البعوض يقتل طفلاً واحدًا كل دقيقة.. لسعة صغيرة تمثل خطرًا كبيرًا على الفقراء
والدبلوماسي التابع للامبراطورية التي غربت عنها الشمس تركت بعد منح السودان استقلاله ثالث أفضل خدمة مدنية في العالم بعد غانا والهند تركزت في معظمها على الصحة باتقاء الأمراض قبل حدوثها. وحشرات البعوض المحفوظة التي أمعن فيها بلقروف النظر، كانت جزءًا من عرض للحشرات ناقلة الأمراض أقامته منظمة الصحة العالمية بالخرطوم احتفالاً بيوم الصحة العالمي 2014 والموسوم بـ (لسعة صغيرة تساوي خطرًا كبيرًا).
وتشير المنظمة الدولية والتي تُعنى بالصحة إلى أن احتفال العام الحالي يركز على ضرورة اتخاذ الناس إجراءات بسيطة لحماية أنفسهم من الأمراض المنقولة بالنواقل من قبيل ارتداء قمصان فاتحة الألوان وطويلة الأكمام واستخدام مواد طاردة للحشرات والنوم تحت (الناموسيات) المعالجة بالمبيدات والتخلص من المياه الراكدة لاتقاء أمراض الملاريا والحمى الصفراء وحمى الضنك والكلازار وداء الفيل والبلهارسيا وعمى الجور التي تنقلها الحشرات.
يقول وزير الصحة بحر إدريس أبوقردة إن التعاون القوي بين القطاعات المختلفة أمرٌ ضروري للسيطرة على ناقلات الأمراض وحماية الناس من المرض ويضيف (هناك حاجة ملحة لتنفيذ نهج الإدارة المتكامل لمكافحة النواقل بين وزارات الصحة والزراعة والمحليات والمؤسسات الأكاديمية)
يقول ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان أنشودة بانيرجي أن هناك عدد من التدابير التي يمكن القيام بها للوقاية من تلك الأمراض مثل الحفاظ على بيئة نظيفة واستخدام التدابير الشخصية واستخدام الناموسيات وتغطية أوعية المياه والتخلص من المياه الراكدة ويضيف (يمكن لهذه التدابير أن تساهم في إنقاذ الأرواح)
وحسب مختصين في الصحة العامة فإن الأمراض المنقولة بالنواقل تمثل سدس الحالات المرضية في العالم، ويؤكدون أن نصف سكان العالم معرضون لخطر تلك الأمراض.
وتؤثر الأمراض المنقولة بالنواقل على المجتمعات الفقيرة بسبب التعثر في الحصول على سكن ملائم ومياه صالحة للشرب، وخدمات الصرف الصحي، وتشير آخر نتائج المسح الصحي إلى أن التغطية بمياه الشرب الصالحة بالبلاد لا تتعدى نسبة 55% بينما 23% فقط من سكان تتوفر لهم مراحيض صحية بينما تبلغ نسبة الفقر بالبلاد أكثر من 46% .
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الأمراض المنقولة بالحشرات عادت للظهور مرة أخرى خلال العقدين الماضيين بجانب انتشارها في أجزاء جديدة من العالم وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن زيادة الأمراض المنقولة بالحشرات ناتجة من الزيادة الكبيرة في السفر والتجارة الدولية والتغيرات المناخية وتغير ممارسات الزراعة والتوسع الحضري السريع غير المخطط، وتشير الصحة العالمية إلى أنه لا يوجد لقاح للوقاية من نواقل الأمراض ماعدا الحمى الصفراء، وتشير إلى أنه لا تمر دقيقة واحدة إلاّ وتشهد وفاة طفل جراء الملاريا.
صحيفة الصيحة
الخرطوم: عبد الوهاب جمعة