حوارات ولقاءات

الترابي: قبول المعارضة بالحوار يمنع تفتيت السودان

قال دكتور حسن عبد الله الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض إنه أكثر تفاؤلا بنتائج الحوار السياسي الجاري حالياً والذي يقوده الرئيس البشير وآمل أن يجتمع كل أهل السودان … الغني والفقير والمنشق في الداخل أو الخارج والاتحاديون واليساريون والإسلاميون الموحدون حتى تكون أمامنا خيارات محددة تقود لاستقرار وتنظيم البلد ضمن آراء سياسية متفق عليها وقال الترابي في حديث لـ “بوابة الشرق” خلال زيارته الأخيرة لقطر حيث شارك مع مجموعة من العلماء ورجال الفكر والسياسة والأكاديميين ورجال السياسة والإعلام من العالم الإسلامي والغرب في فعاليات المؤتمر الدولي لـ الوحدة الوطنية والعيش المشترك الذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية …. أقول دائماً قدامى السياسيين هرموا وتجاوزا في أعمارهم أكثر من 80 عاما والأحزاب لم تكن لديها الفرصة لتستكشف وجوها جديدة وشدد على أن الحكومة تحاول جمع الرأي العام السوداني وهي تدرك أن الثورة إن قامت فلن تكون مثل أكتوبر وأن المعارضة إن وجدت طريقا للحوار فخير لها حتى لا يتفتت السودان ويتمزق أكثر من سوريا أو ليبيا.

القوى السياسية والمشاركون في الحوار الوطني هم “مهندسو المرحلة الجديدة” وخوف الغربيين من تجمع الإسلاميين من الحزام السوداني والمتوسطي

وفيما يلي نص الحديث:
– الحوار السياسي الجاري حالياً بين الحكومة والقوى السياسية كيف تقيمه ونتائجه المتوقعة ؟
أجاب قائلاً: الذي يتأمل مشاهد سيرة السودان يمكن أن يتبين أنه يعيش حدثا مفاجئا في ظل الأزمات التي تحاصر السودان وتوتراته الكثيرة والمفاوضات التي تجري هنا وهناك والأحاديث الجارية عن وضع الدستور وأزمة دارفور وجنوب السودان بعد ذهاب البترول إليه والمعارضة المسلحة وأعتقد أن “المعارضة تسيست تماماً “الآن…. كلها قضايا أسهمت في فتح أبواب الحوار ودفع النظام لتبديل سياساته وقد يحمل تغييراً في “أحواله” وهو نفسه بدأ يشهد تطورات في داخله بعد تلك الأحداث والتوترات وبعد اشتداد الضغط على معيشة الناس واقتصاد البلد وتعرض السودان في علاقاته الخارجية لكثير من المحاصرات وهو يحاول جمع الرأي العام السوداني في بوتقة انصهار جامع ووطني.
أبواب الحوار مفتوحة
وقال الترابي: الحكومة تدرك أن الثورة إن قامت في السودان فلن تكون مثل أكتوبر والتي كانت بقيادة الجامعات والطلاب تداعى لها مواطنون من أهل الخرطوم وقوى من النقابات والأحزاب كانوا يكسرون دكاناً أو يعطبون سيارة، والمعارضة إن وجدت طريقاً للحوار فخير لها حتى لايتفتت السودان ويتمزق أكثر من سوريا أو ليبيا لأن الثورات محاذيرها كثيرة لاسيما أن السودان وطن حديث البناء هويته لم تكتمل بعد ووطن لم يجتمع أهله بعد وقضاياه الاقتصادية صعبة سماه الآخرون بلونه وجمع سكانه من مناطق مختلفة وأحزابه تواجه انشقاقات والحكومة والمؤتمر الوطني نفسه فيه من خرج عليه والحركة الإسلامية تمزقت وقد تداعينا لدعوة البشير حيث حضر الذين تمت دعوتهم ولكن خطابه الأول لم يفصل مسار الحوار والقضايا وهو الآن دعا كافة القوى السياسية لتتفق على تشكيل هيئة التفاوض وتشكيل لجان لكل قضية وقد يعتذر بعض الناس وبعض القوى ترى أن هناك شروطا يجب إقرارها قبل الجلوس للحوار وآخرون يقولون كلا علينا طرح كل القضايا إذا اتفقنا واختلفنا نخرج مختلفين وضرورة تحديد القضايا الخلافية مثل مسألة الحريات …
مهندس المرحلة الجديدة
وأعتقد أن كل القوى السياسية والمشاركين في الحوار هم مهندسو المرحلة الجديدة “يجلسون معا ويحددون القضايا الخلافية والمنهج وأهمية إطلاق الحريات وآليات توحيد السودان ونتوافق بالحوار والرضا فقط والجلوس للحوار داخل السودان أفضل من الجلوس في الخارج كما فعلنا مع “وليم دينق” كما أن القوى المعارضة في الخارج يمكن دعوتها للحوار إن اتفقت أو اختلفت يمكن أن تخرج آمنة وهم مؤمنون تماما مثل السفراء لتكون المشاورات جامعة لكافة أهل الوطن بضمانات والتزامات واضحة.

