تحقيقات وتقارير

المدارس الخاصة .. أسعار متضاربة وترحيل غال

تختار الكثير من الاسر لأبنائها التعليم الجيد والمميز بأفضل المدارس من أجل ضمان تفوقهم ونجاحهم وبالتالي مستقبلهم في السابق كانت المدارس الحكومية صاحبة الدور الأساسي والمهم في العملية التعليمية وما زالت تؤدي دورها وإن قل كثيراً عن السابق ولم يكن هنالك وجود للمدارس الخاصة بنفس ما يحدث اليوم فأصبحت المدارس الخاصة استثماراً فاتجه معظم أولياء الأمور الآن إلى تعليم أبنائهم بالمدارس الخاصة التي أصبح من الضروري والواجب على كل أب أن يلحق أبناءه بها، نسبة لوجود الاهتمام بالطالب فيها وكذلك لعدم اكتظاظ الفصول الدراسية والمدارس الخاصة بالرغم من إيجابياتها بها بعض السلبيات، منها عدم وجود مكان ثابت للمدرسة ما يجعل الطالب لا يرتبط بالمكان وغيرها. القرار الذي أعلنته وزارة التربية والتعليم بتكوين لجنة عليا لمراجعة المدارس الخاصة بكل محليات الولاية قبل بضعة أيام يدق ناقوس الخطر على تلك المدارس من عدة نواحي «الملف الاجتماعى» طرح موضوع المدارس الخاصة على طاولة الخبراء التربويين وأولياء الأمور وخرج بالآتي
أميمة عبدالرحمن الطاهر«أم وسيدة أعمال»
شكلت ضغطاً على الأسر
ابتدرت حديثها وقالت إن بعض المدارس زادت رسومها وبعضها التزمت بالرسوم التي يدخل بها الطالب منذ أول سنة يدخل بها حتى آخر سنة، وبعضها لا تلتزم بذلك فتعمل على زيادة رسومها سنوياً فمدارس البنات زادت «800» جنيه بداية هذا العام غير شاملة رسوم الترحيل الذي طرات عليه زيادة أيضاً بعد رفع الدعم عن المحروقات الأخيرة وكان هناك خصم عشرة في المائة وأصبح الآن خمسة بالمائة وبعض الاسر اضطرت لترحيل أبنائها فأصبحت توصلهم الصباح للمدارس وبعدها تذهب للعمل كل هذا شكل ضغط على الأسر.
منى عمر الحاج أم و«صيدلانية»
إجبارية الترحيل
بدأت حديثها وقالت إن المدارس الخاصة أصبحت مشكلة وخاصة الرسوم، فالمدرسة التي تدرس بها بناتي صدر قرار منها بإجبارية الترحيل وهذا غير رسوم التسجيل السنوية التي يجب ان تكون فى السنة الأولى فقط وبالنسبة للامتحانات لكل الفصول من المفترض أن تأتي من وزارة موحدة لانه فى بعض المدارس الخاصة يكون للطفل علم بما يمتحن فيه والامتحان أحيانا يأتي سهلا جدا لا يتناسب مع السنة الدراسية للطفل وهذا كله لتخدير الأهل بان الطالب أحرز الدرجة الكاملة فى الامتحان الى ان يصل الى الصف الثامن ويكون غير ملم جيدا بالقراءة والكتابة، وهذه مشكلة بيوت سودانية كثيرة.
عدم وجود مكان ثابت

الخبير التربوي الدكتور محمد صالح قال فى مطلع حديثه لـ «الإنتباهة» ان المدارس الخاصة رافد آخر مساعد للدولة فى التعليم ويجب عليها الالتزام بمعايير وزارة التربية والتعليم ومن الملاحظ أن هناك فوضى فى فترة من الفترات بفتح مدارس كثيرة فبعضها بيوت صغيرة والمدرسة يجب أن تكون بها ساحة يمارس فيها الطلاب النشاط فالبيئة المغلقة تحد حركة الطلاب وحتى ذكريات الطلاب تنعدم لان المدارس فى بيوت مؤجرة، وعلى وزارة التربية والتعليم تجويد العملية التربوية فيما يخص مرتبات المعلمين لذلك يهرب بعض المعلمين الى المدارس الخاصة وأصبح المعلم متجولا بين المدارس وحتى مدير المدرسة لا تكون له علاقة بالطالب، ويفقد الطلاب القدوة. ويضيف الدكتور محمد صالح أن قرار مراجعة المدارس الخاصة الذى صدر من وزارة التربية والتعليم قبل بضعة ايام جاء متأخرا ولكنه جيد ونتمنى من المدارس الخاصة ان تطبقه فاتجاه الاسر للمدارس الخاصة السبب به زعزعة ثقتهم بالتعليم الحكومى واصبح شيئا من المباهاة ان يكون الابن يدرس بمدرسة خاصة وأصحاب المدارس الخاصة استغلوا هذا الجوانب ويجب الا يكون التعليم سلعة. وختم الدكتور محمد صالح حديثه وقال ان مغالاة الرسوم شيء مضر بالآباء ويجب على الوزارة ان تقدم لها العون الفني لضبط العملية التربوية.
يجب أن تحدد رسوم معينة

