زاهر بخيت الفكى: ماذا نكُتب سيدى الوزير..؟
يروى أستاذنا وأنه فى إحدى رحلاته تلك وبمجرد خروجهم من الخرطوم أدار السائق شريط كاسيت كانت تغنى فيه تلك المغنية الشهيرة وبصوتٍ عالٍ جداً يفوق صوت الماكينة ليُسمِع الجميع، البص ماشى والركاب لا حول لهم ولا قوة وكثيرٌ منهم قد اعتادوا فى ذهابهم وإيابهم من وإلى الجزيرة على هذا ولا يأبهون به وصوت المغنية وهى تردد فى حمادة الذى بوظ أعصابها وأعصاب الأستاذ عمر كذلك ولا سبيل للحل غير إيقاف هذا الكاسيت المُزعج ولكن كيف وسيرفض السائق ومعاونيه وربما بعضاً من الركاب ممن تستهويهم أغنيات المطربة..
هب واقفاً من مقعده وذهب إلى حيث الكاسيت أخرجه من مكانه دون استشارة السائق وحطمه بأرجله ثم قذف به بعيداً عبر النافذة وسط دهشة الجميع ثم عاد إلى مقعده لم يتحدث هو معهم ولا أحد منهم استطاع أن يتحدث معه ربما اعتبروه مجنونا ، هكذا استمرت الرحلة ولا شئ سوى ضجيج الماكينة ، عند الثالثة موعد نشرة الأخبار أرسل له السائق أحد معاونيه ليستأذنه فى فتح الراديو لسماع نشرة أخبار الثالثة وقد سمح لهم بذلك عليه رحمة الله ..
لقد ضاق ذرعاً كذلك وزير اعلامنا وأهل السلطة كثيراً من ازعاج الصحف والصحفيين ولم يحتملوا ما ظل يُكتب وينشر من أخبارٍ بها كثيرٌ من فساد وملفات أخرى بها ما بها من الأخطاء والتجاوزات بعد أن تم فتح إحدى نوافذ الحريات المغلقة من عهدٍ بعيد وقد عاد وزير اعلامنا محاولاً اغلاقها واسكاتهم من جديد بالتهديد والوعيد وتحجيم رسالة الاعلام فى نطاق ضيق لا يُسمح لأهلها بنشر ما يريدونه ووضع كثير من المحاذير والمتاريس أمامهم ربما قذفهم عبر النوافذ إلى غياهب السجون..
ثم ماذا نكتُب بعد سيدى الوزير..؟
ماذا لو تقدمنا لك بما نود نشره قبلاً لمعاينته وتعديله ومن ثم الدفع به مباشرة للنشر عبر ادارة يتم انشاءها من أهل الثقة ..
ستتسع الهوة أكثر ما دمنا لا نُطيق سماع صوت الآخر..
والله المستعان..
زاهر بخيت الفكى
بلا أقنعة..
صحيفة الجريدة السودانية..
نعم الاصوب ان تقدموا المواضيع للاستاذ ليقراها ويصنفها
هذا جيد وداك حسن وذلك لا باس به
وبذلك يشعر الاستاذ احمد بلال ان يؤدى مهمة