تقنية معلومات

تخلص من البريد الإلكتروني الفائض

على الرغم من جميع الجهود المبذولة، فإن أغلب الناس لا يزالون غارقين في كميات البريد الإلكتروني التي يتلقونها، التي يجري إرسال معظمها من قبل آلات بدلا من أشخاص. لكن «أذرإنبوكس» OtherInbox التي هي خدمة على الشبكة أطلقت حديثا في مؤتمر «ساوث باي ساوث إنترأكتف» SXSW في أوستن في ولاية تكساس الأميركية، أطلقت وعودا بأنها ستنقذ المستخدمين الذين يغرقون في مستنقع البريد الإلكتروني! الرسالة التي تطلقها هذه الخدمة الجديدة لا تخص البريد المتطفل، بل تتوجه نحو نوع من الاتصالات الشرعية من الشركات الموثوق بها التي تحتوي عادة معلومات مفيدة كالإنذارات والعروض الخاصة والتحديثات المتعلقة بالخدمة. وهذا التدفق الثابت والمستمر للرسائل الأوتوماتيكية هو مشكلة مألوفة لدى غالبية المستخدمين.
* تبويب الرسائل

* وتقوم الفكرة الأساسية لهذه الخدمة، كما يوضحها مديرها التنفيذي، جوش بايير، على تقسيم رسائل البريد الإلكتروني إلى فئات وفقا إلى مصدرها. ومثال على ذلك، فإن جميع البريد الوارد من «أمازون» يجري وضعه أتوماتيكيا في ملف واحد، وكل البريد الوارد من «فايسبوك» يذهب إلى ملف آخر. ويقول بايير في حديث نقلته مجلة «تكنولوجي ريفيو» الإلكترونية، إنه أنشأ هذه الخدمة بعدما لاحظ أن البريد الإلكتروني المؤتمت يشكل نسبة مئوية كبيرة قد تصل إلى 50% من كافة الرسائل التي يتوجب على العديد من المستخدمين التعامل معها.

ويمكن الحصول على عنوان البريد الإلكتروني عن طريق الخدمة ذاتها، أو يمكن وصل «أذرإنبوكس» إلى حساب بريد «جي ميل» قائم. ولدى قيام المستخدم بإعطاء هذه الخدمة إمكانية الدخول إلى بريده «جي ميل» تقوم بالتنقيب في صندوق بريده الوارد محللة محتوياته. ثم تقوم بعد ذلك بإزالة الرسائل المؤتمتة تاركة الرسائل الواردة من الأشخاص الفعليين فقط.

وقبل تحويل هذه الرسائل تقوم الخدمة بإطلاع المستخدم على مخططها الذي أعادت تنظيمه، ومنحه، أي المستخدم، الفرصة لكي يتجاوز، أو يقبل بأي تغييرات. كما تريه نسبة البريد المؤتمت الذي يصله كمعدل عام، وتقدير كمية البريد الإلكتروني الذي يمكنه التخلص منه مستخدما هذه الخدمة.

ويجري بعد ذلك أرشفة البريد المؤتمت في «جي ميل» ونسخها في «أذرإنبوكس»، حيث يجري تنظيمها وترتيبها في ملفات. عند ذاك يتلقى المستخدم رسالة إلكترونية واحدة توجز الرسائل المؤتمتة التي وصلت، وماذا فعلت بها «أذرإنبوكس». وتتيح هذه الخدمة أيضا للمستخدمين التعامل مع البريد الإلكتروني المؤتمت، وفقا لكل رزمة، بحيث يمكن منع واحدة منها مثلا عن طريق نقرة واحدة، إذا ثبت أنها غير مفيدة بتاتا.

ويوضح بايير أن فكرة الخدمة هذه طرأت له من عاداته الشخصية الخاصة بالبريد الإلكتروني. ولكونه يملك اسم نطاقه الخاص (صفة الموقع) على الإنترنت، فقد اعتاد منح عناوين مختلفة للبريد الإلكتروني إلى مواقع مختلفة على الشبكة. وهذا يعني أنه قادر بسرعة على التعرف على مصدر البريد الإلكتروني، ومنع الرسائل المرسلة إلى هذه العناوين، إذا دعت الضرورة. وعلى الرغم من أن بايير قرر أن هذا الأسلوب معقد جدا لكي يلائم أغلبية المستخدمين، فإن «أذرإنبوكس» لا تزال تتيح للمستخدمين التخلص من عدد من الرسائل إذا ما اختاروا ذلك، إضافة إلى عرض تحليلها الخاص بالرسائل الأوتوماتيكية.

