لاهو ولا الكاشف أخوه
نشرت صحيفة السوداني الصادرة في 30 مايو 2013 مقابلة مطولة مع الفريق صديق محمد اسماعيل نائب رئيس حزب الأمة الحالي وأمينه العام السابق فسأله الأستاذ محمد حمدان عما إذا كان سوف يترشح لرئاسة الحزب في المؤتمر القادم فأجاب السيد الفريق قائلا (أنا لن أترشح لرئاسة الحزب أصلا) لماذا ؟ أجاب ( لأن هذا الموقع من المواقع التي ينبغي أن تتوفر لها الكثير من المقومات وليست لدى الإمكانات المطلوبة لمثل هذا الموقع , ترشح لمنصب رئيس الحزب هذا أمر يجب أن يكون بعقلانية ) انتهى
نبدأ بالتعليق خليك واضح ياسيادة الفريق والله لم يبق لك إلا أن تستنكر السؤال من أصله أو تقول لسائلك إن السائل أعلم بالإجابة من المسؤول لقد كشف ذلك استخدامك لكلمة أصلا- ثم حاولت التخفيف منها بالمقومات والإمكانات والعقلانية ونتفق مع سيادتك أن العقلانية تقتضي عدم طرح السؤال من أصله ولكنه مكر الصحافيين المعروف ولكن هذا يؤكد أن الشغلانة كلها مجافية للعقل لأنها تقوم على رابطة الطائفة الدينية فالعقل والاعتقاد يصعب الجمع بينهما في مثل هذه الأمور.
إن رئاسة حزب مثل حزب الأمة لن تخرج من بيت المهدي حتى يخرج الجمل من ثم الخياط ليس هذا فحسب بل الآن تتجه الى فرع المهدية الذي يمثله السيد الصادق المهدي ولعل هذا يفسر لنا الانشقاقات البيتية لوجاز التعبير- في البيت المهدوي الكبير فهذا له حزب أمة مع إضافة صفة أخرى وذاك في الجبهة الثورية وثالث يراهن على أمريكا ورابع … وخامس… وسادس… وهكذا ثم تأتي من بعد ذلك الانشقاقات الأخرى غير المرتبطة بالبيت المهدوي حيث مسار ونهار وزهاوي ومكاوي مكاوي دا مين؟-
كم كان السيد عبد الرحمن المهدي كبيرا في تفكيره السياسي عندما وضع الأمر في خطين متوازيين وأمسك كل واحد منهما بيد واستطاع بذلك التحكم فيهما وكان مثله السيد علي زعيم الطائفة الأخرى ولكن بعد ظهور السيد الصادق بعد أكتوبر وبمؤهلات عالية مع قلة التجربة بدأت نهاية التوازي المشار إليه رغم أن سيادته طالب الإمام الهادي بإبعاد الإمامة عن إدارة الحزب. وبعد أبريل اكتملت الحلقة وانتهى التوازي تماما وتم الدمج بين الطائفة والحزب وحدث نفس الشيء في ضفة النيل الأخرى ثم تم الإحكام والتقريط عندما تولى السيد الصادق الإمامة ببيعة علنية فنسف بذلك كل بداياته المشرقة.
لا يمكن لأحد الآن أن ينكر أحقية السيد الصادق في رئاسة حزب الأمة من حيث المؤهلات والتجربة والفكر والممارسة ولن نبعد النجعة إذا قلنا إنه من حسن حظ السودان أن يكون فيه رئيس حزب بقامة السيد الصادق المهدي- أنسى حكاية إنه طول- ولكن السيد الصادق لن يستطيع أن يجعل الرئاسة مفتوحة في حزب الأمة ولن يستطيع إخراجها من بيت المهدي ولا حتى من بيته الصغير لذلك سوف يظل حزب الأمة حزبا مغلقا وغير ديمقراطي مهما تجمل بالمؤسسات فطالما أن هناك انسداد في قمته فالاحتقان سوف ينعكس على ديناميكية الحزب ولعل هذا من سوء حظ السودان أن يكون أكبر حزب فيه معيبا بالمقاييس الديمقراطية البحتة فيتعرض للتشرزم بهذه الطريقة ولكن يبقى السؤال هل كان في مقدور السيد الصادق المهدي أن يدمقرط حزب الأمة ويفوت الفرصة لأسباب ذاتية وموضوعية؟ يمكن أن نحيل السؤال للعنبة الرامية .. رامية وين؟ في الملازمين؟
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]