العرب والحواس الخمس.. والست!
البعض وصفه بالفاشل لأن أحد المرشحين وهو البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آثر عدم القدوم وعدم الاجتماع وربما عدم تقبل فكرة التنسيق نفسها التي قبلها الإماراتي يوسف السركال والسعودي الدكتور حافظ المدلج اللذان بدآ حملتهما الانتحابية والإعلامية وأتوقف عند شعار «حافظ على آسيا» الذي يرسل إشارات متضاربة ليفهم منها المتلقي ما شاء مثل أن آسيا قد تكون منقسمة أو مفككة أو هزيلة أو ضعيفة بدونه، أو ببساطة فقط الدكتور حافظ رئيسًا على آسيا، إضافة لبعض التصريحات التي تُخيف أهل شرق آسيا بشكل أو بآخر لأن الرئيس المقبل سيكون لكل آسيا وليس للعرب أو لغرب القارة فقط.
وطالما جئنا على سيرة العرب، فالمعروف عنهم مقولة إنهم اتفقوا على أن لا يتفقوا ورغم التصريحات الدبلوماسية التي لا أعتقد أن لها أساسًا على الأرض وفي ظل تمترس كل شخصية وراء ثقل بلدها وداعميها، تبدو الأمور متجهة للتصعيد وليس للتذليل، فالسركال خرج من الاجتماع قائلاً إنه خرج من الاجتماع أكثر ثقة بنجاحه وإن معايير الأفضلية للترشيح في صالحه ولا بأس بعبارة دبلوماسية أنه سينسحب لو صوتت غرب آسيا لصالح أحد غيره، ولكن ليس بشكل فردي ومزاجي من البعض.
وجاء الرد من الشيخ طلال الفهد الذي يقف مع شقيقيه الأكبر الشيخ أحمد في وجه ترشح السركال، وقال إن الكويت لن تتخلى عن مرشحها البحريني وهي صادقة قولاً وفعلاً مع حلفائها على حد تعبيره، وختمها بضربة من تحت الحزام بإصراره على أن السركال سينسحب إن عاجلاً أم آجلاً وعندما سألوه عن سبب تأكده من فكرة نفاها صاحبها مرارًا وتكرارًا قال إنها الحاسة السادسة.
العمانيون انسحبوا بطريقة دبلوماسية عندما خرج رئيس اتحادهم خالد بن حمد البوسعيدي قبل نهاية الاجتماع متذرعًا بحجوزات الطريان وهو عذر مع احترامي له لا يقنع لا صغيرًا ولا كبيرًا، والقطريون يهمهم مرشحهم للمكتب التنفيذي للفيفا الصديق حسن الذوادي المسؤول عن أهم ملف في البلاد وهو تنظيم بلاده لكأس العالم 2022 والبقية يدورون في فلك التصارع الخليجي- الخليجي والذي يبدو أن التايلاندي ماراوي ماكودي الذي جاء من غامض علمه قد يكون الأوفر حظًا بعد الغياب الأكثر من مفاجئ للرئيس المكلف الصيني جي لونغ الذي لم يحظ حتى بدعم بلاده.
وللأمانة فالسركال يقول إن التايلاندي في جيبه، ولعل التصريحات القطرية قد تكون الأكثر شفافية وسط بحر من العبارات الدبلوماسية عندما صرح الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد رئيس الاتحاد لـ «صدى الملاعب» صوتًا وصورة بأن الاتفاق شبه مستحيل وطالما نعيش في عصر الاحتراف، فقطر ستبحث عن مصالحها الشخصية، وقال إن بعض الأصوات العربية قد تذهب للتايلاندي وإن الصراع هو بين أربعة مرشحين وليس ثلاثة!!.وافهم يا فهيم…