جعفر عباس

أيها المدخنون اسمعوا وعوا

أيها المدخنون اسمعوا وعوا
[JUSTIFY] أمامي تصريح لوزير الصحة العامة القطري السيد عبدالله بن خالد القحطاني، تسبب في تدهور «صحتي العامة».. والتصريح عمره أكثر من عام ولكنني احتفظت به لأنه بط وما زال يبط كبدي ويفقع مرارتي.. تخيلوا يا جماعة أن المدخنين في قطر شفطوا قبل عامين مليار سيجارة (ونحن الآن في مايو 2013 والدنيا ربيع والجو بديع وطالما أن التدخين ما زال مسموحا به في الميادين العامة فلا أستبعد أن متوسط ما يدخنه الفرد من تبغ في قطر بلغ 15 ألف سيجارة سنويا، وأوضح الوزير أن نسبة التدخين والمدخنين في قطر ضعف نسبتها في أوروبا (وأزيدك من الشعر بيتا يا سيدي الوزير: نسبة المفحطين في قطر مائة ضعف المفحطين في أوروبا والأمريكتين وأستراليا وبابوا نيو غينيا ودارفور.. وبما أن الشيء بالشيء يذكر فإن السودانيين الذين استوردوا من الخليج في السنوات الأخيرة كلمات مثل «دوام» و«بنشر» وصاروا يسمون الجداد – هكذا تنطق كلمة دجاج في العامية السودانية «فراخ»، والطعمية «فلافل»، المهم استوردوا التفحيط بالسيارات وصار بعض صغار العقول يمارسون ذلك الضرب من الهبل في أهم شارع في الخرطوم.. شارع النيل).. معليش على هذه التخريمة، ولنترك الوزير يتكلم بلغة العلم والأرقام: في عام 2011 بلغت قيمة الخدمات الطبية لعلاج الأمراض الناجمة عن التدخين 150 مليون دولار(نحو نصف مليار ريال قطري).. وهناك نفقات أخرى تتكبدها الدولة من تحت رأس المدخنين تتمثل في تشغيل الأجهزة والإدارات عن مراقبة التبغ المستورد (الجمارك والموانئ والصحة)، والتخلص من مخلفات التدخين ومعالجة آثاره على البيئة.
نص مليار ريال قطري على السجائر يا مفترين، وأنا في عرض نص مليون و«أحل عن سماكم»!! نحو 45% من البالغين في قطر يتعاطون التبغ وينفقون عليه تلك الملايين المتلتلة، وسأقدم لهم عرضا وأنصحهم بقبوله: يدفع لي كل منهم ريالا واحدا في اليوم خصما من مخصصاته للسجائر، مدة عام واحد، وأقسم بالله أنهم لو فعلوا ذلك سأتبرع بكامل المبلغ «وفوقه بوسة» لجمعية مكافحة السرطان»، أما إذا رفضوا هذا العرض فإليهم ما يلي:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي .. فأصيب بالصمم والشلل الرعاش!! أنا الذي بكل فخر قاد حملة تدمير دوار مدماك السخيف الذي كان يخنق حركة المرور في الدوحة وتسبب في حصولي على كذا لفت نظر لتأخري في الوصول إلى مكان عملي، وكنت أمر على العاملين في هدم ذلك الدوار وتشييد نفق وشبكة جسور في موقعه وأقدم لهم المشروبات والحلويات وأحثهم: شدوا حيلكم وجزاكم الله عنا كل خير (أتوقع أن تحل قريبا كلمة «دوار» محل كلمة «صينية» في العامية السودانية مصحوبة بكلمة «سيدا»).. المهم أن رمضان على الأبواب وخلاله يتم تلويث البيوت بالمسلسلات الركيكة، وفيه يحلو للكثيرين شفط الشيشة في ما يسمى بالخيمات الرمضانية.. سأبدأ الطن والزن في السلطات الصحية (والكلام موجه هنا لكل من يقيم في قطر) حتى يصبح استخدام الشيشة ممارسة جنائية لا تتم إلا في الخفاء، أقول هذا وأنا مسنود بوزير الصحة الحالي السيد عبدالله القحطاني والسابق الدكتور حجر البنعلي.. ولا نامت أعين «الدخناء».
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]

تعليق واحد