لا نريد حكومة “مرقعة” وأخشى أن يتحول السودان إلى عصبيات قبلية محلية ونزاعات.. والغرب “يلعب مع كل جديد” من أجل مصالحه التجارية والسياسية وهم مجبرون على التعامل معك

سلطة انتقالية تسع الجميع
هذا الحوار يمكن أن يفضي إلى سلطة انتقالية تسع الجميع ويمثل فيها كافة الأحزاب مثل ما فعلنا في أكتوبر وكان غالبية الممثلين فيها من المهنيين والمستقلين الذين يمكن أن يؤتمنوا على الفترة الانتقالية وتمرير القرارات عبر الأغلبية العالية أو الإجماع.
انتخابات حرة
هل تعتقد أن الحوار الوطني الجاري حالياً يمكن أن يقود لوفاق وطني حقيقي وانتخابات حرة؟
خلال الفترة الاستعمارية كان هناك تيار يدعو للاستفتاء وتيار الاستقلال اتفقت القوى الأساسية حينها حتى لا يحدث انشقاق في البلد على إلغاء الاستفتاء والتصويت للاستقلال وأنا هنا أحذر من تنامي التيارات القبلية والمحلية والعصبية
– هناك أحاديث بأن د الترابي يقود تحركاً لتجميع الإسلاميين في كيان كبير يقود به الانتخابات القادمة؟
– رد ضاحكاً: حسن الترابي بلغ من العمر عتيا وقلنا ذلك أكثر من مرة والناس ينسون ذلك كثيراً” بعد الستين يجب ألا يوكل إلى شخص أي عمل سياسي أو إدارة أعمال “حتى حكماء وخبراء البلد يصيبهم الخرف وحكاية أنني أتحرك لجمع الإسلاميين هذا الكلام طبعاً غير صحيح الآن القوى السياسية والحركة الإسلامية في السودان متمزقة وتعيش شتاتا.
آراء سياسية متفق عليها
وأضاف: آمل أن يجتمع كل أهل السودان … الغني والفقير والمنشق في الداخل أو الخارج والاتحاديون واليساريون والإسلاميون الموحدون حتى تكون أمامنا خيارات محددة تقود لاستقرار وتنظيم البلد ضمن آراء سياسية متفق عليها لكن أقول إن الخوف من تجمع الإسلاميين هو خوف عالمي من الغربيين من ذلك الحزام السوداني والمتوسطي الإسلامي منذ الحروب الصليبية والاستعمارية والتحريرية هم يريدون ديمقراطية تلد ما يجيزونه هم وليس ما يريده الشعب والعالم وأي بلد يملك إرادة قوية في وطنها تتمكن وتغلب والعالم الغربي يقر بهذه الواقعية .. فإن حكمت ولا يجدون غيرك وتجارتهم ومصالحهم معك مجبرون للتعامل معك وإن أطيح بك حتى لو كان بطريقة غير دستورية مثل ما حدث في مصر من انقلاب عسكري فهم ” يلعبون مع الجديد ”
القدامى هرموا
من تقترح أن يحكم في المرحلة القادم التكنوقراط أم السياسيون؟
القدامى هرموا وأعمارهم تجاوزت أكثر من 80 عاما والأحزاب لم تكن لديها الفرصة لتستكشف وجوها جديدة من خلال طوافهم على مناطق البلد للتعرف على تلك الوجوه الجديدة والتي قد تخرج أحزابا جديدة تأكل من الوجوه القديمة وتندمج بعضها أو تتلاشى بعضها وفي زمن الحرية تنتعش التجارة وتؤسس الشركات الكبيرة.
وماذا عن الحركات المسلحة كيف سيتم دمجهم في هذا الحراك السياسي؟
آمل أن تقبل الحركات المسلحة صيغة الحوار إن تم تأمين حضورهم للسودان للمشاركة في هذا الحوار السياسي وكافة المجموعات الأهلية في دارفور اجتمعوا في “أم جرس” التشادية حيث إن الرئيس إدريس دبي أراد عبر تلك التظاهرة أن يرد جميلاً للسودان بالمساهمة في حل مشكلة دارفور وكل الناس المشاركين في المؤتمر تصالحوا أمام الناس وخرجت توصيات كثيرة قدمت للرئيسين البشير ودبي آمل تفعيلها على الأرض.
قلت للترابي وهو في طريقه للمطار: هل أنت متفائل بهذا الحراك السياسي الجاري الآن ؟
قال مبتسماً: أنا أكثر تفاؤلاً رغم أنني لا أعلم بما يحمله الغيب أو الغد من مفاجآت.
135459 0

بوابة الشرق: أجرى الحوار – حسن أبو عرفات