حوارات ولقاءات
رئيس لجنة الأمن بالبرلمان البحريني لـ (الرأي العام): على الغرب احترام قانون الحصانات
(الرأي العام) تناولت مع المعاودة المواقف العربية الشعبية من مذكرة الجنائية، وما يمكن ان تسفر عنه حملات التضامن مع السودان:
—
? كيف تنظرون الى قضية توقيف الرئيس البشير من قبل المحكمة الجنائية الدولية؟
– لقد تابعنا قرار المحكمة الجنائية باهتمام وقلق كبيرين، وقد عقدنا نحن النواب في كتلة الاصالة بمجلس النواب اجتماعا للمكتب السياسي، واصدرنا بيانا في اليوم التالي لقرار قضاة المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف فخامة الرئيس عمر البشير، ثم رأينا من خلال اجتماع ثانٍ ضرورة ألا يكون منتهى جهدنا وتضامننا هو اصدار البيان فقط، بل لا بد من التوجه الى الخرطوم.
? هل رأيتم ان هناك مغزى اضافياً بعد اصدار البيان؟
– القصد من الزيارة هو نقل مشاعرنا كوفد شعبي الى الاخوة في السودان تضامناً معهم ضد استهداف رمز سيادتهم، نحن نرى ان الجنائية الدولية قصدت من هذه المذكرة استهداف البشير كشخص، واستهداف النظام الحاكم، واستهداف السودان كله.
? كيف ذلك؟ ارجو ان تفصل؟
– من المعروف ان السودان لديه امكانات وطاقات هائلة كامنة، وهو بهذا التوصيف مؤهل تماماً لكي يكون عنصراً اساسياً جداً في بناء الامة الاسلامية والعربية، وثراء السودان وغناه لا يتوقف على العناصر الخام الزراعية والصناعية وغيره بل السودان غني فكرياً واخلاقياً.
? وكيف ترى العلاقة بين استهداف السودان واستهداف الحكومة؟
– أهل الحكم في السودان يعرفون هذه القدرات التي يزخر بها بلدهم، ويدركون ان من أهم أسباب قوتهم هو عقيدتهم ولذلك هم متمسكون بها، هذه الحكومة اسهمت بصورة واضحة في النمو المطرد الذي يشهده السودان، وحاولت حل مشكلة دارفور بصورة جذرية.. أنا اعتقد ان الذين يقفون خلف الجنائية الدولية رأوا ان الحكومة في السودان وضعت قدمها على الطريق الصحيح لذلك عملوا على تعويق مسيرتها.
? وماذا عن استهداف الرئيس كشخص؟
– الرئيس البشير يمثل رأس الرمح في الحكومة التي يريدون محاربتها، البشير كما نعرفه رجل قوي ومتواضع، وهو الرئيس الوحيد الذي حلت قضية الجنوب في عهده.
? في الداخل تضاعفت شعبية البشير بعد قرار الجنائية الدولية..ما هي الصورة في الخارج كما تراها؟
– كان من أهداف الذين يقفون خلف الجنائية الدولية فض الناس من حول البشير، ولكن الله سبحانه وتعالى عاملهم بنقيض قصدهم، ليس على المستوى الداخلي فحسب ولكن على المستوى الخارجي ايضا.
? انتم حضرتم كوفد شعبي للتعبير عن تضامنكم مع البشير، ولكن الكثيرين يتساءلون عن الموقف الرسمي العربي من مثل هذه القضايا الخطيرة.. أين هو؟
– طبعاً نحن نطالب الحكومات العربية بمواقف صلبة ازاء كل القضايا العربية الكبرى، والموقف العربي الرسمي من توقيف الرئيس البشير قد يكون من المسلمات.
? ولكننا لم نر في العلن ما يعبر عن هذه المسلمات والبدهيات كما تصفها؟
– أنا اعتقد ان الصمت هو في الواقع ازدراء وتحقير لقرار الجنائية، فالصمت احيانا يأتي لان الامر لا يستحق الكلام.
? لكن البعض يعتقد ان هذا الصمت لا يعبر عن احتقار وازدراء بقدرما يعبر عن عجز؟
– يمكن ان تقول انه لم يكن هناك بروز جيد للموقف العربي.. طبعاً من المهم ان نتحرك ولكن اعتقد ان الحراك يجب الا يكون أكبر من حجم القرار، انا اظن ان التضامن العربي موجود، ويمكن النظر الى دعوة سمو أمير دولة قطر للبشير لحضور القمة العربية من هذه الزاوية، وهناك سعي من الجامعة العربية لدى الامم المتحدة ومجلس الامن لتأجيل القرار.
? ما هو موقف الحكومة في البحرين؟
– أنا أمثل وفداً شعبياً، ولكن ما اعرفه هو ان القيادة في البحرين مع الموقف العربي الواحد ازاء هذا الموضوع.
? حتى على المستوى البرلماني هل يمكن ان تقودوا تحركا فعليا لمساندة السودان؟
– من المعروف ان البرلمان الدولي سيعقد جلساته قريبا بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا، وسوف تكون لنا تحركات في اطار الكتلة العربية والكتلة الاسلامية، وسنطالب الدول الاسلامية الاعضاء في المحكمة الجنائية الدولية بسحب العضوية من المحكمة.
? من المعروف ان الحكومة أبعدت عددا من المنظمات العاملة في مجال الاغاثة بدارفور، ومن المتوقع ان يخلف رحيلها ثغرة تحتاج الى ملئها، كيف يتأتى لكم المساهمة في سد هذه الثغرة؟.
– نحن بدأنا فعليا في القيام بهذا الدور، وشرعنا في الاتصال بالجمعيات الخيرية حتى نسد هذه الثغرة، وقد طالبنا الاخوة المسؤولين هنا بمدنا بالمعلومات والتفاصيل بشأن الاحتياجات..وأنا أرجو أن يكون في إبعاد هذه المنظمات خير للسودان من جهة ان عملية الإبعاد هي في حد ذاتها سبباً للاعتماد على النفس وعدم الاتكال على الغير في الأمور المهمة مثل الغذاء والدواء.
? بحكم خلفيتك الاسلامية كيف ترى موضوع التحاكم لدى المحكمة الجنائية الدولية من وجهة نظر شرعية؟
– بغض النظر عن الرؤية الشرعية في الموضوع..انا اقول لك انك عندما تدخل في لعبة من المفترض ان تلتزم بشروطها.ولذلك على الغربيين ان يلتزموا في موضوع الرئيس البشير بقواعد اللعبة التي وضعوها هم.
* ماذا تقصد؟
– أنا أقول لك ان الرئيس البشير يجب ألا يتم توقيفه وفقاً لقانون الغربيين انفسهم.. في قانونهم أن الرؤساء لهم حصانة تجعلهم بمنأى عن التوقيف، ولذلك على الغرب ان يحترم القانون الذي وضعه بشأن الحصانات ولا يطالب بتوقيف البشير.
صحيفة الراي العام[/ALIGN]