منوعات

بالصور:العرب الأميركيون يروون قصص نجاح على أرض الاحلام

[JUSTIFY] أكد عرب اميركيون في تصريح لموقع إيلاف الالكتروني أنهم سيستمرون وأبناؤهم وأسرهم في العيش في الولايات المتحدة رغم شعورهم بالحنين الى الوطن الام واشتياقهم لعائلاتهم التي مازالت هناك، وبالرغم من حالة التخبط التي يعيشها اقتصادها، وحالة التراجع التي حدثت لمكانتها في العالم.

واختلفوا في مدى تأقلمهم وتكيفهم مع الثقافة الغربية والأميركية ومدى تصادمهم مع الأفكار الغربية الغريبة والمخالفة في معظمها للثقافة الشرقية العربية. وتحدثوا عن نظرة الأميركيين لهم، ولاسيما بعد احداث الحادي عشر من ايلول سبتمبر 2001 بأن العرب إرهابيون، ومدى شعورهم بالتفرقة العنصرية في المجتمع الأميركي.

ذكر الدكتور شادي عقل (34) عامًا، لبناني، اخصائي في جراحة العمود الفقري في الولايات المتحدة، أنه عمل في مستشفى فيلادلفيا لمدة 5 سنوات ولم يشعر على الاطلاق بأن الثقافة الاميركية غريبة عليه، كما لم يشعر بأي تفرقة عنصرية في التعامل معه كونه عربيًا يقيم في الولايات المتحدة.

وأضاف أنه جاء إلى الولايات المتحدة الاميركية قادماً من لبنان في عام 2005. بعد أن أنهى دراسته الجامعية في كلية الطب بالجامعة اللبنانية، وتزوج من ممرضة أميركية الأصل تدعى “مارجريت هيلبين” تعرف عليها في شيكاغو، ورزق منها بطفل يدعى “ألكسندر”، ويقول إن زوجته ذهبت مراراً إلى لبنان.

ويقول إن “هناك اختلافًا بالطبع بين الثقافتين العربية والأميركية، ولكن زوجتي الاميركية منفتحة على الثقافة العربية والحياة الاجتماعية العربية، ولذلك فهي تحرص سنويًا على الذهاب الى لبنان لقضاء بعض الوقت مع والدي ووالدتي واسرتي هناك، ولكي تتعلم اللغة العربية من اجل تحقيق التقارب الثقافي بين الثقافتين الغربية والشرقية”.

وأوضح شادي أن الدافع الأول لمجيئه إلى الولايات المتحدة هو البحث وراء الطموح ومحاولة إيجاد فرصة عمل أفضل والتعامل مع أحدث الوسائل الطبية الحديثة. مبينًا أنه بعد 8 سنوات من التخصص أجرى أبحاثاً كثيرة في جراحة العمود الفقري معظمها أبحاث لم تطبق بعد على البشر اذ انها لا تزال تجرى على الحيوانات.

ونوّه بأن “وضع العرب في أميركا اختلف كثيراً بعد احداث 11 سبتمبر عمّا قبلها، وهذا يبدو واضحًا عندما اسافر قادمًا إلى أي من المطارات الاميركية، حيث دائمًا يتم اختياري للتفتيش في المطارات، والامر الغريب أيضًا أنه عندما تسافر زوجتي معي يتم اختيارها أيضًا معي للتفتيش في كل مرة، ولكن عندما تسافر بمفردها لا يتم اختيارها للتفتيش مطلقًا”.

ولفت إلى أن لديه إقامة دائمة في الولايات المتحدة “جرين كارد” وسيحصل قريباً على الجنسية الاميركية، مبينًا أن العرب المتعلمين معظمهم ناجحون في الولايات المتحدة، وأنه من الأفضل أن يتسلح الشخص بالعلم وأن يتطور في دراسته في أميركا حتى يحصل على فرصة عمل جيدة.

وأشار شادي الى الضرائب العالية ، فهناك ضريبة تصاعدية على الدخل، اذ كلما حصلت على راتب أكبر كلما زادت الضرائب المفروضة عليك. مبيناً أن معدل الادخار الذي يستطيع تحقيقه هو 30% من دخله السنوي.

اما بالنسبة الى متابعة الأبحاث العلمية، فقال إنها مكلفة جداً بالنسبة للأطباء في الدول العربية لقلة وجود صناديق بحثية تدعم تلك الأبحاث على عكس ما هو قائم في الجامعات الاميركية، وهذا هو احد العوامل لاستمراره في العيش بالولايات المتحدة، اضافة الى الفرص الوظيفية والتقدم التكنولوجي والعلمي الذي يساعده على اجراء ابحاثه وتطويرها.

