رأي ومقالات
د. حسن التجاني : عواقب الطلاق الوخيمة !! «1»
صحيح الزواج الجماعي سمي بزواج البركة… والهدف منه سامٍ جداً… لكنه لم يطبق بالصورة الصحيحة ولم تراع فيه الضمانات الكافية لاستمرارية الحياة الزوجية بين المتزوجين.
٭ سهل جداً أن تجمع بين رأسين في الحلال.. لكن الأكثر صعوبة أن تضمن لهما الحياة الكريمة بعد الزواج.. وهذا الذي وقعت فيه فكرة الزواج الجماعي.
٭ لم تقم دراسة واحدة بدراسة ومتابعة لحياة أنموذج هذا الزواج.. وحتى إن أجريت فهي حبيسة الدواليب بالوزارات خاصة في جهات الاختصاص.. وما هي إلا نوع من أنواع «البرستيج».. لم يتم إنزالها لأرض الواقع.. هل التجربة ناجحة أم فاشلة.. وللأسف استفاد منها آخرون استفادة كبيرة وجعلوا لها مالاً خاصاً للتحضير والتجهيز والإعداد ولزوم الحفل مديحاً كان أم غناءً… وتمت العقودات وانفض الحفل… والأزواج في كثيرهم لا يدرون أين يذهبون بزوجاتهم في تلك الليلة.
٭ صحيح بعضها نجح وتوفق بحمد الله.. وهذا الجانب الصادق في كل التجربة.. ولا يمكن أن نقول إنها فشلت كلها.
٭ شيء طبيعي أن تصعب الحياة لشخص لا يملك شيئاً قبل الزواج فقط يأتي «برقبته» للزوجة.. والشنطة جاهزة.. وحتى الحناء في يده مدفوعة الثمن من آخرين… كيف لشخص مثل هذا يتسنى له أن يكون قادراً لمقاومة مطلوبات الحياة منذ صباح اليوم الثاني وهو لا يملك بيتاً ولا سكناً ولا فلساً… حتى إذا كان عاملاً لا يقاوم مرتبه الشهري أو اليومي أقل مطلوبات بقاء الحياة من بعد الزواج.
٭ مثل هذا الشخص يعيش ليلته الأولى قل حتى نهاية الأسبوع ويبتدئ «الفأر يلعب في عبه» فيقرر الخلاص… والمصيبة إذا كانا سريعي الإنجاب فأنجبا طفلاً تصبح كارثة «في كثير» يكون مصيرها التشرد والطرقات.
٭ غالبية الزيجات الجماعية تكون لأناس من طبقات فقيرة تحتاج لدعم الناس.. قد لا يدركون أن المسؤولية والمهمة ليست الحصول على المرأة فحسب، بل على الحياة الكريمة التي يمكن أن تنشئ أسرة سليمة معافاة تكون إضافة حقيقية للمجتمع بدلاً من أن تكون أذية كبرى.
٭ إذا كانت هناك دراسة سليمة يجب أن تكون فروضها أو أسئلتها كالآتي.. إن الزواج الجماعي يحتاج لضامن بالحياة الكريمة من سكن ومهنة حتى يضمن له الاستمرارية.. وكم عدد المستمرين في هذا الزواج؟ وكم المدة حتى الآن؟ وهل هناك إنجاب تم أم لا؟ وكم عدد ونسبة الطلاق بين الحالات التي تزوجت جماعياً بالدعم الخارجي… وما هو مستوى الحياة بين الأعضاء داخل هذه الأسرة… وكم عدد الزيجات التي تمت من هذا النوع حتى الآن من حضور الإنقاذ وإنزال فكرتها هذه للواقع… الذي يعرف بزواج العفاف.
٭ ما في شك أنه زواج عفاف وطهر لأنه يكبح جماح الحرام وجرائم الزنا.. لكنه بالتأكيد ترك سلبيات سيدفع المجتمع ثمنها إلي يوم الدين.
٭ هذه الأموال التي دفعت في هذا الكم الهائل من البشر لو تم تخصيصها لمجتمع طلاب جامعيين مثلاً بعددية مقدرة وتم تشييد سكن لهم في شكل شقق مفروشة ومجهزة… قطعاً ستكون الفكرة ناجحة… لأن درجات التكافؤ بين الطالب والطالبة قريب جداً ويصعب التمثيل لذلك بين الذين تعارفوا على قارعة الطريق لأجل الزواج ثم الافتراق.
٭ كان من الأفضل أن تبدأ الفكرة بطلاب الجامعات في السنوات الأخيرة من تعليمهم وليس بالضرورة أن تكون كل جامعة لوحدها.. بل وتجتمع كل الجامعات بنماذج ولم تكن كثيرة بقدر ما هي أكثر عددية في المجتمع العام غير الطلابي.
٭ خلاصة القول: إن الفكرة جيدة لكنها غير مدروسة دراسة علمية ومضبوطة ضبطاً اجتماعياً يؤدي لنجاحها في خاتمة الأمر… لذا حين تريد أية جهة القيام بزواج العفاف أو الطهر عليها أن تطلق العنان للباحثين الاجتماعيين وعلماء النفس للتغلغل في أوساط الراغبين ومعرفة مدى مقدرتهم على إقامة حياة… ومن ثم بداية المديح وتوزيع الفول والبلح… «إنتو قايلين الزواج شنطة بس»… الزواج مسؤولية كبيرة بعد العقد.. ومسألة المسؤولية هذه التي جعلت الشباب يهربون من الزواج وليس يعزفون كما يعتقد الآخرون.. فالأول مربوط بفكرة الخوف من المجهول والثاني مربوط بالرغبة.
«إن قدِّر لنا نعود».
صحيفة الإنتباهة
د. حسن التجاني
ع.ش