اندهش يا زول!
سألت صديقتي عن سر عدم الاندهاش فردت عليّ بكل تلقائية «يا ستي.. تقوم تندهش قدام الناس يقومو يستصغروك.. لازم تكون مفتح وواعي لا تظهر اي إحساس تجاه مواقفهم والدنيا والحياة.. الناس بقت حقارة والبيلقى فيك فرصة يستغلها، عشان كدا لازم تكون ما مندهش أصلاً».. لم أجادلها في هذا المنطق، لأنني كثيراً ما أبلع الدهشة وأهامس نفسي «معقولة بس».. لم يكن الموقف أمامي فرصة للاستغراب إن رأيته يحادث خطيبته منكراً عليها جمودها وعقلانيتها وواقعيتها المفرطة، وهي تعلن عليه الجدية لتجهيز عش الزوجية.. فيطالبها قائلاً «ادهشيني يا زولة.. كل يوم أظهري لي إنك إنسانة مختلفة» ترد عليه «يا زول خلي العوارة والهبل البتعمل فوقو دا قول لي جبت القسط وللا لا».. «معقولة بس».. وليس ببعيد عن هذه الثنائية المستقبلية أن تقف امرأة وكلماتها تغالب حرارة الطقس وهي تتقيأ كلاماً بغيضاً تجاه الأخرى، وتخرج عليها كل نفايات القول والعبارة، والناس يدعون الاندهاش من حولنا ويلتفون لفك الارتباط ما بين الصديقتين الحميمتين، والموقف للمرة الأولى التي تكتشف فيها الصديقة إنها صديقتها العزيزة تزوجت زوجها سراً، وإنها تنكر عليها كل هذا الانفعال.. «ليه هي زعلانة.. كدا كدا اصلو كان حيعرس عليها.. تفرط تخسر.. أحسن وأولى أنا من غيري على الأقل اسمى صاحبة مرتو الأولى».. فهل هذا سبب للدهشة «يا لك من امرأة مسكينة المدهش شنو.. تغمضي عينك ينشلوا زوجك..»
٭ آخر الكلام:-أقول ليكم قولة.. أحسن تندهشوا.. عشان ترتفع عندكم كل معدلات النبض والحياة وتجربوا كسر الجمود والرتابة.. يعني شنو تبقوا واقعيين أكثر من اللازم.. وعاملين فيها مفتحين.. قال ليهو «إنتوا كان قايلين نفسكم واقعين من السماء.. نحنا يا هو الدفرناكم.. يللا ادفروا لقدام ورا مأمن».
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]