الحياة في اميركا

وذكرت زوجته مارجريت هيلبين، أميركية الأصل، (28) عامًا، أنها عندما تزوجت من شادي لم تفكر في كونه عربيًا أو اميركيًا، بل فكرت فقط في شخصيته. مبينة أن والديها لم يرفضا مطلقًا فكرة ارتباطها بشادي كونه عربيًا، لأن هذا شيء عادي في أميركا.

وأضافت “نريد أن ننجب أربعة أبناء، وسأذهب مع زوجي إلى أي مكان في العالم وسأكون الى جواره دائمًا.. لقد وجدت أمورًا كثيرة مشتركة بيننا، وهي اننا من عائلتين محافظتين، وثقافتنا مشتركة الى حد كبير وأعمل حاليًا على تعلم اللغة العربية، وكل منا لديه عدد كبير من الاخوة”.

وقالت إن الحياة في أميركا ليست صعبة، كما أن العرب فيها لا يشعرون بالغربة، لأن هناك جالية عربية كبيرة منتشرة في مختلف الولايات الاميركية وأميركا الآن أكثر اماناً من لبنان، وفيها مستقبل علمي كبير.

وقال شريف إبراهيم، “صومالي الأصل” إنه يعيش في أميركا منذ 20 عامًا ويعمل سائقًا خاصًا، موضحًا أنه هرب من الصومال في وقت الحرب الاهلية هناك وجاء الى الولايات المتحدة وحصل على جنسيتها ويعيش حياة جيدة ومستقرة.

وأضاف أن الثقافة الاميركية مختلفة بالطبع عن الثقافة العربية، وأن المشكلة تكمن في مدى قدرة العائلات العربية على المحافظة على ثقافتها الشرقية وغرسها في الأبناء حتى لا ينغمسوا في الثقافة الغربية التي يراها بعيدة عن العادات والتقاليد العربية.

اميركا لها فضل علينا

ومن جانبها، قالت فيفيان صاصي، لبنانية، مترجمة فورية تعيش في أميركا منذ 17 عاماً، وتحمل بطاقة الإقامة الدائمة “الجرين كارد” في أميركا إن لديها تعلقاً كبيراً ببلدها الام لبنان، فهو بلد الاهل والأصدقاء الذي قضت فيه ذكريات لا تنسى على حد تعبيرها، وأنها في كل عام تسافر الى لبنان وتسترجع ذكريات الطفولة مع اهلها واصدقائها.

وأضافت أن “أميركا بلد عزيز على قلبي، له فضل كبير علينا من خلال الفرص التي اتاحها لنا، وقد استطعنا الاندماج في المجتمع الأميركي بشكل كامل. ونختار من الثقافتين اللبنانية والاميركية ما هو الأفضل لاولادنا.”

وتضيف فيفيان أن “هناك اختلافًا ثقافياً وفكرياً كبيراً بين العائلات العربية والأميركية هنا، فعندما نجتمع مع اسرة من أصول عربية تكون هناك حميمية كبيرة في اللقاء ويكون اللقاء طويلاً، وذلك على عكس اللقاء مع العائلات الاميركية والذي عادة ما يكون لقاء قصيرًا ومحددًا”.

وعمّا يحدث في لبنان من صراع سياسي واحداث، أوضحت أن ما يحدث في لبنان اليوم يمثل خيبة امل كبيرة لها، لأنها كانت تتوقع أن يكون لبنان أفضل في عهد اولادها عمّا كان عليه ايام طفولتها خلال الحرب الاهلية. وتأمل أن تتحسن الاوضاع قريباً في ظل وحدة وطنية حقيقية بين الجميع دون النظر الى الانتماءات الدينية أو الطائفية أو السياسية.

مبينة أن الحل السياسي في لبنان هو الأفضل ويجب على الشعب اللبناني أن يعي لمستقبله وأن يبحث عن حلول داخلية وتوافق داخلي والجلوس على مائدة مفاوضات واحدة من اجل حل مشاكله بدلاً من انتظار الحلول المفروضة عليه من الخارج. وأنه يجب على الفرقاء اللبنانيين ألا ينظروا لمصالحهم الشخصية فقط، وعليهم تغليب مصلحة الوطن لبنان أولاً.

يفضل الزواج من لبنانية

ويقول “مارك” 11 عامًا إنه ولد في أميركا وهو الآن في الصف الخامس، مضيفًا أنه توجد في أميركا حرية أكثر من أي دولة أخرى، وأنه يحب أن يستمر في المعيشة في أميركا، لأنه توجد فيها حريات واحترام لحقوق مواطنيها، وتدافع عنهم في أي مكان وهناك فرص عديدة للعمل فيها، موضحاً أنه يريد أن يكون طبيبًا مثل والده الذي يعتبره مثله الأعلى.