* خدمة بسيطة

* وتقول كارلا ثومبسون كبيرة المحللين في «غايدواير غروب» التي تقوم بتحليل شركات التقنية في مراحلها الأولى، إن «أذرإنبوكس» «هي شركة ناشئة نادرة، وتقوم بتقديم الحلول لحاجة ماسة فعلية بالنسبة إلى أي شخص يستخدم البريد الإلكتروني». وأضافت أنها معجبة جدا بسهولة تركيب هذه الخدمة، على الرغم من إمكانية تعديل واجهة التفاعل الخاصة بالمستخدم لكي تعمل أسرع وبشكل أكثر سلاسة. وأبدت استعدادها «للانتظار لإجراء مثل هذه التحسينات، لكونها النوع المفضل لدي من التقنية التي ستحل حاجة ملحة من دون أي جهد، أو وقت مبذول من قبلي».

وخلال السنوات القليلة الماضية ظهرت الكثير من الخدمات لمساعدة المستخدمين على التعامل مع الحمل الزائد من البريد الإلكتروني. ومثال على ذلك هناك خدمة تدعى «زوبني» Xobni يجري وصلها بـ«مايكروسوفت آوتلوك» التي تعزز من مميزات هذا البرنامج في البحث، وتظهر معلومات إضافية في ما يتعلق بالتفاعل بين المستخدم وبالمتصلين به عبر البريد الإلكتروني. وهناك خدمة أخرى تدعى «نتشايل مايل» NutshellMail التي تقوم بجمع وتنظيم الرسائل الواردة من حسابات بريدية مختلفة ومواقع اجتماعية في مكان واحد. لكن بايير يقول إن ما يميز خدمته، هو ما توليه من اهتمام خاص بالرسائل المؤتمتة التي قد يرغب المستخدمون، ربما، في استلامها، لكنهم قد لا يرغبون في قراءتها في كل مرة يفتحون فيها صندوق البريد الوارد.

ويقول نوفا سبيفاك المؤسس والمدير التنفيذي لشركة رادار نيتوركس» من «سيمانتيك ويب» والقاضي في هيئة تحكيم منح الجوائز في SXSW إن «أذرإنبوكس» قد تكون بالتأكيد مفيدة لتخفيض تجمع البريد الإلكتروني، بيد أنه يتساءل عما إذا كان المستخدمون قد يجدون أن بريدهم بات بعيدا عن نظرهم وتفكيرهم، ومن ثم التوقف ببساطة عن قراءة الرسائل المؤتمتة. كما يضيف أن الخدمة قد تكون أكثر فعالية إذا ما جرى احتواؤها ضمن حساب قائم للبريد الإلكتروني، بدلا من وجودها في صندوق آخر للبريد الوارد.

وعلى الرغم من أن الخطوة الأولى هي تنظيم البريد المؤتمت وفرزه بعيدا عن صندوق بريد المستخدم، فإن بايير يقول إن البرامج الكومبيوترية التي تمتلك خاصية التعلم، تتيح لـ«أذرإنبوكس» أوتوماتيكيا القيام بأمور وأعمال ذكية، مثل إعادة تنظيم الأحداث المقبلة، والقيام بإدخالات في التقويم وسجل المواعيد. وستقوم الخدمة مستقبلا أيضا، كما يضيف، بإعادة تنظيم الإيصالات التي يجري استلامها من البائعين على شبكة الإنترنت ووضعها في ملفات. إذن من منظور قدرة هذه الآلية على التعلم، فإن البريد المؤتمت هو مادة جيدة، على حد قوله. والخدمة الأساسية التي تقدمها «أذرإنبوكس» مجانية، لكن الشركة تنوي جني بعض الأرباح عن طريق تقديم خيارات إضافية، التي تتيح، من بين أشياء كثيرة، السماح للمستخدمين بتخزين البريد الإلكتروني لفترات طويلة. وقد تقوم الشركة أيضا باستخدام المعلومات التي تقوم بتجميعها لتزويد المتسوقين بمعلومات شاملة عن سلوك الزبائن وتصرفهم، ومثال على ذلك تعريف ما هي أكثر الرسائل الإلكترونية الخاصة بالتسويق والترويج قراءة من قبل المستخدمين. ويؤكد بايير أن شركته لا تنوي المشاركة مع الغير بالمعلومات الخاصة بالمستخدمين الأفراد، وأنها تنوي، أي شركته، عرض التكامل مع «بريد ياهو»، و«هوت مايل»، و«أوتلوك»، أواخر العام الحالي.

المصدر :الشرق الاوسط