عبدالباقي الظافر : ولكن ماذا يفعل عبد الرحمن المهدي !!
التطورات المتسارعة في انهيار العلاقة بين إمام الأنصار والحكومة جعلت الخبراء والمراقبين في حيرة.. بكل الحسابات يظل الإمام المهدي الكاسب الأكبر.. صحيح أن البعض يرى إرسال الإمام المهدي إلى غياهب سجن كوبر نسخة جديدة من مسرحية اذهب إلى السجن حبيساً.. الإمام بضربة معلم وتصريح خاطف جعل كل الأنصار من ورائه.
أغلب الظن أن الحكومة تدرك جيدًا أن الإمام لن يمكث في كوبر طويلاً..وأنه سيكون بعيدًا جداً عن حبل المقصلة بتهمة تقويض النظام الدستوري.. وذلك ببساطة لأن الإمام الصادق كان آخر رئيس وزراء منتخب.. لن تقوى الإنقاذ على ارتكاب حماقة كان من الممكن توقعها ليلة الانقلاب وفي ما يليها من أيام حينما سادت شرعية الغاب.
إلا أن السؤال لماذا اختارت الحكومة أن تتعامل مع الإمام بردود الأفعال.. قيدت ضده بلاغاً في نيابة أمن الدولة.. قبلها انصرف البرلمان عن دوره وتحولت سوحه إلى ميدان للهتافات السياسية التي تخون المختلفين في الرأي.. ثم زادت الحكومة الإمام كيل بعير حينما دعت لمؤتمر صحفي خاطبه قادة قوات الدعم السريع على غير العادة.
ليلة أمس الأول كانت الحكومة تباغت الإمام المهدي بهجمة منظمة.. بدلاً من أن يترأس جلسة حزبية بات ليلته في كوبر.. في الصباح تجمع أعضاء حزبه في ميدان الخليفة بأم درمان.. منتصف الظهيرة عقد حزب الأمة مؤتمرًا صحفياً ليعلن مزيدًا من التصعيد.
أغلب الظن أن للحكومة مشاكل تجعلها تستخدم أسلوب خطف الكاميرا.. بين ليلة وضحاها انتقل تركيز الرأي العام من قضية فساد الأراضي إلى إعدام الطبيبة.. وفي ساعات انتقلت إلى الأضواء إلى اعتقال رئيس الوزراء السابق بسبب توجيه انتقادات للقوات المسلحة التي تقاتل في ظروف صعبة تستوجب دعمها لو بالدعاء الصالح.
التطورات السالبة تحرج مساعد الرئيس عبد الرحمن المهدي وتصبح (تيترومتر) لقياس حالة الغضب في البيت الأنصاري.. ليس أمام عبد الرحمن المهدي خيار سوى الاستقالة ليقف من وراء والده.. من حسن الحظ أن هذا الخيار سيمنح العميد عبد الرحمن حسن الخاتمة السياسية .. يمهد هذا الموقف البطولي والتضحية بكرسي السلطان مستقبلاً جيدًا لرجل اختبر الإنقاذ من داخل القصر.
صحيفة الصيحة
ت.إ[/JUSTIFY]
عندما يتحدث الرجال أهل الحارة حقو تستحي و تقفل بوزك
أعتقد أن العملية برمتها هي سيناريو متفق عليه من كل الأطراف الصادق والحكومة وعبد الرحمن والله أعلم