وقال “اشعر بالأمان في أميركا والحوادث التي تحدث في بعض المدارس هي حوادث منفردة. اشعر بالأمان في المدرسة اذ أن هناك كاميرات مراقبة تعمل باستمرار وتراقب كل من يدخل الى المدرسة… “.

ونوه مارك بأن معظم أصدقائه هم أبناء أصدقاء والديه واكثريتهم من الجنسية اللبنانية والعربية، بالإضافة الى بعض الأميركيين، مبينًا أن “بعض الأميركيين ينظرون الى العربي على أنه إرهابي. لكن ذلك غير عادل، فاذا قام البعض بأعمال ارهابية، فهذا لا يعني بأن جميع العرب ارهابيون”..

ولفت الى أنه يفضل الزواج في المستقبل من لبنانية لأن المرأة العربية حنونة وتمتاز بقدر كبير من الحنان تجاه زوجها وابنائها.

العرب إرهابيون

وذكرت ياسمين سرحان 14 عامًا “اردنية فلسطينية أميركية” أنها ولدت في أميركا، وهي في الصف التاسع، أن “الحياة مريحة في الولايات المتحدة وهناك أصدقاء كثيرون عرب واجانب، وزميلاتي في المدرسة قالوا لي إنه لو ارتديت الحجاب سيظلون أصدقائي، ولم اتعرض لمواقف عنصرية على الاطلاق من قبل، لكن هناك بعض الناس الذين يعتقدون أن المسلمين والعرب إرهابيون، وفي المقابل هناك من يحترمني كثيرًا عندما يعرف انني مسلمة.. والمجتمع الأميركي هو مكان جيد لمعيشة المسلمين والديانات الاخرى كافة.”موضحة أن بعض الاميركيين لديهم نظرة خاطئة تماماً عن الإسلام والمسلمين، وهي تحاول تغيير تلك الصورة السلبية عن الإسلام.

ونوهت بأنها تفضل أن تعيش في أميركا لأن فيها التكنولوجيا والحياة المتطورة جداً مقارنة بالأردن، كما تحب أميركا لأن أهلها جميعًا متواجدون فيها.

تواجد الصحيح والخطأ

وتقول الدكتورة “أميرة عماوي” اردنية فلسطينية أميركية تعمل مدرسة في مدرسة إسلامية، إن المجتمع الأميركي ينمي القيم التي يمتلكها المسلمون، وإنها تحاول أن تربي أبناءها بشكل إسلامي صحيح. مبينة أن “الاتجاهين متواجدان في أميركا، الطريق الصحيح والطريق الخطأ، وكل اسرة عليها أن تختار الطريق الصواب لأبنائها. فالاهل يحاولون دائمًا توجيه أبنائهم نحو الأفضل ودفعهم نحو الانغماس الإيجابي في المجتمع.. ولا بد من أن يكون هناك حضور مع الأولاد ومتابعة لهم ودعمهم في المدرسة.. ولو كان الاب والام يعملان قد تحدث مشكلة اللجوء الى مربية اطفال ما قد يؤثر عليهم بشكل سلبي”.

وقالت: “هناك حدود معينة لخروج البنت مع صديقاتها مثلاً لا يمكن أن نتركها تذهب الى السباحة معهن في منازلهن وسط عائلاتهن”.
وكشفت عن أن التمييز العنصري قد يكون موجوداً في أميركا. ولكنها لم تتعرض له هي وأسرتها مطلقاً حتى الآن، كما أنها لا تشعر بالغربة مطلقًا هنا، اذ توجد عائلات عربية ومطاعم عربية وكأنك تعيش في دولة عربية.

حوادث عرضية

وذكرت “سيرينا حسان” اردنية أميركية”10 سنوات ولدت في أميركا وهي طالبة في الصف الخامس ” أنها تحب أن تعيش في الأردن أكثر من أميركا حتى ترى عائلاتها، حيث أنها تحب الحياة العربية وتتمنى أن تكمل حياتها في الأردن، لانها لا تفضل أن تعيش الثقافة الغربية الصاخبة وتفضل الحياة الشرقية الهادئة ذات العادات والتقاليد الاصيلة.

وبينت أن هناك امانًا كبيراً في المدارس، وأن ما يحدث من تعرض الأطفال في المدارس للقتل على ايدي معتوهين ومختلين عقلياً هي حوادث عرضية وليست ظاهرة في المجتمع الأميركي، كما أن المدارس الاميركية اتخذت كافة احتياطاتها حاليًا لتأمين الطلبة في المدارس عبر توفير امن خاص للمدرسة وتركيب كاميرات مراقبة في ارجائها .

