رأي ومقالات
تجليات: “أغاني وأغاني كحمار جحا …!”
أتابع هذا البرنامج منذ نشأته وكم سعدت في الدورات الأولى بحلو النغم وجمال التوثيق لأغان قديمة صارت – في اعتقادي في ذاكرتنا نسيا منسيا ولكن بفضل قدرات الأستاذ السر قدور الثقافية وإلمامه بالموروث الحقيبيّ للأغنية السودانية منذ بداياتها فقد استطاع مع قناة النيل الأزرق أن يخلقوا مكتبة توثيقية عارمة لا يشق لها غبار. لكن بنفس القدر لقد صار هذا التوثيق كما أسلفت في مقال سابق عن البرنامج سلاح ذو حدين. ففي الحلقات الأخيرة وبعد أن سلك البرنامج طريقه إلى قلوب الملايين بدأت علامات الإعياء على القائمين عليه وعلى رأسهم الأستاذ السر قدور. فاتجهوا للاهتمام بالمظهر العام للجلسة واضافة اصوات جديدة دون الاهتمام الجديّ بالمضمون. فحتى إلى الآن لم تتضح خطة واضحة للإنتاج بما في ذلك اختيار الأصوات الجديدة المبدعة التي ينبغي عليها أن تشارك في البرنامج. والواضح أنه لا توجد جلسات تحضيرية وبروفات قبيل انطلاق التسجيل! لا زالت البخرات تزايل المطربين كظلهم ولا زالت اخفاقات الحفظ وشطحات متابعة الفرقة الموسيقية واضحة كوضوح الشمس.
لقد لجأ السر قدور وربما مخرج البرنامج لأصوات نسائية كثيرة في الحلقات السابقة كانت بكل أسف ليست جديرة في أن تترجم أغنيات التراث لعدم تمرسها أولا في مهنة المطرب ومن ثمة صغر سنها الفني وفوق هذا وذاك عدم امتلاكها لمواصفات تقنية يمكننا من خلالها أن نطلق عليهن لفظ مطربة. فالسودان يعج الآن بالمغنيين والمطربيين وكل فرد منهم شرع في عمل حفلات بمصاحبة آلة الكيبورد وما أكثر الحفلات في بلدنا.
للأسف أصبحت مهمة صناعة نجوم الطرب مرتبطة بشكل أساسي بالقنوات الفضائية. وصارت قنواتنا الفضائية لا تضاهى في تقديم كل ألوان الغناء من الصبح إلى المساء. تهتم هذه القنوات بصناعة نجوم الزيف ونشر الدعاية لهم وعرض أغانيهم بشكل مكثف ليصبحوا أقرب إلى الجمهور وهل يحدث ذلك؟ بكل حق وحقيقة فمن كثرة عرض المغنيين الجدد والكثر في برنامج أغاني وأغاني صار الفرد منّا لا يعرف أسم الواحد منهم أو منهن. والسؤال الموجه للأستاذ السر قدور ولقناة النيل الأزرق الفتية في هذا السياق: هل هو الكم أم الكيف الذي يطرح قضية نجاح البرنامج؟ وهل صار البرنامج في دوراته الأخيرة مرغوب كما كان في بداياته؟ وإن كانت الإجابة بلا؟ أليس من الأجدر أن يتحروا أسباب الاخفاق وعدم قابلية الجمهور للمشاهدة كما كانت الحال في البدايات؟
ومن باب الانصاف علينا أن نذكر أن بعد رحيل الأصوات الرائعة التي وثقت لأغاني الحقيبة والأغاني الحديثة كصوت المرحوم الرائع محمود عبدالعزيز سيما في أغنيات الخالدي (اتعلمنا من ريدها نحب الدنيا ونريدها، نسرح في عيون الناس … نشيل لكل زول ريدة) أو في أغاني المرحوم سيد خليفة ( في ربيع الحب) نجد الفنان المبدع عصام محمد نور والذي سمعنا عنه أنه ترك الغناء بسبب التصوف والله أعلم. ومن الأصوات النسائية الخلاقة والتي لن تجد أغاني وأغاني بديل لها هو صوت المبدعة أسرار بابكر التي أثبتت مقدراتها في أغنيات الحقيبة والتراث (ليه ده يعني التجني … يا حبيبي غبت عني) وحتى على الصعيد العربي عندما نالت الجائزة الأولى في المغرب. لم أجد بين الأصوات النسائية في الحلقات الأخيرة أي صوت يقنعني ويضرب أوتار القلب الحساسة عدا نسرين هندي. فمن يتابعها يدرك أنها متمكنة من الأغاني التي تؤديها كما وأن لها حضور فني بديع بالإضافة لتمكنها من الانصهار والفرقة المصاحبة بحرفية فائقة.
