رأي ومقالات

د. ناهد قرناص: مِش أكلتي الباسطة حقتنا؟

كان الوقتُ عصراً، وكنتُ أحدّث نفسي، وأنا سائرة في الميدان:
– والله أنا تعبت خلاص من نادية وعزُّو ديل! تجي نادية من القصيم، أوّل حاجة تتصل، وتقول: بالله واحد كيلو باسطة معاك، مشْ زمان أكلتي الباسطة!
وبعد داك يجي عزُّو من جدة، ويقول ليك: بالله دايرين بسكويت يا ناهد. مشْ إنتي زمان أكلتي الباسطة حقتنا؟ يعني أنا لمتين أدفع حق الباسطة دي؟ إنتي مديونة؟
يأتي صوت عمْ حسن، ليُعيدني الى الواقع:
– مالك بتتكلّمي براك؟ يا مديونة يا مجنونة- والعياذ بالله-!
وأردُّ عليه:
– والله يا عمْ حسن، أنا تعبت خلاص من أخواني نادية وعزُّو ديل! زمان لمّا كنّا في عطبرة، اشتروا ليهم باسطة، وأنا جيتْ لقيتها في التلاّجة، فأكلت منّها. ولمّا سألوني، قلت ليهم كنت قايلة جابها أبوي، وعينك ما تشوف إلا النور!
تلقيت يومها- اللكمات من جميع الاتجاهات، وسارتْ الركبان بالقصة، التي مرّ على حدوثها أكتر من عشرين سنة.
زوجة عزُّو سألتني:
– ليه أكلتي الباسطة؟ ما كان تسألي في الأول؟
بنات نادية قالوا لي:
– يا خالتو، أكلتي أكتر من قطعة؟ هسه واحدة ما كفاية؟
وهسّه أنا ماشّة أجيب باسطة لي نادية، لأنّها جاتْ أمبارح!
فقال لي عمْ حسن:
– والله يا بتي، قصّتك عجيبة، لكن أنا عندي ليك فكرة. إنتي شغّالة وين؟
رددتْ على عمْ حسن سريعاً:
– أنا شغّالة في الحكومة!
فلمعت عينا عمْ حسن بالدهاء، وأجاب سريعاً:
– تاهت ولقيناها.. طنّشي زي ما الحكومة مطنّشة!
سألته سريعاً:
– كيف يا عمْ حسن ما فهمت، يعني أزوغ؟
فرد عمْ حسن:
– لا، ما تزوغي، خلّيك راسية، وواثقة من نفسك، ونفّذي الخُطة. أولاً: اعملي اجراءات طويلة، وفيها استمارات. يعني مثلاً نحن لمّا نمشي نصرف المعاش، يقولوا ليك جيب شهادة حياة. في دليل على حياتك أكتر من إنّك تجي براك؟
إنتي أعملي شهادة حوجة للباسطة والبسكويت، أعملي ألوان للاستمارات. يعني باسطة شعبية، وبسكويت استثماري. ولو أخدتي واحدة ما بتستحق التانية. والما بكمّل الاجراءات، أعملي ليهو خُصومات زي خصومات المرتبات بتاعتكم، أخصمي بدل المشية وأعملي دعم لبناء بيتك. وبعد داك تشوفي كان ما طفشوا! أنا هسّه معاشي قريب لي سنة ما مشيت صرفتوا عشان إجراءاتهم دي!
– والله فكرة يا عمْ حسن، لكن بأفكارك دي، أكيد حتبقى مستشار لشؤؤن التطفيش، قصدي التوظيف!
ويا نادية، وعزُّو قُرناص: الباسطة أكلتها، والداير يشتكي، يمشي لي محكمة العدل الدولية!
وصباحكم خير

د. ناهد قرناص- حكايات

‫3 تعليقات

  1. [SIZE=3][B][COLOR=#FF0017]مااا بالسمنة و كدا …[/[/COLOR]B][/SIZE] ناس عطبرة حيفهموني 😉 😎

  2. [SIZE=3][FONT=Arial]قبل عشرين سنه عطبرة ما فيها كهربة قولي قبل ثلاثين سنة[/FONT][/SIZE]