أصغر دهابية بكردفان… ستنا الكوماحية
ستنا خميس بلولة من أطفال أبو جبيهة تصحبها أمها معها الى مناطق التعدين التي تعج بها منطقة جنوب كردفان في كل عطلة صيفية.. حيث تقوم أمها بعمل الأكل لعمال التعدين ـ الدهابة ـ وعندها تفضل ستنا القيام بعمل ما لتساعد أمها… رقم صغر سنها ولكنها تستشعر ما تقاسيه والدتها فتقاسمها حملها ولسان حالها يقول لست وحدك يا أمي… ترمق أمها بنظرات بريئة ومبتسمة دوما .. وكأنها تقول لها هل أعجبك ما أقوم به من أجلك يا امي… جلست معهم في مكان عملهم وحاورت والدتها هويدا خميس .. كما أنني كنت موجودا دوما بقربهم بحكم مكان إقامتي هناك.
تقول هويدا والدة ستنا إنها تأتي الى منطقة التعدين في كل عام أو موسم.. وتصطحب معها ابنتها ستو كما يحلو لها أن تسميها وتفضل أن تكون بقربها لأنها صغيرة الاسرة.. ولا تستطيع ان تتركها خلفها كما ان ستو تتحمس للمجيء هنا فلا أستطيع ان أحرمها من هذه الرفقة.. وتقول هويدا إن ستنا في العام الماضي قامت بجمع مبلغ من المال واشترت به ملابس الدراسة وكل مستلزماتها المدرسية.. وعن تفاصيل ما تقوم به ستنا أشرح لكم ما قالته والدتها..
تجمع ستو بعض الحجارة التي يحتمل وجود مادة الذهب بها .. خلال تجوالها على منطقة طحن الحجارة وغسيلها وتطالبهم ببعض منها.. وقد شاهتها كثيرا اثناء وجودي هناك.. حيث تمد كفها الصغير وبه بعض الارتعاشة من اثر السخونة والحمل الذي يحويه جوالها وببراءة تقول: عايزة حبة حجار بس.. حبة بس…لا يستطيع أحد ردها او زجرها .. ولم يحصل ذلك معها طوال فترة ملاحظتي لها… ليس لان امها تتابعها ولكن هو استشعار الجميع بوجع بعضهم البعض والجميع لم يأت الى هناك مرفها أو ما شابه ذلك .. يستجيب الجميع وبابتسامة مرسومة على وجه أصحاب الحجارة.. تركض ستو نحو آخرين بذات الهمة.. ولا تعبأُ بدخان تلك الطواحين المتصاعد.. يتصبب منها عرق فتمسحه بكفها الصغير.. ثم مكررة ذات العبارات لتنال بعض الحجارة.. بعد ان تجمع عددا مقدرا من ما جاد به «كوماجها» من كوماج وتعني شخصا مستغلا ولا يتبع لاي وردية واحيانا «يهبر» من طرف.. تقوم بوضعه بطرف أمها .. ومرتشفة بعض الماء.
تعامل لوجه الله
بعد تجهيز الجوال من قبل ستو وأمها وبمعاونة بعضهم تقوم ستو بمناداة أقرب شخص ليسحب لها «بقجتها» الى اقرب طاحون ليتم طحنه مجانا … لانه جوال ستنا«الطفلة» ثم تجد شخصا آخر ليحمله لها الى أحواض الغسيل بواسطة «درداقة»… فيتم غسله ايضا مجانا.. ومرحلة الغسيل هي آخر مرحلة حيث يظهر الذهب ويتم تجميعه بواسطة الزئبق … الشخص الذي يقوم بعملية الغسيل لا يأخذ منها «قرش» واحد… بل يسعدهم ان يغسلوا لها بطيب خاطر … حتى وان تصادف غسل الجوال إخراج مبلغ جيد.
المحليه ومال ستنا..؟!
جميع العمليات التي تقوم بها ستنا من جمع الى غسيل بها بعض الرسوم.. فطحن الحجر له رسوم معروفة على كل جوال .. إلا ان المحلية عندما يحضر موظفوها يسعدهم وجود ستنا بينهم وهي تتقافز لترى ايصالات مالية «تظنه اوراق» يتم قطعها لأصحاب الطواحين.. مستثنين جوالها .. فلو علمت ستنا بما يكتب في تلك الايصالات لفرت بجلدها.. والشيء الذي يحير الجميع ان جوالها في كثير من الأحيان يفوق انتاجه انتاج كثير من الجوالات الاخرى .. سبحان الله.. حيث يتراوح انتاجه ما بين الـ75 جنيها الى الـ 100 جنيه يوميا… لو خلال يومين.
تقوم ستنا بتوفير تلك المبالغ عند أمها وعندما تفتح المدارس يتم شراء ملابس ومستلزمات دراسية لها.
صحيفة الإنتباهة
الرشيد آدم
فعلا واقع مرير جدا كبف يتسنى لبنت صغيرة ومع امهما للبحث عن المال فى مناطق لا ترحم الرجال دون النساء والله دى فى عنق الراعى ومن ثم الرعية وامل بان النائب الاول يرسل هلا فورا ما يسد رمق الحياة ويعود لهم الكرامة دون البهدله والجرى وارحموا ما فى الارض يرحمكم ما فى السماء ؟ وفعلا هذه قصة واحدة وعليه امل بان تتحرك الدوله كبيرها وصغيرها وعمل مسوح لتلك المناطق النائيه وحوالى مناطق التعدين الاهلى ومد العون لتلك الاسر لتعيش حياة كريمة وهل يعقل ونحن امة مسلمة نركب السيارات الفارهة وابناء الوطن لم يتحصلوا على الاكل والملبس ؟ ويجب ان يكون هناك قرار فورى ببيع كل سيارات الدفع الرباعى وتحويلها لهؤلاء ابناء الوطن فى دعم مادى عاجل وتعويضهم بسيارات جياد ؟ وما الحكمه من ركوب الدفع الرباعى والناس بتموت من الجوع والمرض وسؤء التغذية والله يوم الحساب تسالون عن ذلك ؟ وليس هناك رجل رشيد فى تلك الحكومه بقول الحق والامانه والاخلاص لتلك الشريحه وكنت اتمنى بان اجد مسئول او وزير اتحادى او ولائى فى جوله مسحية لكل المناطق الريفية لمعرفة كيف الرعية يعيشون ؟ والله دى قصة لها دلالات انسانية خطيرة ؟ وتوضح اسلامنا وخاصة الحكومه الرشيدة ؟ اين العمل ؟؟؟؟