أحمد منصور: إعلاميون يقبضون وآخرون يدفعون الثمن؟!!
ولنا أن نتخيل حجم الكارثة التي حلت بالإعلاميين العرب خلال عام 2013 إذا علمنا أن عدد كل الصحفيين الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية بين عامي 1939 و1945 لا يزيد على 68 صحفيا وفق تقرير نشرته مؤسسة «فريدم هاوس» المكرسة للدفاع عن حرية الصحافة، أما عدد الصحفيين الذين قتلوا في حرب فيتنام طيلة عشرين عاما بين عامي 1955 و1975 فلم يزد على 66 صحفيا، لكن عام 2013 كان عاما داميا في العالم العربي بالنسبة للإعلاميين فقد قتل خلال هذا العام وحده 56 صحفيا وإعلاميا عربيا محترفا وذلك وفق التقرير السنوي الثاني لشبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي «سند» حول حالة الحريات الإعلامية في العالم العربي 2013 تحت عنوان «الهاوية»، وجاء في التقرير الذي صدر قبل أيام وجاءتني نسخة كاملة منه أن عدد حالات الانتهاك التي تعرض لها الصحفيون في العالم العربي والتي وصلت إلى المركز بلغت 3860 حالة انتهاك شكلت بمجملها 40 نوعا وشكلا من أشكال الانتهاك، أعلاها القتل حيث قتل 56 صحفيا محترفا أغلبهم كانوا في العراق التي شهدت مقتل 22 صحفيا وصحفية خلال عام 2013 ثم سوريا التي شهدت مقتل 17 صحفيا وصحفية ثم الصومال 6 ومصر 6 وليبيا 5، وأظهر التقرير أن العام الماضي شهد 60 محاولة اغتيال وقعت غالبيتها في اليمن بواقع 26 حالة، ثم سوريا 10 حالات، مصر 10، الصومال 5، العراق 4، لبنان 3 وليبيا 2.
ووثق التقرير 52 حالة اختطاف بلغ أعلاها 32 حالة في سوريا، 10 حالات اختطاف في اليمن، 8 ليبيا، وفي كل من مصر وقطاع غزة حالة واحدة في كل منهما.
وسجل التقرير إصابة 114 صحفيا وصحفية بإصابات متفاوتة، مشيراً إلى أن غالبيتها كان من النوع الخطير والمتوسط، حيث وثق إصابة 50 صحفياً وصحفية في مناطق الضفة الغربية أثناء قيامهم بالتغطية الإعلامية من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تقوم عادة باستهدافهم وبشكل مباشر تعرض أيضاً 41 صحفياً إلى الاستهداف المتعمد للإصابة، كما أصيب 23 صحفياً في سوريا من قبل أطراف الصراع المسلح.
ومن أبرز الانتهاكات التي تمكن برنامج «عين» التابع لشبكة «سند» من توثيقها اعتقال وحبس الصحفيين، حيث سجل اعتقال وحبس 194 صحفيا في كل من العراق وسوريا ومصر والبحرين وقطاع غزة والسودان والصومال والأردن والإمارات وليبيا والمغرب، كما سجل 17 حالة اعتقال لصحفيين فلسطينيين من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية.
ولفت التقرير إلى وجود 16 صحفياً مازالوا مجهولي المصير ولا يعرف عن أوضاعهم شيء حتى إعداد التقرير، إما بسبب الاعتقال التعسفي من قبل السلطات النظامية والأمنية أو من قبل اختطافهم من جماعات مسلحة في سوريا، وحالة واحدة من هذه الحالات فقط وقعت في ليبيا.
هذا غيض من فيض، حيث أصبحت حياة الصحفيين الذين لا يوالون الأنظمة ويقدمون الحقيقة على المحك وعلى من يسعى للعمل في هذه المهنة أن يفكر هل سيكون خادما للحكومات؟ أم للشعوب، ففي الأولى سيقبض والثانية سيدفع؟
أحمد منصور– الوطن