فدوى موسى

من بيت يطمئن

من بيت يطمئن
[JUSTIFY] كثرت في هذه الأيام بعض الظواهر المستغربة على المجتمع التي بدورها وجدت حظها من الإعلام، باعتباره محلاً للرقابة وطرح الحلول، وسلطة رابعة تتمدد تأثيراتها على السلطات الثلاث الأخرى، وأكثر تأثيراً عليها.. خرج الإعلان المنكور عن استقدام سودانيات بشروط يستنكرها الدين والعرف، وتبدت للناس بعض التساؤلات الملحة إن كانت هذه الشروط والمواصفات معمولاً بها لاستخدامات سابقة.. أم إن الإعلان يمثل المرة الأولى؟.. المهم إن مثل هذه الاشتراطات فتحت طاقات من موضوعات لها حممها على الرأي العام، باعتبار أنها دلائل على مقبوحات أخرى تتوالى في تفاصيلها.. حقيقة أصبح الأمر يقدح في حق المرأة السودانية في صورتها الزاهية التي انتقصت من بعض النسوة الكثير. في ظل ظواهر سالبة تسئ بصورة مباشرة على مجمل الانطباع عن المرأة السودانية الوقورة المحترمة، وفي سجلات الرأي العام نماذج باهتة لبعضهن- رغم قلتها- إلا أننا في مجتمع شرقي تنتشر فيه قواعد القيل والقال- على القلة- حتى تظن أنها للعموم.. أخطأت الجهات التي تقدمت بهذا الإعلان ودفعت به للصحافة، حيث قدمت طبقاً من فضيحة مجتمعية تحتاج للتوضيح والدراسة، وكما أخطأت الجهة الناشرة عندما لم تدقق في فحوى المادة الإعلانية.. والأدهى والأمر أن التراشق طرق أبواب قمة الوزارة المعنية، وجعلها «تدق صفائحها وتخرج بعض فضائحها إن ثبتت على كل أوجهها».. وصل الحال بالموضوع بالاتهامات والمحكمات أمام الرأي العام ما بين نقابة العاملين بالوزارة والوزيرة، الأمر الذي يجعلنا كمواطنين نطالب بوصول الأمر إلى القضاء ليقول كلمته، وتترتب على ذلك تقييمات كثيرة للكيانات المتعلقة بالموضوع، ولن يكون من السهل تمرير الحادثة وما جرت من أحداث دون الوصول الى فصل بائن يوقف هذا العبث داخل المؤسسات.. ويظهر التساؤل الأكبر هل من حق كائن من كان أن يهنبت كيفما يشاء كما اتهمت الوزيرة النقابة؟ ولماذا لم تمارس الوزيرة سلطاتها في إجراءات محاسبية عندما علمت بكل محتوى الاتهام.. نتمنى أن لا تتم لملمة أطراف الموضوع بنظرية «باركوها.. وقولوا خير» لأن الأمر متعلق بسلسلة خدمية مهمة ومتشابكة.. إن كل هذا الخلل المطروح بالمؤسسات فإنها جديرة بالإغلاق لإعادة الإصلاح وقفل أبواب الفساد.. إذن على الجميع الإصرار على وصول هذه الحالة إلى القضاء لوضوح الأمر وحفظ الحق العام الذي أصبح محلاً للتراشق المقبوح المستنكر، دون محاباة أو تستر أو استهتار بالشأن العام.. المهم أن الأمر خرج للعلن، وهذا أفضل من نظرية «أم نمتي» ليعرف الشارع ما خفي ويعالج، ويستعيد ما يجب إرجاعه ويحاكم من تسبب في ضياع حقوق الآخرين، إقراراً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها».

آخرالكلام

في بعض الأحيان موضوع في اتجاه غربي يفتح نيراناً في اتجاه شرقي، وأحياناً جرة صغيرة تسلسل بعدها موضوعات حارة وقابلة للانفجار والتوالي.. لابد أن يكون للقضاء كلمة الفصل.

حتى نحس أننا في بيت يطمئن..

..[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]