رأي ومقالات
المثنى : من يحق له حق التحاور في شأننا
سقت هذه القصة لما رأيته من حال بعض الاحزاب التي تدعي انها وطنية وذات قاعدة جماهرية عريضة , وان لها مكانة بين الاحزاب او على الاصح تعتقد انها في مقدمة الاحزاب الوطنية وان الشأن السياسي يعنيها اكثر من غيرها , وقد كثرت هذه الاحزاب حتى اصبح عدد رؤساء هذه الاحزاب مجتمعا اكثر من جمهور حزب صدّعنا و اوجع راسنا بالكلام الكثير وعرقلة مسيرة الامة .. فاذا لم يكن لهم قيمة السهم كما فعلت ام احمد فمن اين اكتسبوا حق الكلام ..؟
بالأمس تم نشر صور على المواقع (الاسفيرية) وقيل انها ندوة لحزب عريق كما يدّعي وقد بدا في الصورة اناس وكأنهم غرباء في الارض او كأنهم ضيوف في السودان رغم انهم سودانيون ..
كانت الصور لندوة قيل انها للحزب الشيوعي السوداني ، في مدينة بحري ولفت نظري ان هناك اناس من على البعد يتفرجون على هذه الاضحوكة او كأنهم يطالعون اناس موبؤون بمرض معدّي فاثر الناس الابتعاد عنهم ….
و يا لجمال المقاعد التي جلبوها وكسوها بكسوة لونها الذي يرمز للدم ولا شيء غير الدم .. او لون اعتاد عليه أولئك المرضى والمسمون بأصحاب الزار والهوس النفسي .. واتوا بعدد من الكراسي لو انه شغل او مليء لكنا اليوم نتسابق للانضمام اليهم , ولكن المؤسف لم يستطيعوا ان يملؤوا صفين فقط ,, و يا بخت صاحب الكراسي (تأجير من غير استعمال) .. ورزق الهبل على المجانين
وهذه الصورة فرضت عليّ سؤالا معيناً وهو من ما يسمى بالأحزاب له حق التفاوض في امر السودان ..؟ هل كل عشرة اشخاص يجتمعون ويسمون انفسهم حزبا يفتح لهم الباب ويكونوا صوتا نشازا في الساحة ،؟ هل من لا يملك جمهورا له الحق ان يكون له مكانة في الاجتماعات المصيرية بالأمة السودانية؟؟ اذا كانت الاجابة بنعم فلهؤلاء الحق وغيرهم وسنشجع كل من كلتوم وفاطمة وخادم الله وبت السرة ان يكونن حزباً ويسمّينه حرائر السودان وانا متأكد سيكون لهن عدد وقاعدة اعرض من الحزب الشيوعي الهزيل .. والذي يصر انه حزب جماهيري..
اما اذا كانت الاجابة بلا فليعاد قانون انشاء الاحزاب ويكون هناك شرطا اساسيا أي حزب لا يأتي بتزكية 3000 عضو وبرقمهم الوطني لا يحق له ان يكون حزبا وبالتّالي ننتهي من الزوبعة الفارغة هذه و التي يزعجنها بها كل خمسة او عشرة اشخاص ,, ويصرّون ان لهم مكانا ما في الشارع السوداني ..
بالله عليكم كيف لحزب ان يستطع ان يكون جهورا وعرف عنه الاختباء لأكثر من اربعون عاما .؟ كيف له ان يقنع الناس بنضاله وهو يعمل تحت الارض ؟ وكيف يقنع الناس ولم يعرفوا عن قيادته غير السكن في الجحور ؟؟من عهد الراحل نميري؟؟
ان كان بهذا الحزب عقلاء فمشهد ندوة بحري كافي ان يتقدموا بمذكرة لحله وشطبه من سجلات الاحزاب ، ومتعللين بإفساح المجال للأحزاب الاخرى وان لا يكون عقبة في الاتفاق بتصريحات سئمنا سماعها وكرهنا سماع حروفها .. وكان اخر كلامهم: (الحزب الشيوعي يطالب بتهيئة الاجواء للحوار ..) أي اجواء تطلبون تهيئتها وانتم لا تعادلون ضيوف عقيقة طفل في ريف من اريافنا ، أي اجواء تطالبون بتهيئتها وانتم لا تعادلون مشيعي جنازة صعلوك او سفيه من العاصمة .. ما هو الثقل او المركز الذي يخولكم لخلق كل هذا العبث والضجيج في الحياة السودانية .. ؟؟ اكرم لكم : ووالله اني صادق ان يُشطبْ هذا الحزب الذي اخزاكم ووشحكم بالخجل في حين كل عمل يتطلب حضورا وجمهورا .. ،
واحسب ان ندوة بحري ستجعلكم تفكرون في كلامي هذا وستجعل الحكومة ايضا ان لا تقيم وزناً لمثل هذه الاحزاب الهزيلة والتي اصابها العجف حتى نخاعها .. لا افكار مطروحة منكم تجذب المواطن ولا رؤى تعجب الساسة فينسلخون من الاحزاب الاخرى لينضموا اليكم وانما فقط مطالبات وعمل لتفريق الجمع ساعة اجماع ،وفوق هذا وذاك انكم تتمسكون بنظريات احرق اهلها كتبها واستعملوها في مواقد الشتاء الذي فشلت حكوماتهم ان تقييهم صقيعه ..
بالطبع ليس الحزب الشيوعي وحده بهذه الحال وانما هناك احزاب كثيرة ويتبع لها اسماء اذا ما سمعتها تحسب ان نصف مواطنو السودان يتبعون لهم ولكن حقيقةً هم لا شيء وانما وجع راس فقط ..وزيادة في شق الصفوف والوحدة …بمطالبات فارغة لا تسمن ولا تغن من جوع
وحسنا فعلت الحكومة بفتح المجال للندوات والحوارات لتظهر عورة هؤلاء الجعجعيّن والذين كدروا الساحة زمنا طويلا، وكان يعتقد ان لهم جمهوراً يمكن ان يؤثر على الشارع و يا ليت فُتح المجال اكبر لنرى من هو صاحب الاستحقاق ليتحدث عن مصير الامة السودانية وكيف تحكم بلادنا وكيف تساس امورها ، وبنفس القدر هناك احزاب اعتقد ان الشيوّعي وبهذا المنظر الذي ظهر به في ندوة بحري لديه اعضاء ضعف اعضاء بعض الاحزاب ، فافسحوا لابي عيسى ومبارك الفاضل و زعيط ومعيط ولنرى كم هو جمهورهم .. ولعل هذه الاحزاب تنكسف من حالها وتتركنا في حالنا ـ و الذي كانوا هم السبب في بهدلته طوال هذه السنوات
هذه الاحزاب السيئة السمعة والصيت كانت السبب ان تعمر الانقاذ كل هذا الوقت بتشديد القبضة ومصادرة الحريّات وكتم الصحف ، خوفا من انهم فعلا يمتلكون المقدرة في ازاحتهم ..وذلك برهن لي جليا ان الحكومة بهذا الفهم كانت مغشوشة ايضاً ، ولكن انكشف المستور وبان من هم الاحق ان يحاوروا ويرفعوا اصبعهم لطلب الكلام كما حق لأحمد .. او ان يقولوا رأيا في حكمنا فلا والف لا لجمهور العشرة اصابع أو جمهور حنة عريس في حلتنا ..
النيلين
[/JUSTIFY]