محمد سيد أحمد المطيب : ماذا يعني الطغيان الحالي للشكلي على الجوهري في قضية الأقطان ؟
وكما ورد في تلك القصة المشهورة والمأثورة عن العصر الذهبي في التراث الإسلامي، فقد كانت الإجابة التي أدلى بها إمام عهد التابعين المعاصرين للعصر الأخير في حياة الصحابة المتأخرين بعد عهد النبوة وفترة حياة خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم هي أنه ذهب للأعراب عن مدى تعجبه ودهشته بشدة، وبرر ذلك أن تساءل موجهاً حديثه لمن عرضوا عليه ذلك السؤال من أهل العراق في الكوفة حينها وذلك بقوله لهم إنه لما يثير العجب أنكم قد صمتّم وسكتم عن دماء الشهيد الحسين ابن الإمام علي ثالث الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، ولم تسألوا عن مدى حرمتها، كما لم تثوروا من أجلها، بينما تحرصون الآن على السؤال عن دماء البعوضة، وتسألون عن مدى تأثيرها على الوضوء والطهارة اللازمة لأداء الصلاة!!
وكما هو واضح من هذه القصة فإن الدلالة ذات المغزى البعيد المدى التي تنطوي عليها هي أن الإمام الحسن البصري لم يكن يرى فائدة في مثل ذلك السؤال من حيث أنه يعني طغيان الاهتمام بالشكلي وإهمال أو إغفال الجوهري في ترتيب الأولويات المتعلقة بالتعبير عن الدين وضرورة الالتزام به والحرص عليه والأهمية البالغة للدفاع عنه.
ومثلما ذكرت أمس بشأن قصة مصحف ابن دينار الذي تمت سرقته من قبل شخص كان بين الحاضرين لموعظة مؤثرة أدلى بها ابن دينار وهو يتلو من ذلك المصحف عن ضرورة التقوى والخشية من رب العزة والجلالة المولى سبحانه وتعالى، وقد كانت تلك الموعظة مؤثرة للدرجة التي جعلت جميع الحاضرين لها يذرفون الدموع الساخنة، فإن السؤال الآن فيما يتعلق بما يدور بشأن قضية الأقطان، وما حدث فيها من فساد لم يعد يخفى على أحد هو يا ترى هل سيؤدي التصاعد الحالي للصراع بين الأطراف المعبرة عنها والمتدخلة فيها إلى ظهور المسروق وبروز السارقين؟ أم أنه ربما قد تنتهي الأمور في خا تمة المطاف ونهاية الطواف إلى المزيد من ذر الرماد في العيون، ثم يكون ما يكون من استمرار للدوران في الحلقة المفرغة والدائرة الخبيثة والمآلات المهلكة.
صحيفة الإنتباهة
محمد سيد أحمد المطيب
(( فإن السؤال الآن فيما يتعلق بما يدور بشأن قضية الأقطان، وما حدث فيها من فساد لم يعد يخفى على أحد هو يا ترى هل سيؤدي التصاعد الحالي للصراع بين الأطراف المعبرة عنها والمتدخلة فيها إلى ظهور المسروق وبروز السارقين؟))…وهل بعد ظهور وقائع الفساد بإثباتات أظهرها – [B]رئيس جهاز العدالة بالدولة[/B]– هل بعد ذلك لا يُظهر المسروق ولا يُعرف السارق؟
(( أم أنه ربما قد تنتهي الأمور في خا تمة المطاف ونهاية الطواف إلى المزيد من ذر الرماد في العيون، ثم يكون ما يكون من استمرار للدوران في الحلقة المفرغة والدائرة الخبيثة والمآلات المهلكة.))…..من المؤسف أنه إذا(أُعيد إنتاج) أو إستمر ما يُقال له – فقه السُترة – [B]بعد البيّنات المُثبتة على يدي رئيس جهاز العدالة بالدولة وأمام مُمثلي الشعب[/B] فلا قول إلا :- [COLOR=#FF0026]اللهم ارحم العدالة في بلادي فقد اُجهِز عليها [/COLOR]، ولم تعُد لها قائمة. وأرحم اللهم الشعب ولا تُولي عليه من يختلس ويأكل أمواله بالباطل . قادر يا كريم يا رب.
السارق في قضية القطان كوز كبير سرق ملايين اليورو ومبلغ كلي يعادل 128 مائة وثمان وعشرين مليار جنيه وهذا يكفي لقطع رأسه ورؤوس كثيرة ناهيك عن يده كما يقول الشرع. لكن اللص الكبير (محي الدين عثمان) وراءه لصوص كبار
من الكيزان منهم كرتي وحتى على عثمان متورط. لهذا جاءت مسرحية لجنة التحكيم والشيوعي-المايوي-الانقاذي سبدرات لذر الرماد في العيون وخلق ضجة تنسي الناس القضية الأساسية.
تصور شراء جرارات لشركة حكومية وبأموال بنك السودان بحوالي خمسين ألف يورو للواحدة وبيعها لنفس الحكومة بحوالي مائة وخمسين ألف يورور؟ هل يفيد هنا قول: أحل الله البيع؟؟ بنفس الطريقة هؤلاء اللصوص أدخلوا ملالاين الأطنان من الأسمنت بدون جمارك وباعوه لعلي كرتي الذي باعه في السوق وكسب المليارات. الأمثلة كثيرة وموثقة وسوف يأتي يوم الحساب في الدنيا وحساب الآخرة سيكون عسيرا.