فدوى موسى

وهمة زول!

وهمة زول!
[JUSTIFY] يهمهم وهو‮ ‬يترنح من‮ »‬السكرة‮« ‬يكاد‮ ‬يقع على نفسه‮ »‬قالوا دايرين الناس تربط الحزام وترمي‮ ‬قدام‮«.. ‬فيحمله رفيقه‮ »‬المصحصح‮« ‬قائلاً‮ »‬يا زول ما تخلي‮ ‬الوهمة دي‮ ‬انت هسي‮ ‬قادر ترفع نفسك عشان تربط الحزام‮ ‬يا وهم‮«.. ‬فيزداد وزنه ثقلاً‮ ‬على كتف سانده قائلاً‮ »‬وحاة الله‮.. ‬شلت هم الأيام الجاية علينا دي‮.. ‬هسي‮ ‬أكان قالوا لينا امشوا معسكرات أنا المعلوم دا القاهو وين؟‮«.. ‬فيرد عليه بكل ضجر‮»‬يا زول خليك من الكلام الما قدرو وخليك في‮ ‬سجمك ورمادك دا‮.. ‬الله‮ ‬يتوب عليك‮«.. ‬وكأنه في‮ ‬صمم‮ »‬يعني‮ ‬هسي‮ ‬أكان بخلوا‮ »‬ست الشد‮« ‬مسؤولة عن موضوع‮ »‬المعلوم‮« ‬في‮ ‬المعسكر‮.. ‬قالوا ليك بناباهو‮.. ‬إحنا ذاتو حق الشراب دا بالنسبة لينا مشكلة‮.. ‬نوفرو هو والّا نوفر حق الاسكراتش عشان نتابع عملية تجهيزو‮.. ‬ولا نوفر حق الحلة والكوارع‮.. ‬ولا حق شنو ذاتو‮«.. ‬فيصل الحال برفيقه مرحلة الزهج التام‮ »‬يا زول هوي‮ ‬أكان العدو راجين تقاتلو ليهم إنت الرماد كالنا‮.. ‬طم خشمك دا وخليك في‮ ‬وهمتك دي‮«..‬

‮❊ ‬خيالات مريضة

كما قال أستاذنا‮ »‬الواعي‮« ‬إن المسؤولين ما حاسين بحجم معاناة العامة الذين طحنتهم الأسعار المرتفعة ودهستهم الأمراض فصار مرضهم بنداً‮ ‬للاستثمار عند الآخر‮.. ‬ولأنهم لا‮ ‬يحسون بحجم الوهن والضعف الذي‮ ‬ينتاب الكثيرين من أبناء أمتهم‮.. ‬تتصور وتترأى لهم قطاعات الشعب في‮ ‬حالة ترف كبرى ويتلخص ذلك في‮ ‬تساؤل السؤال الكبير‮ »‬كيف الناس ما قادرة تأكل؟‮«.. ‬بالتأكيد ليس كل ناس البلد لكن شرائح مقدرة تتعثر بحكم الظروف في‮ ‬توفير المقومات الأساسية ولك أن تعلم أن معظم اجتهاداتهم ومحاولاتهم في‮ ‬اللحاق بقطار العيشة الكريمة تتكسر أنصالها عند مفترق طرائق البحث عن مصادر الرزق التي‮ ‬لم تتطرق بعد‮..‬لا نبريء المسؤولين في‮ ‬إيجاد المنافذ التي‮ ‬تستوعب الكثير من الطاقات المتحجمة ولو من باب تفعيل القديم المتجدد حتى لو جاء في‮ ‬صيغة‮ »‬نصدر النبق والكركدي‮ ‬والكادر البشري‮« ‬حتى‮ ‬ينغلق الباب أمام الانتظار الممل لأوهام الوظائف التي‮ ‬باتت للبعض خيالات مريضة ما دامت ذهنيتهم لا تعرف التداول مع ابتكار المخارج‮.‬

‮❊ ‬النفس البارد‮:‬

لم‮ ‬يكن المسؤول‮ »‬عبدو‮« ‬إلا ذلك الذي‮ ‬يترك كل شيء لا شيء‮.. ‬إيماناً‮ ‬منه بأن‮ »‬الأمور بتمشي‮ ‬براها كده‮.. ‬منها‮.. ‬ليها دون تدخل‮«.. ‬فيجعل المضطر للتعامل معه في‮ ‬حالة انتظار ممل وطويل لا‮ ‬يسمع منه كلمة جارحة أو بها جلافة ما دام أنه لا‮ ‬يقدم على فعل شيء‮.. ‬في‮ ‬ذلك اليوم اصطفوا أمام مكتبه وقد جمعوا شتات كل قضاياهم وجل معاناتهم الحياتية ودفعوا بها لأكثرهم سلاطة لسان وبيان و»طق حنك‮«.. ‬دلفوا إليه في‮ ‬مكتبه الوثير وانهد أول جدار من حالة الغضب على أريحية أجواء المكتب الباردة التي‮ ‬تنافح الحرارة التي‮ ‬جاءوا مشحونين بها إليه‮.. ‬ثم ابتسامته الماكرة التي‮ ‬خالطها ببعض الدعابات لهذا وذاك وهكذا امتص‮ »‬عبدو‮« ‬غضبتهم تماماً‮ ‬وشربوا وقرمشوا الفول والبلح وخرجوا من عنده‮ »‬آخر قرقرة وضحك‮«.. ‬وعندما صادمه أصحاب‮ »‬المصلحة‮« ‬قالوا لهم‮ »‬روقوا المنقة‮ ‬يا منقة‮«.. ‬ما أقوى سياسة النفس البارد التي‮ ‬يتحلى بها هؤلاء فيحيلون‮ »‬الفسيخ شرابات‮«.‬

آخر الكلام‮:‬ لا تستغربوا إن وجدتم أنفسكم أحياناً‮ ‬أشبه بالسكارى وأنتم لستم بالسكارى فقط عليكم أن تدركوا أن‮ »‬وهمة الخيالات المريضة قد تمكنت منكم‮
[/JUSTIFY]
مع محبتي للجميع

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]