جعفر عباس

حتى رئيس الجمهورية «مدمن»

حتى رئيس الجمهورية «مدمن»
[JUSTIFY] علاقتي بالرياضة لا تختلف عن علاقتي بـ«الرياضيات»، فقد كنت – بلا فخر – أكثر أبناء دفعتي بلادة في مادة الرياضيات، وما زلت إلى يومنا هذا استخدم أصابع يدي لمعرفة حاصل جمع 3 و7، ولم أدخل ملعبا رياضيا لمشاهدة مباراة من أي نوع منذ ان بارحت الصف الثاني في المرحلة الثانوية.. وقد سردت عليكم بالأمس حكاية اللورد البريطاني الذي بدد مئات الملايين بسبب إدمانه المخدرات، وكنت في بداية ذلك المقال قد قلت إن الإدمان أشكال وألوان، وإنه ليس بالضرورة متعلقا بمواد محظورة او خطرة على الصحة.. نعم فهناك مدمنو كرة القدم ولكن ليس بمعنى أنهم يمارسونها بانتظام، بل إن مدمن كرة القدم قد يكون جاهلا بفنياتها، وكل ما هناك هو أنه لا يفوت مباراة، فيرتاد ملاعب الكرة او يجلس أمام شاشة التلفزيون كأبي الهول وعيناه مسمرتان على تلك البتاعة المستديرة، ويصل الإدمان أقصى تجلياته عندما يكون الشخص مشجعا لناد رياضي معين، فإذا خسر النادي مباراة خسر بضعة كيلوجرامات من وزنه لأنه يعاف الطعام لعدة أيام، وهناك المتطرف الذي طلق زوجته التي تنبأت لفريقه بخسارة بطولة في كرة القدم ولما خسرها بالفعل طلقها لأنها «نحس»، مما يعني انه كان يحب الفريق أكثر من حبه لزوجته.
وتحضرني هنا حكاية طائرة قامت بهبوط اضطراري في مطار صغير إلى الشمال من ليما عاصمة جمهورية بيرو، كان قائد الطائرة قد أبلغ سلطات مطار بيورا أن وقود الطائرة نفد وأنه لا يستطيع مواصلة الرحلة فهرع رجال الإطفاء والإسعاف إلى المطار الصغير، ولكن الطائرة لامست الأرض بسلام وخلال دقائق كان 300 شخصا قد خرجوا من جوفها وغادروا أرض المطار دون ان يبدو عليهم أي أثر للجزع الذي لابد وأن يصيب كل من يكون على طائرة تقوم بهبوط اضطراري.. حقيقة الأمر هي ان الطائرة كانت تحمل مواطنين من جمهورية غامبيا في غرب إفريقيا وكان فريق بلادهم للشباب يخوض مباراته الأولى في العاصمة البيروفية ليما، ولما كان السفر إلى بيرو لتشجيع الفريق يتطلب الحصول على تأشيرات والكثير من وجع الدماغ فقد استأجروا طائرة، وطلبوا من قائدها إقناع سلطات الطيران في بيرو بحكاية نفاد الوقود والنزول في مطار صغير ليس فيه إجراءات جوازات وهجرة، حتى لا ينكشف أمر دخولهم البلاد بلا تأشيرات، وهكذا تمكنوا من الوصول إلى الملعب وتشجيع فريقهم وهو يخوض مباراة ضد منتخب دولة قطر للشباب.. وكان ضمن الذين وصلوا إلى بيرو وشاركوا في إخراج الفيلم الهندي عن الهبوط الاضطراري مسؤول رفيع في حكومة غامبيا أبلغ المسؤولين في المطار أن من استأجر الطائرة هو يحيى جامع رئيس غامبيا شخصيا.
ع.ه. شاب سعودي كان يعمل في مستشفى كبير في الرياض وذات مساء كان الفريق الذي يشجعه يخوض مباراة حاسمة، ولكن ولسوء حظه كانت نوبة عمله في نفس وقت المباراة، فأقنع زميلا له بان يحل محله في العمل، وقبل ان يصل الزميل هذا إلى موقع العمل كان ع.ه. قد غادر المستشفى، وشاءت الأقدار ان لا يتمكن ذلك الزميل من الحضور إلى المستشفى لـ«يغطي» غيابه،.. وفي اليوم التالي وقف ع.ه. أمام مدير الإدارة الذي سأله عن سر غيابه فقال: جدي كان تعبان ودخلوه طوارئ مستشفى خارج الرياض، وكنت منزعجا وغادرت المستشفى.. هنا ضغط المدير على ريموت كونترول جهاز الفيديو، ورأى ع.ه. نفسه على شاشة التلفزيون وهو يرقص في الاستاد مرتديا زي النادي الذي كان يشجعه في اليوم الفائت.

[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. على طاري قصة التلفزيون … القصة التالية قصة حقيقية يا أبو الجعافر حكاها لي أحد الزملاء السعوديين …
    زميلي هذا كان في رحلة مع أسرته إلى بيروت وهي أسرة محافظة بعض الشيء وكان زميلي هذا مراقباً من قبل والده وأسرته (مان تو مان) .. يعني ما في ترفيه إلا والأسرة مع بعض .. ولكنه استأذن من والده في الخروج مع شقيقه بحجة التسوق.. فطلب منه الوالد عدم التأخر … ومضت الساعات فكان الوالد والوالدة جالسين في الشقة يشاهدون ستار أكاديمي ففكر الأب أن يتصل ليرى أين صار ابنه … فرن جرس الهاتف .. ورن .. وكان الوالد يضع الهاتف على أذنه منتظراً الرد .. في هذه اللحظة رأى ابنه جالساً بين المتفرجين في برنامج ستار أكاديمي وهو ينظر إلى هاتفه ويغلق الصوت في وجه أبيه … فأصاب الذهول الوالد … ولك أن تتصور ماذا حدث حينما عاد إلى الشقة .. وهو يحاول الكذب ….!!