سر البحر الأحمر ؟!!
* قبل أن نستعرض لكم إجابته، لابد أن نوضح لكم أننا أمضينا يومين طفنا فيهما على بعض المشروعات في بورتسودان وسواكن وسنكات وصمت وأركويت وجبل الست، شاهدنا فيها كيف حدثت نقلة حقيقية في العمران في كل هذه المناطق، إضافة للمنشآت الخدمية من مستشفيات ومدارس ومؤسسات الكفالة المجتمعية وبنك الطعام والمكتبة الثقافية والتمويل الأصغر.
* قال الدكتور إيلا: إننا بدأنا بدراسة الواقع والتحديات التي تواجه الولاية خاصة في مجالات التعليم والصحة والخدمات الأساسية، وعندما عرفنا حجم المشاكل التي تواجهنا وضعنا خطة للتقشف خاصة في مجال الصرف الحكومي.
* يمضي إيلا قائلاً: تخلصنا من 400 عربة، كانت العربة الواحدة تكلف مليون جنيه، وتقيدنا بالقوانين واللوائح، وخصصنا عربة واحدة للوزير، وألغينا نظام السكن الحكومي للمواطنين بالدولة، كلهم عدا الوالي إما مؤجرا وإما يسكن في منزله.
* يمضي والي البحر الأحمر في إجابته على سؤالنا؛ قائلاً: خصصنا للتنمية ما بين 76 80% وباقي الميزانية للمرتبات والتسيير، وبدأنا في التركيز على الخدمات خاصة الخدمات التعليمية والصحية، واعتمدنا سياسة أن التعليم حق مطلق، وفتحنا أكثر من 15 مدرسة ثانوية جديدة في الولاية.
* أكبر نسبة في الميزانية خصصناها للصرف على الخدمات الصحية، تليها النسبة المخصصة للصرف على الخدمات التعليمية.. والكلام ما زال للدكتور إيلا : أنشأنا مسشفيات مركزية في محليات الولاية، ثم شرعنا في برامج التجميل والتشجير ورفع الحس بصحة البيئة والنظافة، إضافة للاهتمام بالناشئين والمناشط الرياضية.
* قاطعناه ونحن نعيد عليه السؤال: نحن نسأل من أين تم التمويل؟ قال والي البحر الأحمر: إضافة لما ذكرت من زيادة إيرادات الميزانية عبر سياسة التقشف وضغط المصروفات الحكومية، أسسنا شراكات مساهمة مع القطاع الخاص واتحاد أصحاب العمل للإسهام في تنفيذ هذه المشروعات.
* حدثت مداخلات عفوية للمقارنة بين ميزانية البحر الأحمر وميزانية ولايات أخرى، يتم الصرف فيها بصورة مقلوبة حيث تذهب النسبة الأكبر من الميزانية للبند الأول والمخصصات والبدلات فيما تذهب النسبة الأقل للتنمية.. هذا إذا حدثت تنمية !!
* هذا النموذج الإيجابي في الاهتمام بالتنمية المتوازنة هو الذي جعل النسيج الاجتماعي لإنسان البحر الأحمر متماسكاً، رغم وجود بعض النعرات القبلية والجهوية التي تنامت في كل أنحاء السودان في الآونة الأخيرة بدعاوي التهميش والظلم للأطراف.
[/JUSTIFY]
كلام الناس – نور الدين مدني