وأدلى الأستاذ السر قدور في لقاء صحفي مع صحيفة آخر لحظة الآتي: “هناك فنانون مبدعون قاموا بأدوار رائعة طوال سنين البرنامج السابقة على أكمل وجه، ولكن البرنامج قائم على جماعية الأصوات، والأهم من كل ذلك أن مهمتنا تقديم أصوات جديدة للناس، وقديما كان أستاذنا وهرمنا الإعلامي الراحل محمود أبو العزائم يدعم الشباب، وقدّمنا نحن من قبل للجمهور ووقف معنا وساندنا، ولذلك نحن اليوم نواصل تقديم الأصوات الجديدة، وضحك قدور ضحكته المعروفة وقال: “والله برنامج أغاني وأغاني ده زي حكاية “حمار جحا”، فالإحلال والإبدال فيه كل عام بفرح ناس وبزعل ناس”.
من هذا المنبر أناشد الصديق العزيز الشفيع والأستاذ السر قدور أن يضعوا خطة جديدة للبرنامج وأن يتحروا ملكات المواهب الجديدة وليس كل صوت موهوب أدى أغنية في مكان ما ونجح في تقديمها قادر على تحمل مسؤولية اداء أغنيات التراث في برنامج جدير كأغني وأغاني. فليس البرنامج حلبة للتدريب والتدريس ولكنها منصة للمبدعين بعد أن يبلغوا من التمرس درجات تؤهلهم للوقوف أمام الجمهور. فلهم مني كل التمنيات الصادقة بالتوفيق والنجاح.
(صحيفة الخرطوم)
بقلم: د. محمد بدوي مصطفى
[email]mohamed@badawi.de[/email]
هذا رأيك يا دكتور
فلماذا تعتقد بأنه الأفضل
….
اعمل استفتاء من تريد فناني البرنامج القادم
لو اتفقو اتنين على مجموعة اعتبرو اجماع
قد تلاحظ أن كل شيء في السودان يبدأ من القمة ثم يتراجع ، برنامج أغاني وأغاني كغيره من مختلف نواحي الحياة والأبداع بدأ من القمة وبدأ ينزل للأسفل تدريجيا وأتوقع ان هذا العام قد تكون نهايته وسقوطه في الهاوية إلا …. إذا تدارك العاملين بالبرنامج أخطاء العامين السابقين وابعاد مجموعة من المطربين الجدد وإرجاع عصام محمد نور وعاصم البنا ومنار صديق وريماز ميرغني واسرار بابكر وإبقاء شموس وفهيمه ودمج البرنامج في مجموعة واحدة والإستغناء علي مجموعة حسين شندي ورفاقه والإحتفاظ بالمبدعه سميرة دنيا وضم إنصاف فتحي مع ضرورة رجوع البرنامج لملامحه الأولي
الأغاني القديمه من قبل ستين عام نحن بنسمعها
برغم أصالتها وجودتها إلا،،،إنها وجدت مساحه
كبيره من الإعلام منذ ميلادنا ونحن صغار وحتي
اليوم وهي تعبير لفتره زمنيه وأجيال معينه الأجيال
الجديده لا،،،تجد فرصه لإثبات وجودها وهذ يؤكد
إننا شعب ولوف وحنين إلي الماضي احزابنا الأمه
والإتحادي والكيزان زي غنائنا لا،،،يحق لك إنتقادها
ولا تقول رآيك فيها والساقيه مدوره لحدي ما،،،تقوم القيامه
سوف تظل مفروضه علي الأجيال الجديده التي تتطلع إلي
مايعبر عن ذاتها. مع تحياتي لك دكتور محمد بدوي.
لا نحتاج الى توثيق اعمال الفنانين الكبار فاعمالهم موثقة ومع ثورة الاتصالات يمكن الوصول اليه فى اى لحظة ومايقوم به اشباه الفنانين هو تشوه وتدمير للفن وخاصة لو تم برعاية شخص فى قامة السر قدور
نناشد برامج أغاني وأغاني أن لا يأتون بهذا “الفار فور” علي هذا البرامج مرة أخري لأنه يثير الأشمئزاز وخفة دمه وحركاته الزيادة علي اللزوم صارت بايخه جدا وتخلق في نفوسنا النكد…
ونناشد البرامج هذا الوسم أستضافة الفنان المحبوب أبو عركي ، ولا تنسوا الفنانة نسرين الهندي وهي ثمرة البرنامج …….
يا ريت تحترموا أراء المشاهدين وتعملوا عليها ………..
والله كلامك في محلو 100% المفروض يغادر هذا الفرور وطه. كفاية ياخ مرضونا مرض….