تحقيقات وتقارير

إنتشار المخدرات .. والأسر آخر من يعلم

عالم غريب ملئ بالأحداث والمآسي هو عالم المخدرات الذي أصبح يمشي على قدمين بكل ثقة بين شبابنا في الجامعات والأندية وغيرها من التجمعات الشبابية، وهذه الآفة يطلقها بعض أصحاب السوء بين الشباب ، ومنهم من يمتنع ومنهم من يضعف، وتقل إرادته أمام الإغراءات التي يقدمها أولئك المفسدين الذين إنتشروا بصورة غير طبيعية، والهدف من كل ذلك هو تدمير مستقبل الشباب خصوصاً ذلك الشاب الذي يظهر تفوقه وإهتمامه بتميزه ، ولأن هذا الشيء الغريب المسمى «مخدرات» أصبح أكثر إنتشاراً وكثرت أنواعه، رأت الجمعية السودانية للإرشاد الأسري بجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج أن تعطي هذا الموضوع مزيداً من الإهتمام بالتوعية بمخاطر تعاطي المخدرات. فأقامت منتدى بعنوان «لا للإدمان» وحمل المنتدى شعار ( لا يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).

والجميل في ذلك المنتدى انهم استضافوا طلاب جامعة الرباط حتى يكون للحديث معنى بتوجيهه للفئة المقصودة من الشباب، وكذلك كان هناك عدداً من النساء البسطاء جاءوا بهم ليتعرفوا على شكل وتصرفات الشاب الذي إنجرف في سبيل الإدمان وحتى تأخذ الأم الحيطة والحذر وتتابع أبنائها حتى لا يسقطوا في ذلك المستنقع.
وقدم عدد من الطلاب عرض مسرحي توعوي عن مخاطر الإدمان تحدث عن إغواء بعض الطلبة في الجامعة، لطالبة شهادة عربية قادمة لتوها من الخارج لتصاحب شلة عرفت بالفساد ورغم تقديم صديقتها النصح لها إلا أنها لم تكترث حتى أصبحت مدمنة على جميع أنواع المخدرات وضاع مستقبلها تماماً.
وكانت هذه عبرة لمن كان حاضراً في ذلك اليوم.
وتحدث الأمين العام لجهاز المغتربين السفير حاج ماجد سوار عن ضرورة الإهتمام بالشباب ورعايتهم ومتابعة تصرفاتهم وأن نكون أكثر توعية بمخاطر الإدمان وأن تكون الأسر الأقرب لأبنائها.
كما قدم كل من د. يوسف علي يوسف ود. عزة كمال تقارير عن البعد النفسي للإدمان وهي المتمثلة في الإبتعاد عن المجتمع والتأثير الصحي وغيرها من الأشياء السالبة التي تصاحب المدمن.
وتم تقديم توصيات أكدت ضرورة أن يكون هناك نشاطاً في الأحياء والأندية لتمضية أوقات الفراغ بالنسبة للشباب، وضرورة الإهتمام بالمنظمات والجمعيات التي تعني بالتوعية في هذا الجانب، إضافة إلى توفير وحدة متابعة غير رسمية بالجامعات لكشف الطلاب الذين يتناولوا أو يروجون لهذه المخدرات.
وإلتقت (الوطن) ببعض الشباب الذين أقلعوا عن تناول المخدرات وكانت قصصهم يدمع لها القلب قبل العين ،
حيث قال أحدهم تعلمت أولاً شرب السجائر حينما كنت في مرحلة الأساس، لأن والدي كان يدخن بإستمرار، وكنت معجباً جداً بشكله وهو ممسك بالسجارة وعندما ينفض عنها الرماد كان يفعل ذلك بطريقة كلاسيكية، فقلت لابد أن أقلده وجربت ذلك في الحمام مرات ومرات، وبعد ذلك أصبحت أفعل ذلك في الشارع مع أصدقائي حتى أصبحت متمكناً من شرب السجائر بالرغم من أن الطريقة لم تكن مثل طريقة والدي ولكن كنت أحاول تقليده وعندما كانت والدتي تسألني عن رائحة السجائر العالقة في ملابسي كنت أقول لها أن أصدقائي الذين أجلس معهم هم من يتناولون السجائر ولا دخل لي في ذلك. وحذرتني أن أحاول تقليدهم فقلت كيف أقلدهم أنا انسان واعي وبعدها إكتشفت أن والدي يتناول المسكرات فلم أكن أعلم ذلك لأنه غير واضح عليه وفي يوم ترك قارورة بها بعض المسكر على طاولة في غرفته فأخذتها وتذوقتها وشعرت بقشعريرة تسري في جلدي وبعدها تناولت ذلك مرات عدة حتى أصبحت مع أصدقائي أطول فترة في المساء بحجة المذاكرة، ورويداً رويداً تعرفت على مجموعة من الشباب أتوني بحبوب قالوا اسمها «الهلوسة» جربها ولن تندم وفعلاً عندما جربتها أول مرة شعرت انني عملاقاً وكل شيء صغير من حولي وإستمريت في ذلك فترة وبعدها لم تعد الخرشة تفعل بي ما كانت تفعله في بادئ الأمر، وقال لي أحدهم سأتيك بشيء جميل فقلت له هات ما عندك فأتاني بالهروين وفي كل مرة كنت أتحايل على والدي في الحصول على المال وكثيراً ما كنت ألجأ للسرقة من المنزل الأهل وخصوصاً حينما تكون هناك مناسبة في المنطقه أحصل على قدر من المال ، اما الآن الحمد لله حمداً كثيراً فقد أقلعت عن الإدمان بعد أن عرف أهلي بمصيبتي أدخلوني مصحة نفسية مكثت فيها قرابة العامين والآن أنا في أحسن حال وأدعو الله العلي القدير أن لا أعود إلى ذلك المستنقع مرة أخرى ، وأقول لكل من تسول له نفسه بأن يسلك ذلك الطريق وأن يضع في باله أن كل ذلك لن ينفع بل الضرر الذي يلاحق المدمن أكثر بكثير من النفع الذي يشعر به أثناء تناوله تلك المدمرات وأن المجتمع سيقذفه ويضيع مستقبله ولن يجد لا وظيفة ولن يقبل به شخص عرف انه كان مدمناً في يوم بان يتزوج ابنته لذلك يا إخوتي الشباب حتى لا تخسروا حياتكم في الدنيا والآخرة أبعدوا من المخدرات.

تقرير: رحاب ابراهيم–الوطن