العلاقات السودانية الامريكية .. محلك سر
قطعاً لا شيء؛ يظل الاسم الموجوداً.. والطرفان لديهما من الحجج والبراهين ما يدافعان به عن موقفهما، ما تقوله واشنطن تعتبره الخرطوم مجرد تناقض فى المواقف الامريكية، ومحاولة للكيد لها متى سنحت الفرصة، الخرطوم تصف موقف واشنطن بأنها مجرد واقع حقيقي يجسد قصة ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين وتؤكد ان واشنطن تجيد باتقان واحترفية تعزز موقفها بالقول انه (كيف لأمريكا ان تصف بلد ما بأنه متعاون وشريك قوى وغيرها من العبارات وفى ذات القوت تصر على التجديد له فى تلك القائمة التى عليها قطعاً مترتبات سياسية واقتصادية ثقيلة؟
ضبابية فى العلاقة: لا جديد يذكر فى العلاقة ما ين الخرطوم وواشنطن إذ أنه وعلى الرغم من المتغيرات الجذرية التى حدثت لنظام الحكم في السودان إلا انه قطعاً لم ينال رضا واشنطن بل إنها تتحفظ على الكثير منها وتشكك فى الاخرى، ما يؤكد ذلك ظهور التقرير يتزامن مع حركة الاصلاح سياسي شامل دعا لها الرئيس البشير أخيراً مع معارضيه، بل إنه أصبح اكثر كرماً فى دعوته حتى للحركات المسلحة وتعهده بتوفير الضمانات الكافية لها حال وافقت على المشاركة فى حركة الاصلاح تلك عبر حوار شامل يشارك فيه الكل بلا استثتاء. ولكن على الأرض تحاصر واشنطن شكوك عملية فى جدوى تلك العملية وتقول وفقاً لمبعوث واشنطن لدى السودان بوث إن الامر يحتاج الى شفافية وهي كلمة التى تثير حساسية مفرطة لدى مسئولي الخرطوم، إذ تزامن هذا التقرير مع جهد غير خفي ومقدر ووجد اشادة من اطراف دولية متعددة بينها الامم المتحدة والاتحاد الافريقي ربما يؤشر الى جانب خفي فى الكيفية التى تتبعها اشنطن فى كتابة تلك التقرير، فعلمية الاصلاح السياسي فى السودان قطعاً تعني تقليص نفوذ حزب البشير وتنازله عن بعض الشعارات فيما يتعلق بالاسلام السياسي وتخفيف اعجابه بحركات ورموز تعتبرهم واشنطن مجرد رموز للإرهاب فى العالم كما ان التعاون غير المحدود ووفقاً لأمريكا نفسها للخرطوم فى هذا الملف منذ ايام وزير المخابرات السابق بوش قطعاً يبرهن (رضوخ) الخرطوم للمطالب الامريكية.لذلك أبقي إسم السودان: تقرير الادارة الامريكية عن الابقاء على اسم السودان ضمن القائمة بأن الخرطوم بمثابة (قاعدة لوجستية) لعناصر جماعات تتبنى فكرة القاعدة، بل إن التقرير اشار الى مشاركة سودانيين فى جماعات وانشطة ارهابية، بدول مثل الصومال ومالي وهو أمر ليس بجديد إذ انه وسبق أن اتهم معارضون للخرطوم بوجود (مجاهدين) يقاتلون فى بلدان مثل المذكورتين فضلاً عن استعانة الخرطوم نفسها بمقاتلين ذوي خلفيات دينية تصنفهم واشنطن بالمتشددين.
