الفوضى الخلاقة!!
[JUSTIFY]
(صديقتي) التي تهوى التحليل ترجع كل أمر معطوب في حياتنا الى مبدأ الفوضى الخلاقة وترى أنها سياسة خارجية موجهة تجاه عالمنا الإسلامي لنشر الفوضى والصراعات لتدمير مكونات الدول وتفكيكها الى كيانات هزيلة وضعيفة، لا تقوى على أمر نفسها وتحيل الجيوش فيها الى حالة وهن ومجموعات مليشية، تقود في نهاية الأمر الى حالة انهيار كامل.. ولأن «صديقتي» أدمنت حالة الإدماج ما بين الحياة العامة والخاصة أراها تنزل حتى على صداقتنا بعضاً من النظريات ومؤشرات الآراء العامة.. فإن حدث تقصير منا في واجب اجتماعي لها تصفنا بأننا أصحاب أجندات وقصد وسوء نية، وإن قمنا بعمل بعض المفاجآت لها وصفتنا بأننا أصحاب مؤامرات وازدواجية معايير.. وإن مارسنا بعض الارتجال معاها وصفتنا بالحالة المذكورة من «فوضى خلاقة».. ولكن يبدو أننا بدأنا نتمعن في فكرة صديقتنا حول الفوضى، حيث طرقنا في الإيمان بتفاصيل عبثنا وفوضويتنا في التعامل مع بعض الأمور، بدءاً من حوى المنازل والبيوت الى الشوارع والعمل والأسواق والمرافق العامة.. دع كل ذلك وانظر كيف تتعامل مع الشوارع بكل فوضى.. نرمى الأوساخ بكل استهتار، وكأن الأمر لا يعنينا في شيء.. كثير منا يهتم بنظافة منزله مقابل طرد النفايات للشارع وتبعثرها هناك.. بل أننا لا نتحرج ونحن نلبس أجمل الأزياء، وندعي التعلم والثقافة، ونرمي بقشر الفول والتسالي اللذين نتعاطى معهما بهمجية.. هل فكرنا يوماً في التخلي عن هذه الممارسات السمجة.. لا أظن حتى الآن.. كثيرون منا يشربون الماء القراح البارد ويرمون القارورات الى القارعة دون تحرج أو خجل.. إذن نحن نمارس الفوضى بشكل مغاير.. ساذج وسلبي جداً، لأن نتيجة ذلك هذا التردي البيئي الذي نراه ويجعلنا كمن يعيش في خارج التاريخ والعصر.. إذن أحبتي للفوضى الخلاقة أكثر من توجه.. وليست بالضرورة أن تكون «مؤامرة سياسية».
الادعاء الخلاق!بذات الإطار هناك مشروع إن لم يأخذ طابعه من التداول، فإنه موجود بشكل بائن.. هو حالة الادعاء التي يقوم بها البعض بشيء من «الفهلوة»، حيث يمكن أن يفتي لك الشخص المعني من قدرة البعض على أن يكونوا «المفتي النافع»، لكنها خاصية أصبحت مثلها مثل النظرية الضارة.. حيث يحتكر أناس بعينهم كل المجالات لتقديم النصح والتوجيه.. إن كان الأمر سياسة يفتون فيها.. إن كان ثقافة فهم أصحابها.. إن كان رياضة.. وإن كان.. إذن هم أشخاص متعددو الأغراض بحيث يوهمك البعض أنه «حلال شبِك العالم» ولا تستغرب لماذا لم يحل معضلة الشرق الأوسط أو صراع الغرب والشرق.. «صديقتي» تقول عن أمثال هؤلاء الأدعياء إنهم أسرى لحالة نفسية دفينة تسعى لإثبات الذات ومحاولة القول الدائم بإنهم موجودون في كل أمر ومعترك.. إذن التربة خصبة لنمو هؤلاء ويتحسس كل واحد أدوات إدعائه القادم.
آخر الكلام:-
عندما تقودك راحلتك للتطواف في مساحات البلد وبين الولايات، وتنظر للألوان الفاقعة التي تكاد تكون حتى على خطوط الرهاب.. فاعلم أنها أكياس بلاستيك وقوارير المياه الخالية والأوراق والنفايات وغيره من بقايا ندفعها عن جهالة للبيئة وندعي أننا حضاريون..
[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]