العبرة بالخواتيم ..!!
** بلندن على سبيل المثال الأبعد، وكذلك بالقاهرة على سبيل المثال الأقرب، الأم لاتذهب بطفلها إلى المستشفى حين يصاب بداء ما، بل تذهب به إلى أقرب طوارئ أو مركز صحي..وبعد ذلك، يقرر المركز علاج الطفل أو تحويله إلى المستشفى.. ولكن هنا في السودان، حيث موطن الغرائب، كل أطفال الخرطوم يتزاحمون في طوارئ إبن عوف على سبيل المثال، فترقد فئة منهم في عنابر المستشفى ثم يعود السواد الأعظم إلى ديارهم وهم يحملون (بنسلين شراب)، على سبيل المثال أيضاً..ولو كنا من الذي يتقنون رسم وتنفيذ الخارطة الصحية بمهنية وعلمية، لما تكبد ذاك السواد الأعظم العائد مشاق الحضور إلى ابن عوف، بل لتم علاجهم بأقرب طوارئ ومراكز تجاور ديارهم..!!
** فليكن الطفل وأسرته محور هذه القضية، وليس البروف حميدة أو البروف إبن عوف، ونسأل : هل الأفضل للطفل وأسرته تلقي خدمات طوارئ على بعد أمتار من منزلهما بجبل الأولياء أو الكلاكلة على سبيل المثال، أم تكبد تكاليف -ومشاق – الرحيل من جبل أولياء والكلاكلة إلى طوارئ إبن عوف بوسط الخرطوم؟..أوهكذا السؤال الجوهري..فلتكن راحة الطفل معياراً، ثم أحكم لصالح الطفل، وليس لصالح هذا البروف أو ذاك..أليس من حق أطفال جبال أولياء، الأندلس، بانقا دقس، عد بابكر، عد حسين، وغيرها من المناطق المسماة بالهامشية والطرفية، أليس من حق أطفال تلك المناطق أن تكون بمناطقهم ومحلياتهم مراكز وأقسام طوارئ يديرها أطباء الأسرة والكادر إختصاصي ؟..فالإجابة بالتأكيد هي (نعم، من حقهم)، وهنا نسأل : ما جدوى طوارئ إبن عوف المركزية في حال توفير الطوارئ بكل المحليات والوحدات الإدراية؟..بل، ماجدوى طوارئ (كل مشافي وسط الخرطوم)، في حال توفير طوارئ مؤهلة بكل (محليات السودان)..؟؟
** تلك هي القضية في حال التحديق في جوهرها وليس في شخوصها، وكذلك في حال أن تكون الغاية هي (المريض وأسرته) وليست (أجندة ذاتية).. وعليه، لو تم توفير خدمات الطوارئ للطفل – في منطقته ومحليته – كما يجب، فان طوارئ إبن عوف لن تستقبل طفلاً، وهذا ما قد يسمى بعدم جدوى طوارئ إبن عوف..ولكن المآساة هي التجارب التي علمت الناس في بلادنا أن السلطات الحاكمة دائما ما تعد المواطن بالأبقار ثم يصبح الوعد (حبالاً أو سراباً) ..ولهذا، للمواطن حق التوجس والرفض في مواقف كهذه..نعم، ما بين الولاة والرعية (أزمة ثقة)، وأفعال الولاة هي التي جردت حسن الظن من قلوب الرعية.. واليوم، لو شرعت وزارة الصحة بالخرطوم على تنفيذ مشروع يقي أطفال العاصمة من كل أمراض الدنيا، فان أسر هؤلاء الأطفال لن تقابل هذا المشروع إلا بلسان حال قائل : ( الغافل من ظن الأشياء هي الأشياء) ..فالسؤال الذي يجب أن يطرحه، ليس وزير الصحة بالخرطوم، بل كل ولاة السودان، على أنفسهم : من الذي أوصل عقل المواطن السوداني إلى مرحلة ( تجهيز الأحكام قبل النظر الي القضايا)..؟؟
** بالتأكيد، تجاربكم الفائتة ومشاريعكم الكاسدة وملفاتكم الفسادة ووعودكم الفانية هي القطار الذي يمتطيه عقل أي مواطن حين يقصد محطات التحليل والإستنتاج .. كان على والي الخرطوم ووزير الصحة توفير الطوارئ المؤهلة – بالعدة والكادر- بكل محليات العاصمة ووحداتها الادارية قبل إلغاء طوارئ إبن عوف .. ولوفعلا ذلك لما تكبدا مشاق إصدار قرار إلغاء طوارئ ابن عوف، بل لأغلت تلك الطوارئ ذاتها طوعاً وإختياراً..على كل، فالعبرة بالخواتيم، أي بما أن فأس الإلغاء وقع على رأس طوارئ إبن عوف، فان على الصحف متابعة ما يحدث بالمحليات والمناطق الموعودة بالطوارئ المؤهلة..وبعد المتابعة، قد يستحقا الشكر على تنفيذ المشروع أو المحاسبة على خداع الناس..ولو أن الأخيرة هذه محض سراب يحسبه القارئ الأجنبي جارياً في جداول الوطن ..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]
والله انا يدوب كدى فهمت الحاصل فى مستشفى ابن عوف فعلا ماذكره الاستاذ صحيح مائة بالمائة فلنجعل بكل حى اكثر من مركز علاجى اولى او طوارى كما يقال ونترك المستشفيات للتنويم وللحالات الحرجة التى يستعصى علاجها فى تلك المراكز اصلا ومن الاساس لماذا لا ننشىء اطفالنا اصحاء ولن يتم ذلك الا بعد ان تتولى الدولة رعاية كل الاطفال من سن يوم الى 18 عام فى كل مناحى الحياة من صحة وتعليم وتثقيف وتهذيب وتدين معتدل واهم شىء
الصدق والامانة التى فقدناها (بالله اللى شافا يرجععا)