رأي ومقالات

الهندي عز الدين: شماعة (الدولار).. الفساد من (المطابع) إلى البنوك!!

ضخ بنك السودان كميات مقدرة من النقد الأجنبي في خزائن البنوك والصرافات خلال اليومين الماضيين ما أدى إلى هبوط سعر (الدولار) مقابل (الجنيه السوداني) إلى (8.5) بعد أن بلغ (9.6) خلال الأسبوع الماضي في قفزة خيالية أدت إلى حالة (سعار) في السوق، واستغل الجشعون والمضاربون فرصة الارتفاع المهول ليرفعوا سعر كل سلعة دون تدبر أو حسابات في ظل تمدد الفوضى التي ضربت بأطنابها كل مناحي الحياة في بلادنا.
} فور سماع بعض تجار (ورق) طباعة الصحف وبعض المطابع بـ(رأس خبر) ارتفاع (الدولار) إلى (9.5) جنيهات، تداعوا بالتلفونات وأصدروا (الفرمانات) إلى ناشري الصحف (المساكين) بزيادة سعر طباعة النسخة بنسبة (30%)..!! لم ينتظروا (يومين) أو (ثلاثة) لعله يهبط، لأنهم لا يريدونه أن يهبط، يحبونه عالياً يناطح السموات، يدوس على (جنيهنا) بمداسه فيصرخ..!! بينما هم يقهقهون.. ارتفع (الدولار).. ارتفع (اليورو).. صعد (الريال).. ارفعوا الأسعار إلى أقصى حد ممكن.. وأرسلوا خطابات إلى الصحف بهذا المعنى!! يجتمع الناشرون، يتلفتون يمنة ويسرى، ويغمغم بعضهم بحسرة واستسلام (فعلاً الدولار ارتفع.. لكن ما بالطريقة دي)!!
} ولم تمض أيام ثلاثة على تسعيرتهم التي تشبه قرار (هيئة تحكيم الأقطان) الظالم، هبط (الدولار) بواقع (جنيه كامل)!! إذن ماذا يفعلون؟! المنطق أن يسحبوا خطاباتهم بكل أدب واحترام ومصداقية، ويستخدموا (الآلة الحاسبة) وليس أحلامهم في تحقيق أرباح طائلة على حساب مهنة التنوير والمعرفة وقيادة الرأي العام.
} للأسف، فإن الصحافة التي مارست الضغوط حتى تحولت دعوى الفساد في قضية موظفي مكتب والي الخرطوم من (تحلل) من (ثراء حرام) إلى دعوى (جنائية) وفق القانون الجنائي لسنة 1991، يعجز ناشروها وقادة الرأي فيها عن مواجهة (طمع) الطامعين في سوق (الورق) والطباعة!!
} (ثلاثمائة طن ورق) فقط تكفي لطباعة إحدى صحف المقدمة لـ(6) أشهر، والتكلفة لا تزيد عن (180) ألف يورو لا غير!! بينما نترك المضاربين يضاربون علينا ويستغلون الظروف!! أليس هذا فساداً بذات المستوى والقدر؟!
} إننا نطالب بنك السودان، وسلطات الأمن الاقتصادي بتكليف (أتيام) قوية لمراقبة بنود صرف (النقد الأجنبي) الذي تحول من البنك المركزي للبنوك والصرافات، حتى لا (يلقف) هذه المبالغ تاجران أو ثلاثة أو خمسة بمعرفة وتواطؤ (كبار) و(صغار) الموظفين، فتنفد الكميات، ويعود سعر (الدولار) إلى ما كان عليه بعد أسابيع قلائل.
} هناك عملية (فساد) كبرى ترتبط بحركة (الدولار) من البنوك والصرافات وإلى (السوق السوداء)، لابد من متابعتها والقبض على شبكاتها أسوة بموظفي مكتب الوالي.
} إذا كانت صحيفة كبرى تحتاج إلى مبلغ (180) ألف يورو بالسعر الرسمي لمدة (6) أشهر طويلة، فهذا يعني أن الصرف للمستوردين ينبغي ألا يتجاوز (50) و(70) و(100) ألف يورو للموردين، وليس (نصف مليون) دولار و(مليون) و(مليونين) لفلان وعلان، ثم يتحول النقد الأجنبي للسوق السوداء أو داخل (الخزن) الخاصة!!

