جعفر عباس

نقطة تجعل الغني غبيا

نقطة تجعل الغني غبيا
[JUSTIFY] هناك من يعتبرون تناول وجبة في فندق كارلتون او ماريوت إنجازا يستوجب التهليل والترويج، ينفق الواحد منهم ربع راتبه في وجبة واحدة ويحس كأنه أعاد اكتشاف البنسلين، وإلى هؤلاء أتجه بسؤال بسيط: هل ترغبون في تناول العشاء مع الممثلة البريطانية الحسناء ليلي (بكسر اللام الأولى والثانية) راوس؟ لا تفهموني غلط ولا تحسبوني «واسطة» سوء، فأنا أحدثكم عن عشاء حقيقي.. أكل.. طعام بالشوكة والسكين وفي مكان عام وبكامل ملابسك وملابسها، (بداهة لن يكون هناك مكبوس او هريس او أي وجبة تتطلب استخدام الأيدي بدون وسائط معدنية).. هل لديك مثل تلك الرغبة؟ عليك تقديم عرض يفوق مليوني دولار لتحظى بمثل ذلك الشرف،.. بالمناسبة فان ليلى هذه «رفيق».. يعني من أصل هندي، ولكنها منا وفينا إلى حد ما فوالدتها من أصل مغربي.. يعني جيناتها بريطانية على هندية على مغربية على مهلبية! وبالتالي بالإمكان ان نفهم لماذا هام ملياردير عربي بحبها وعرض عليها القدوم إلى محل إقامته، لتنزل في جناح فخم في فندق وتتقاضى مليونا و800 ألف دولار أمريكي نظير تناول العشاء معه،.. وقالت الصحف البريطانية ان الغبي العربي (الفرق بين غني وغبي يكون بتغيير موقع نقطة صغيرة) رأى ليلى راوس في فيلم بورنو (فاضح)، فجن بها، وكان أن تقدم بعرضه غير السخي لها،.. كأن بنات الناس لعبة ويقبلن بمثل ذلك المبلغ الهزيل! ليلى ذهلت من العرض ورفضته، فلربما أحست ان قصد الرجل غير شريف، فرغم انها قامت بالتمثيل عارية في السينما الا انها لا تلعب في «شرفها»!! تخيل ايها القارئ البائس ان هناك من يطلب رفقة على العشاء نظير قرابة مليوني دولار، وتذكر ان قيمة كافة ممتلكاتك وممتلكات جميع أفراد أسرتك لا تساوي نصف مليون دولار.
أمركم عجيب أيها العرب فقد غضبتم من قبل عندما قلت إنني لا أفهم لماذا يدعوني أحدكم إلى وجبة تكلفه أكثر من 300 دولار، ويكون نصيبي الفعلي منها ما يعادل ثلاثة دولارات: شرفنا على العشاء يا أبو الجعافر.. فأشرفك، ويتناول المدعوون «على شرفي»، ما يعادل 113 دولارا من الطعام، ويصبح الباقي من نصيب القطط الضالة، ويكون المبلغ كله محسوبا عليَّ!! هذا ظلم ومن ثم فقد ناشدت كل من يعتزم دعوتي إلى طعام أن يعطيني ثلث قيمة العزومة او الوليمة نقدا، وبعد ذلك أنا حر: أأكل فولا..أو «تبن»!! ثم يأتي أحدكم ويعرض نحو أكثر من سبعة ملايين ريال على بنت نكرة نظير الجلوس معه على مائدة الطعام؟ هل كان صاحبنا يعاني من فقدان الشهية وأراد استخدام الفتاة كـ«أبرتيف»؟ (حتى لا تبدو متخلفا في المطاعم الراقية لا تطلب من الجرسون مقبلات بل أبرتيف ولا تسأله عن قائمة الطعام بل المنيو.. ولا تطلب عصيرا بل جوس.. ليست شريحة لحم بل ستيك.. ولا تقل حلوى بل ديزيرت).. شفتم شلون ابو الجعافر مثقف ومتحضر ويفهم قواعد التعامل في المطاعم الراقية؟ أليس من العار ان ينفق أحدنا مثل ذلك المبلغ على فتاة لتجالسه لسويعات والشحرورة صباح ما تزال تبحث عن العريس رقم 32؟ أين أثرياؤنا القادرون على مهرها؟ لو أعطاني الرجل ذينكما المليونين لتزوجت بنانسي عجرم وهيفاء وأليسا وروبي وألبستهن النقاب ومنعتهن حتى من الغناء في الحمام كي لا يفتتن بهن جيل الشباب فيخرج من بيننا مثل ذلك الأبله الذي يشتري صحبة فتاة بمبلغ يكفي لبناء مركز صحي بكامل أجهزته

[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]