موقف الخرطوم الخرطوم ردت على التقرير الامريكي بذات اللغة التى ترد بها سنوياً حيث استعانت بما وود فى نص التقرير الامريكي نفسه لتبيِّن به التناقض الأمريكي إذ انه بجانب رفضها هذا التجديد الذي يبقي على اسم السودان فإنها قالت إن أقل ما يمكن ان توصف به انها تعكس حالة التناقض البيِّنة بين ما يحتويه ذلك التقرير من معلومات وتأكيدات بأن السودان (شريك متعاون فى محاكفحة الارهاب) وبين ما ينتهي اليه بقاء السودان فى القائمة.. هذا فضلاً عن أنه يقدح فى صميم مصداقية المعايير التى يستند اليها ضم الدول الى تلك القائمة ويجعل منها أداة من ادوات السياسة؛ وتضيف الخارجية فى بيان أصدرته أمس الخميس رداً على التقرير، تقول ان تقاير الارهاب السنوية التى تصدرها الخارجية الامريكية ومنذ العام 2002 تؤكد على حقيقة تعاون السودان التام مع الولايات المتحدة فى مكافحة الارهاب ووصفته تارة بأنه (الشريك القوى وأخرى بالشريك المتعاون) فى مكافحة الارهاب ولكنها مع ذلك ظلت تبقي اسمه فى قائمة ما يسمى الدول الراعية للإرهاب فى إزدواجية تناقض عسيرين على التفسير إلا من باب الاستهداف السياسي واستخدام القائمة تلك كأداة ضغط لتحقيق أجندة سياسية لا تمت الى مكافحة الارهاب بأدنى صلة. إنه لمن الغنيّ عن القول ان الدولة التى توصف بأنها شريك قوى فى مكافحة الاهارب لا يمكن وصفها في ذات الوقت بأنها راعية للارهاب ! لقد أقر المسئولين الامريكيون انفسهم بأن بقاء السودان فى تلك القائمة إنما يعود لاسباب سياسية ليست لها علاقة بالارهاب كما أوضح المبعوث الاسبق سكوت غرايشون فى جلسة استماع فى الكونغرس فى يوليو 2009م.
مجرد حالة إزدواج
إن السودان إذ يرفض إبقاءه فى تلك القائمة ليؤكد مجدداً ان مثل هذه الازدواجية واعتماد سياسية الكيل بمكيالين التى تنتهجها الادارة الامريكية هي التى تغذي الارهاب حول العالم وتنميه وتهيء له الاجواء ليبيض ويفرخ، خاصة وأن ضم الدول الى تلك القائمة تتبعه عقوبات اقتصادية تستهدف التنمية فى هذه الدول وتخلق حالة من الاحباط وانسداد الافق لدى الشعوب التى تطبق عليها العقوبات.. وإن كانت الادارة جادة فى مكافحة الارهاب والتصدي له وجادة فى الحفاظ على تعاون الدول معها فى مكافحته، فلا بعد لها من مراجعة مثل هذه الساسيات واعتماد معايير واضحة فى تعريف التعاون حول مكافحته ومن ثم تلُخص الى تعريف الدول التى ترعاه أو تدعمه. وأياً كانت دفوعات الطرفين إلا ان الثابت ان الخرطوم ستدفع كثيراً جراء هذا العناد الامريكي كما ان واشنطن ستفقد يوماً شريكاً (قوياً) يساعدها فى مكافحة اللارهاب فى منطقة ظلت تشهد يومياً ظهور حركات دينية، ربما تكون اكثر تشدداً من حركة القاعدة.
صحيفة السوداني
تقرير/ سوسن محجوب
ع.ش
تعادي امريكا الكيزان وتصب جام غضبها على الشعب السوداني وهي تعلم ان ما فعله من اجلها الكيزان يأبى ان يفعله حتى الشيطان الرجيم فالكيزان هم جنود امريكا لتحطيم الوطن والأمة السودانية وما العلمانيين والحركة الشعبية الا كومبارس ليس ألا
[SIZE=7][FONT=Arial Narrow]وليه جاريين وراء امريكا انشاءالله ما تنصلح العلاقات مع اميكا ابد الدهر الار زاق بيد الله [/FONT][/SIZE]