يحلم بالوطن الام

وأشار الدكتور طوني تنوري، رئيس قسم جراحة العمود الفقري في جامعة بوسطن، الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ 20 عاماً، الى أن لديه 3 أبناء ويحملون الجنسيتين الاميركية واللبنانية. وأنه يحرص على زيارة لبنان مرتين أو ثلاث مرات سنوياً لرؤية والده ووالدته وبقية اهله، اضافة الى ترؤسه المؤتمر السنوي للجمعية الخيرية التي أسسها “Society for Progress and Innovation for the Near East” والتي تعنى بتدريب الاطباء من كافة انحاء العالم والشرق الاوسط، كما يحرص سنوياً على ارسال أبنائه الى بيروت حتى يعتادوا على الحياة العربية وحتى لا يفقدوا ثقافتهم الشرقية وعاداتها وتقاليدها.

ويضيف تنوري الذي يعمل أستاذاً جامعياً أيضاً في ولاية ماساتشوستس أن لديه أكثر من 50 دراسة منشورة في مجلات طبية متخصصة بمعالجة العمود الفقري، كما أنه مشارك في عدة كتب تدرس للأطباء في الجامعات الاميركية. موضحاً أنه لو استمر في لبنان حتى الآن لم يكن بمقدوره أن ينجز ذلك، لأنه لم تكن هناك إمكانيات كبيرة ولا تكنولوجيا فائقة الحداثة في المختبرات بلبنان مثلما هو موجود هنا في أميركا.

وكشف عن أنه سيستمر هو وابناؤه في العيش بالولايات المتحدة لأنه يجد فيها الكثير من الفرص له ولابنائه لكنه يحلم دائمًا بالعودة الى وطنه الام وعودة السلام في البلاد العربية التي تشرذمها الصراعات السياسية والتدخلات الخارجية.

الصراع بين ثقافتين

وقالت “ياسمين طوني” لبنانية اميركية 16 عامًا، إنها ولدت في أميركا وتدرس حالياً في مدرسة ثانوية لكنها تهوى الحياة اللبنانية والمناخ اللبناني والمأكولات اللبنانية.

موضحة أنها فتاة تعيش في أميركا بالعقلية الشرقية ما يضعها في صراع بين الثقافة الغربية التي تعيش فيها وبين ثقافتها الشرقية الراسخة في عقلها، فهي لا تشعر بأنها قريبة من الثقافة الاميركية، فبالرغم من أن لديها الكثير من الصديقات الاميركيات الا أنها تجد أن ما يقومون به من حفلات صاخبة وعادات مختلفة هو بعيد تماماً عمّا يترسخ في رأسها من ثقافة شرقية محافظة، فهي تحب الثقافة الشرقية وتتمسك بعاداتها.

وتفضل ياسمين أن تتزوج من شاب عربي يعيش في أميركا لأنه سيكون قريبًا من تفكيرها وثقافتها الشرقية.

تمنٍ بعودة لبنان الى سابق عهده

وتقول “تمارا طوني” 14 عامًا، طالبة في الصف الثامن، إنها تريد أن تكون محامية. وأنها لا تشعر بالغربة مطلقاً في الولايات المتحدة، وأن المدارس جميلة في أميركا وفيها الكثير من الأنشطة اللاصفية وهناك وقت جيد لممارسة الرياضة. وتضيف “لا اواجه مشاكل في المدرسة أو في المجتمع الأميركي كوني عربية الأصل.. ولكنني اشعر ببعض الضيق عندما تطرح بعض الموضوعات للنقاش امامي، وذلك عندما يتحدث الاميركيون بأنه لا يجب منح حق التصويت في الانتخابات للاميركي المتجنس … وقد حدث بيني وبين معلمتي في المدرسة نقاش حول هذا الموضوع”.

وتوضح أن تأثير أسرتها عليها أكبر من تأثير المدرسة، لافتة الى أن مستويات ومعدلات الطلبة العرب في الامتحانات والتحصيل الدراسي اعلى من معدلات الطلبة الغربيين عمومًا.

وأشارت الى أنها تحب كثيرًا الذهاب الى لبنان سنوياً للاستجمام، انما لديها تشوش وضيق ورؤية مظلمة عن لبنان نتيجة ما يحدث فيه الآن من تفجيرات وتناحر سياسي بين مختلف التيارات السياسية، وتتمنى أن يعود لبنان الى سابق عهده وأن يكون أفضل مما هو عليه الآن.
LlkY3L eIdpjB

صحيفة المرصد
خ.ي[/JUSTIFY]