رأي ومقالات

د عبدالفتاح سليمان: رحل تاركا السنبلة

اليوم الأربعاء وضع محجوب شريف آخر كلمة له في قصيدة الوطن ثم رحل الي بارئه تاركاً بعض حبر وبعض رحيق وأجمل ذكريات . هو من الذين شكلوا أغنية الوطن في السودان وهو يعد من أشهر شعراء العامية في هذا البلد ، لهذا جاءت كلماته بسيطة ومعبرة عن معاناة أمة ومعاناة شعب .
كل حرف خطه أوقصيدة شادها كانت من أجل عيون الوطن :-
سلمت
خايف كنت ما يسلم قلب مفصود
حلمت
قبلك كنت لابحلم ولا موجود
معاك بحلم كأني علي فرس طاير
بغني على وتر مشدود
واطير عبر السما الممدود
حمامة جناها لاخايف ولامفقود
واشر الغيمة خيمة على النجم وارتاح
واخط اسمك على باب الزمان إكليل
وردة جميلة تلمع فوق صديري النيل
وباسمك أغني لعالم بسيط وجميل
لآخر المشوار نغني على وتر مشدود
ولد بامدرمان في العام 1948م وتلقي تعليمه بالخرطوم والمدينة عرب ومعهد التربية بالخرطوم ، وعمل استاذا بالمدارس الابتدائية في الفترة من 1968 وحتي 1978م .
من أشهر قصائده السنبلة الشعب حبيبي وعنواني ، صباح الخير مساء النور ، مساجينك وأوع تخاف .
متزوج من أميرة الجزولي وهو أب لبنتين مريم ومي
وفيهما كتب :-
مريم ومي بنياتي وحشتني ولعبتن بي
سلاما ياحماماتي أسكنن في مساماتي
سلاما ياغماماتي البتدني ابتساماتي
وكتب عن السنبلاية :-
ويوم ما كنت في عيني
أجمل من بنات الحور
جيتك عاشق اتعلم
من الآيام
ومن سآم الليالي البور لقيتك في حشاي دليل
وفي زمن الهجيرة فصل .
لقيتك في حياتي جذور
بنيه اتلفحت بالنور
رحم الله محجوب شريف كان برلماناً للشعب وشاعرا بحجم وطن .

د عبدالفتاح سليمان
قانوني وكاتب صحفي