منوعات

بعد عودته من الاختفاء صديق عباس في حوار الاسرار

[JUSTIFY]أختفي في الأيام الماضية الفنان الكبير صديق عباس عن الأنظار إلا أنه عاد وسط فرحة وحفاوة كبيرة من الأهل والأصدقاء والزملاء باتحاد الفنانين بام درمان.. فاغتنمت تلك الفرصة وأدرت معه حواراً خاطفاً حول حياته كمعلم وفنان.
وفي البداية سألته من هو صديق عباس؟ قال : صديق عباس صديق عبدالرحمن من مواليد العام 1942م بدأت الغناء مقلداً للفنانين الذين سبقوني في الحركة الفنية في مدينتي ( الأبيض) و( النهود ) أمثال محمد وردي، عثمان حسين، وآخرين ثم مضيت في خطواتي الفنية إلي أن وصلت للمدرج الذي أقف عليه الآن.

وكيف استقليت ذاتياً؟ قال : أخذت مجموعة من نصوص من شعراء وضعت لها الألحان أبرزها ( عبر الأثير) التي صاغ كلماتها محمد عبدالله أبكر (عيون في الغربة بكاية) للشاعر محمد الطيب ( صافي نية وصافي قول ) للشاعر الراحل عبدالله الكاظم بالإضافة إلي الأغنيات الحماسية في دار حمر بشمال كردفان وهكذا امنح الأغاني التراثية والحديثة الجدية من أجل أن تجد طريقها إلي المتلقي.

دعني أقف بك قليلاً عند أغنية ( عبر الأثير ) ما هي أول مرة قدمتها فيها للجمهور؟ قال : أول مرة غنيت فيها أغنية (عبر الأثير ) كان ذلك بالإذاعة السودانية والتلفزيون القومي ثم وثقت لها في الألبومات الغنائية التي حملت عنوانها.. وهي الآن من أغنياتي التي ارتبطت باسمي ارتباطاً وثيقاً.. كما أنني سجلت لبرنامج ( ربوع السودان) الذي كان يبث عبر أثير الإذاعة .
ما هي الكيفية التي تمت بها إجازة صوتك بالإذاعة ؟ قال : تمت إجازة صوتي بعد الأغنيات التي غنيتها في الربوع وأنا الفنان الوحيد الذي لم يقابل لجنة الأصوات والإلحان بل قالوا : (الزول دا يجي يسجل للإذاعة) وكان وقتئذ لدي ثلاث أغنيات سجلتهم تسجيلاًَ رسمياً.

ما السر الذي يجعل الكثير من المعلمين يصبحوا فنانين مثلا وردي، مصطفي سيداحمد، الأمين عبدالغفار، عبدالقادر سالم، حسين شندي، محمد ميرغني؟ قال : الرابط بين الفن والتعليم هو التراث وبالتالي كل المعلمين الذين ذكرتهم يعشقون هذا اللون من الفن سواء أن بدأوا بالحداثة أو بالغناء الشعبي.

ما بين التعليم والغناء أين تجد نفسك؟ قال : أقول لك أنني معلم فنان كلما وجدت نصاً جميلاً مرتبطاً بالبيئة والتراث أضع له اللحن.

ما هي المادة التي كنت تدرسها لطلابك آنذاك؟ قال : كنت أدرس مادة الجغرافيا واللغة العربية والرياضيات في المراحل الابتدائية بمدرسة النهود كأول مدرسة ابدأ فيها حياتي العملية ثم مدرسة النهود الشرقية.

ما هي المشكلة التي حدثت لك مع مدير المدرسة حول الغناء؟ قال : كنت في ذلك الوقت معلم وأغني في نفس الوقت وكان أن غنيت حفلاً في نادي السلام حددت من خلاله المدرسة التي يجب أن أدرس فيها الأمر الذي جعل مدير المدرسة يغضب مني ويقول : (أنت تم تعينك معلماً ولا مغنياً)؟ فقلت : بالإضافة إلي التدريس أعمل علي نقل الفن والتراث للمتلقي ورغماً عن ذلك تم نقلي من مدرسة النهود إلي مدرسة (غبيش) التي قدمت عبرها التراثيات مقرونة بالحداثة .

متى تركت الإمساك بالتباشير؟ قال : في العام 1980م بعد أن وصلت إلي مدير مدرسة حوالي الأربع سنوات.

ما بين التعليم والغناء؟ قال : وجدت الكثير من العثرات في سبيل إيصال صوتي غنائياً باعتبار أنه حرام إلا أنني بالإصرار استطعت أن أتغلب علي تلك الصعاب.
كيف جاء الاستقرار في الخرطوم ؟

قال : جاء من واقع الاقتراب من الأجهزة الإعلامية لإيصال التراث لبقاع لم يصلها.. حيث أنني دخلت الإذاعة بأغنيات (ربوع السودان) الذي كان يقدمه الأستاذ علي الحسن مالك وهي كانت مرحلة هامة جداً في حياتي .

الخرطوم : سراج النعيم
[/JUSTIFY]

تعليق واحد