– 2
} شكراً مولانا “محمد بشارة دوسة” على قرارك العادل بإحالة جميع متهمي مكتب والي الخرطوم إلى المحاكمة الجنائية والحجز على جميع الممتلكات. هذا هو خط العدالة الصحيح، وقد دعونا لذلك في (شهادتي لله) قبل ثلاثة أيام بمقال (تحلل.. قال!!). شكراً حارس العدالة في بلادنا.. مولانا “دوسة”.

– 3
} ومثلما للصحف وقياداتها ورموز الإعلام في بلادنا دورها الطليعي في مكافحة الفساد وإقرار الحريات العامة, فلابد أن يكون لها دورها في قضية (الحوار الوطني) وصولاً إلى الاستقرار السياسي المستدام والانتعاش الاقتصادي والرفاهية لشعبنا العزيز الكريم.
} الصحف الآن وفي كل زمان ومكان في دول الليبرالية والعدالة أهم وأكثر فاعلية وتأثيراً من الأحزاب السياسية. وفي هذا الاتجاه تباحثت والزميل الأستاذ “محمد لطيف” صاحب المبادرات، حول أهمية قيام (منبر ضغط) باسم (قيادات الصحافة) ليكون شريكاً في الحوار الوطني، والتوسط بين القوى السياسية وحملها باتجاه مصالح البلاد العليا تقريباً للشقة وتوحيداً للكلمة. نرجو أن يتداعى الإخوة قيادات الصحافة في بلادنا إلى هذه المهمة الوطنية الأهم.

الهندي عزالدين – المجهر السياسي

‫8 تعليقات

  1. لن يصبح اعلامنا السودانى سويا الا بخروج امثال الهندى الله يكفينا شركم

  2. [SIZE=5][B]راعي الضأن في الخلا يعرف انو الصرافات دي بوابة لتسرب الدولار للسوق الاسود [/B][/SIZE]

  3. انت كل يوم براي قبل يومين ما قولتا الوالي مظلوم فعلا صحفي منتهي يا ساقط شهاده سودانيه .اكتر من 200 مره قولتا ليك امشي امتحن تاني وتعال ابقي صحفي .مرتزق من جيبوب الجابوك والخلوك زول

  4. [B][SIZE=2]اولا 90% من الشعب السوداني فقراء
    ونسبة التجار لاتتجاوز ال 7%
    والباقي السياسيين والمغتربين
    معظم المغتربين بدخلوا عملة صعبة للبلد
    اما التجار والسياسيين هم من يشتري العملة الصعبه
    التجار بجيبوها بضاعة وبكوا بيها المواطن العادي
    لكن السياسيين هم من يحول للخارج خروج بلا عودة للدولار لتغذيه حساباتهم التي فاتت كروشهم في ماليزيا وسويسرا ودول اوربيه اخري مما ادي لارتفاع الاسعاروزيادة الطلب علي الدولار لانه من الذي ينهب مال الشعب والدولة ؟
    فهل يعقل هذا النهب البنوك المحليه بتسعه ؟
    ولو حصلت كعه او تغيرت الحكومة باي طريقة وجاء من بعدهم وفعل من اين لك هذا يقولوا شنو؟
    يعني المسئول عن ارتفاع الدولار هم ذاتهم البجلسوا في البرلمانات والمجالس الوطنية والشعبية ومندوبيهم يجلسون في مساطب السوق مداخل البنوك والابراج يجمعوا ليهم في النقد الاجنبي وباي سعر علي حساب جنيهنا الذي كلما يغيراسمه وعنوان سكنه وعدداصفارة ولون ملابسه يتعرف عليه الباقون ويقولوا ليه محل سر فانت غيرمرغوب فيك
    اما صحفيين فهذه العبارة مستفزه لكل سوداني بعرف حروف ابجدهوز او يسترق السمع لمن يقراء خبر تمت ((عواسته )) علي صاجات الصحف المنتشرة انتشار الفساد في البلد مع الاعتذار لستتات الكسرة
    هذا اجتهاد من زول جرمنديه ساكت بفتكر اني احسن مما يسمي صحفي في هذا الزمان والله الموفق[/SIZE] [/B]

