وهي لابسة من «غير هدوم»، وقد استغلت إحدى القنوات التلفزيونية الأمريكية حبها للأضواء وجعلت منها مادة لبرنامج يتنافس فيه عشرات الشبان من الجنسين لصداقتها (صداقة قصيرة الأجل طبعا) وعلى المتنافسين أن يساهموا في عدة أنشطة هايفة لكسب قلبها، وتقوم وهي جالسة على كرسي يشبه عروش ملوك القرون السابقة باستبعاد المتنافسين بواقع واحد في كل حلقة، ورأيت في إحدى الحلقات شابا يبكي بعد أن تم استبعاده وكان يقول: هههههه كان نفسي أفوز بصداقتها وأكون جنبها ولو ليوم واحد.. فصحت فيه: الله يكسفك ويكسف «أبوك وحموك وفوك وذات المال»
دعونا نرحل من الصين والولايات المتحدة الى الجزيرة العربية، وبالتحديد إلى السعودية، لنقرأ حكاية عروس يتمنى مثلها الكثير من الرجال في المنطقة، فعلى ذمة جريدة الوطن الكويتية فإن شابا تقدم لخطبة معلمة شابة بإحدى مدارس الطائف، ورضيت به، ولكنها اشترطت أمرا واحدا: عندي ثلاث صديقات زميلاتي في المدرسة وأنا لا استطيع فراقهن، وهن غير مرتبطات، يعني عندهن «خلو طرف»، وعليك أن تتزوجنا نحن الأربعة في ليلة واحدة.. طبعا كان من البديهي أن يتردد الشاب: معقول أتزوج أربعة في جلسة واحدة أمام نفس المأذون؟ وأركض كل ليلة في اتجاه؟ واشتري البصل واللحم والجرجير للبيوت الأربعة؟ وكمان أربع حموات؟ لا، ما يصير.. ثم قال بالإنجليزية: تو ماتش.. وبالمصري: ما أقدرش، وبالشامي: ما بدهاش.. ولكن بعض أصدقائه شجعوه وأبلغوه بأنه لن يتحمل نفقات الزواج ولا كلفة إعاشتهن لأنهن اتفقن سلفا على استئجار أربع شقق متلاصقة في عمارة واحدة، وكل واحدة تدفع أجرة شقتها، ويجتمعن للوجبات والأنس بالتناوب في واحدة من الشقق الأربع، وهكذا توكل صاحبنا على الحي الذي لا يموت وتزوجهن بالجملة، وحاولت متابعة أخبار تلك الزيجة ولكن صحفنا كعادتها «تفتح الموضوع وتقفله في نفس الوقت»، أي لا تتابعه.
يا بنات: هيك الصحبة وإلا بلاش.. يعني إذا لم يكن لديك عريس في خط الأنابيب، فعليك اختيار صديقة من صنف تلك الشابة السعودية التي لم تفكر في نفسها فقط بل قررت فك عنوسة ثلاث من زميلاتها.. وكانت عاقلة فهي تعرف أن تعدد الزوجات ممارسة شائعة في المنطقة فقررت أن تجيبها من قاصرها وتختار ضرات بمزاجها، وتضمن أنها وهن سيعشن بلا مشاكسات لأنها صاحبة الفضل عليهن – بعد الله – وتضمن أن عين زوجها لن تزوغ لأن عدد زوجاته بلغ النصاب الشرعي منذ يومه الأول كزوج.
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]