المدارس الخاصة يجب ان تكون فى مكان ثابت ولا تكون فى منازل يتم إيجارها لان ارتباط الطالب بالمكان يمثل ولاء للمكان الذى يرتبط به الطالب وجدانيا لان المدرسة وطن مصغر ومن ثم الولاء للوطن، وهنا يفقد هذه القيمة الوطنية هذه العبارات ابتدر الدكتور عوض أحمد أدروب الخبير التربوي بالمركز القومي للمناهج والبحث التربوى بخت الرضا حديثه لـ «الإنتباهة» وقال على الدولة ان تتدخل فى تحديد الرسوم للمدارس الخاصة كى لا ترهق أولياء الأمور ويجب ان تتوفر بالمدرسة شروط البيئة المدرسية من حيث الملاعب والميادين والمساحات الكبيرة وان تختار المعلمين الاكفاء، فالمدارس الخاصة معلموها إما جدد أو بالمعاش فخبرتهم كبيرة ولكن ولا بد من المزاوجة بوجود خبرات متوسطة العمر من الشباب ويكون اختيارهم من قبل وزارة التربية والتعليم وان يعين المعلم بمرتب مجز وثابت حتى يستقر المعلم فى مدرسة واحدة ومتواصل مع الطلاب وان يكون المعلمون خريجى كلية التربية ومتخصصين وهذا ما تفقده بعض المدارس الخاصة وان يكون اساتذة القرآن الكريم مجودين وحافظين له ويا حبذا اذا وجد شيخ للقرآن الكريم ويجب أن تراجع مناهج المدارس الخاصة لان بعضها لا يلتزم بالمنهج القومى ولديها مناهج أخرى وان ترسل الامتحانات لمراجعتها في بخت الرضا فبها خبراء فى التعليم الأساسى والثانوى حتى تستوفى هذه الامتحانات شروط الامتحان الجيد تفتقد لمجالس الآباء.

ويواصل الدكتور أدروب حديثه أن هنالك مدارس خاصة لا توجد بها مجالس للآباء والامهات فمجلس الآباء مهم للطالب والمعلم فهو يراقب العملية التعليمية ويحفظ للمعلم حقه.
ويجب ان تكون هناك استمارة تقويم للطالب لانه يمر بمراحل نمو مختلفة منها العقلى والجسمى والوجدانى العقلى بالعلم والجسمى بالانشطة الكافية كرة القدم والسلة والجانب النفسي الوجدانى بالتسلية والترفيه وإقامة المسارح والأناشيد الوطنية فيجب ان تكتمل كل هذه الجوانب فمدارسنا تركز على جانب التحصيل الاكاديمى فقط فالمنهج فى تعريفه هو خبرات وأنشطة بقصد النمو الشامل لكل جوانب الشخصية واستمارة تقويم الطالب يجب ان تحتوى على كل هذه الجوانب وعلى المدرسة الخاصة الا تبيع الحلويات فى الصباح للطالب لان نسبة سكرى الاطفال ارتفعت وخاصة فى ولاية الخرطوم وان تكون وجبة الإفطار وجبة صحية، وختم الدكتور عوض ادروب حديثه وقال على وزارة التربية والتعليم ان تضع استراتيجية بعيدة المدى للتخلص من المدارس الخاصة وان تهتم بمرتبات المعلمين وترصد ميزانية كافية للتعليم الحكومي.

صحيفة الإنتباهة
أفراح تاج الختم
ع.ش

تعليق واحد

  1. كان السودانيون (الرأسمالية الوطنية) ينشئون المدارس (الأهلية) وينفقون عليها من حر مالهم ليسدوا نقص المدارس الحكومية، فتغير الحال وصار المدرسون ينشئون (يتاجرون) بالمدارس الخاصة لسد النقص في جيوبهم.