البيت يضج
تضج البيوت بالفكرة لكنها تحتمي بفقه السترة والالتزام الاخلاقي تجاه الاطفال.. كم من رجل تحامل على نفسه وتطوي احتمالاته لاوجاع «المدام» من اجل زهرات الربيع وازهاره.. وكم من زوجة ابتلعت مرارات التعاسة من اجل ان تدور دائرة البيت في هدوء وينعم فلذات الاكباد بشيء من الاستقرار والتوازن. لتنقطع في الحشايا والبواطن تراكمات ضاغطة وكثيرة قابلة للانفجار في اي لحظة او عند اي منعطف.
احذر امامك «لغم حياتي كبير».. موازنات كثيرة تجري لها عمليات تكامل وتفاضل.. فالانسان يعيش هذه الحياة مرة واحدة.. يجب ان يحسبها صاح الصاح.. ما بين ترجيح البغض على حلاله.. ام فك الارتباط مع محيطات وتوازنات الحياة الاخرى.. الاطفال قيد الهوان.. نعم هؤلاء الابرياء، يحبون ان يكون تحت حنان الوالد والوالدة.. ولكن ايهما الاجدى ان تحتفظ ذواكرهم البريئة باحتدامات التوتر والنقاشات الحادة واختلال علاقة الام بوالدهم او العكس ام فراق غير وامق.. هل الاجدى ان تكتنز ذواكرهم بتلك الصورة القميئة لوالدهم وهو «يترتح» تحت وطأة ذلك المشروب الحامض فاقداً لاحترامهم ومتعدياً على اعتدادهم به ومسجلاً للحظات انكسار نفسي دفينة في الاغوار الانسانية العميقة ام ان يذهب عنهم وتتلاشى تدريجياً بعض سوالب ذلك وتبدو محاولات الاستعاضة بالدعوم النفسية من الاهل والاقارب.. اذن عند ضرورة ما يصبح هذا الحلال الباغض افضل الخيارات دون الاستعانة بفكرة الاحتمال والمصابرة والمثابرة على الكيد والمشقة.. فليكن اذن الافتراق ان كان من قبله وضعاً للاطار الجائر في المكان الافضل على ضريبته القاسية.. وان كان من بصيص فائدة ان يسعى الفرقاء على تأطير حيز نفسي يمكنه استعياب الضرورات الملحة لما يحتاجه الابناء وليذهب كل واحد منهما في حال سبيله متأبطاً تجربة انسانية فاشلة لنجاح قادم.
اخر الكلام:-لا احد يعيش حياته من اجل «الاجاويد» وانما هي القناعة والقدرة على حفظ الموازنة ان كان لابد من الوصول لهذه المرحلة.. كثيراً ما لا يعرف الانسان تعقيداته الداخلية لكنه الاجدى بالتصرف السليم عندما يحس انها تداخلت على اساسيات حياته للاخرين خاصة ان كانوا صغاراً او في مسيس حاجة لهما معاً.
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]