  5. الشى المستغرب انو نحن السودانيين شعب انطباعى
    فى واحدكتب للاستاذ هندى امشى ياساقط هادة سودانية 200 مرة وقطعا هذا كذب ومحض افتراء انا اعرف هندى معرفة تامة وبالعكس تماما هندى عزالدين واوه عمر واخواته جميعهم كانو متفوقيين حتى المراحل الجامعيةاهنوها بتميز له اخ طبيب واخت طبية واخت اخرى خريجة جامعة الخرطوم علوم دارية وهندى كانطالب متفوق جدا ودرس جامعة الخرطوم فى زمن صعب الدخول ليها ومن ال سنة الاولى اتركو الانطباعية شخصنة الامور البلد فيها 86 حزبوكل واحد عايز يكتبوا ما ياتى على هواهوهموم وطن اتقى الله فى ما تكتب تسال عنه ية يوم لا ينفع مال ولا بنون

  6. رغم العائد الضخم من العملات الحرة المتمثل فى تصدير الثروة الحيوانية والصمغ العربى والدهب والبنزين ورسوم عبور البترول وبعض المنح السخية الخخ الا ان فساد الحكام وراء ارتفاع الدولار

  7. واقعة حقيقية والله على ما اقول شهيد كنت مسافرا الى مقر عملي بعد اجازة في البلد تفاجأت بأن مضيفة الطيران تعلن بقبول جميع عملات العالم ما عدا االسودانية . دليل على ان جميع عملات العالم في استقرار نسبي مقبول ما عدا الجنيه السوداني فهم ( شركة الطيران ) لا يضمنون يحافظ الجنيه السوداني لمدة 8 ساعات لاستبدالها عجبي !!!!!

  8. كل المؤشرات تدل على أن هناك عملية نصب واحتيال ومافيا كبيرة في سوق الدولار وأن الذي أدى لذلك هو أن مشتريات الحكومة وحساباتها تقيّم بالدولار لمنفعة هذه المافيا؛ وهذا هو أقذع أنواع الغباء؛ فالمعروف أن طلبيات الحكومة اليومية المتزايدة على الدولار هي التي ترفعه في السوق الأسود؛ ثانياً على بنك السودان أن يشكل مجلس خبراء لرفع توصيات للمحافظ ليسير عليها؛ وثالثاً على حكومة السودان أن تلغي كلمة “دولار” من كل الحسابات وألا تقيّم الميزانية به؛ والحسابات الخارجية يجب أن تتم بأية عملة غيره؛ وعلى المراجع العام أن يركز على ذلك فهذا هو عين الفساد وليس اختلاس بضعة آلاف من موظفين مغلوبين؛ وللأسف نسمع وزارة المالية والوزراء والممجلس الوطني يتحدثون عن عجز الميزانية بالدولار للعجب؛ هذا غباء واستغفال غير مقبول؛ يجب أن يتم التعامل الرسمي الخارجي للدولة بالعملات الأخرى غير الدولار ومنها اليوان الصيني الذي أصبح يسيطر على حوالي 30% من التجارة العالمية الآن؛ ويمكن أن تفرض الحكومة رسوم إضافية لكل من يمتلك حساب بالدولار نظراً للعقوبات الأمريكية المترتبة؛ وهناك الريال والدرهم والدينار وغيرها من العملات المشكلة في إدارة السياسة المالية وضحالة خبرات القائمين على تنفيذها..