الجمعة تحت الحراسة!
٭ التطرف حالة نفسية
صديقة قديمة عهدتها محبة للحياة والدنيا والناس بل كنا نعدها اكثرنا تحرراً وانفتاحاً على الناس والمجتمع.. جالت الأيام ولم يتجمع شتيتها مع أشتاتنا إلا في ذاك اليوم الذي اعتذر «الكمساري» عن استلام تعريفة ركوبي معه قائلاً «الحساب خالص يا خالة» فتلفت داخل المركبة فوجدت اخوتنا في الله «الأجانب من دول الجوار» الذين باتوا ينافسوننا في مساحات النفس والهواء.. لم أعرف من دفع لي التعريفة إلا أنه تبقت امرأة ضخمة منقبة احترت ربما هي من دفع، ولكني لم أستطع ان أحدد من هي.. نزل الراكب بجوارها فاغتنمت الفرصة وجلست إليها.. جاء صوتها مرحباً جداً ولسان حالها يقول إنها تعرفني تماماً.. لكني بعد أن أزلت حاجز الحرج سألت «والله ما عرفتك» فردت «معقول صوتي ذاتو إتغير.. أنا فلانة الفلانية».. «سجمي مالك.. الحصل ليك شنو اتقلبتي مئة وتمنين درجة».. «الله يهديك».. «سبحان الله تتذكري زمن البناطلين والجانونة والكورة الطايرة وتعليقاتنا عليك.. أها يا اختي اتهديتي متين؟».. «ربنا يهديك».. وتكررت لقاءاتنا بعد عرفنا دروب معاودة التلاقي لكنني مندهشة للحد الفائت للتطرف الذي أصابها بعد أن كانت محبة لكل انطلاق وترحاب بالفضاء والدنيا والناس.. ومجمل القصة انها انضمت لجماعة متطرفة جعلت من تلاقينا معها في خانة التخويف والترهيب!! وكأننا أفظع من أذنب ثم إرتأينا أن نمارس البعد عنها.. بعدما تأكد لنا استحالة التوافق معها على خط وسطي نتلاقى عليه.. ثم انني ذات مرة دفعت لراكبة في الحافلة على إعتقاد انها هي صاحبتنا.. فهتاجت المرأة وقالت هي ليس في حاجة لمن يدفع بدلاً عنها.. رغم التوضيح.
٭ آخر الكلام:-
عندما تضيق مواعين احتمال الناس لبعضها البعض يخترع البعض شيئاً من التطرف لاعتقاد خاطيء بأنه الأمثل للترقي فوق حدود الآخرين وان غيب ذلك عنصري الثقة والأمل فيهم.
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]