طبمجة أبيي
في تصريح للسيد مهدي بابو نمر لنشرة التلفزيون الرئيسه مساء الاثنين الاول من امس قال سيادته انهم كمسيرية قرروا ألا يحرجوا الحكومة امام المجتمع الدولي لذلك فهم موافقون على اجراء استفتاء تقرير مصير في شهر اكتوبر 2013 كما جاء في مقترح امبيكي رئيس الآلية الرفيعة التي شكلها مجلس السلم والأمن الافريقي وعهد اليها بتنفيذ قرار مجلس الامن 2046 ثم اضاف سيادته أن المسيرية سوف يبقون في أبيي ولن ينزحوا في ذلك الشهر كما كانوا يفعلون كالعادة ولعل بيت القصيد في هذا الجزء الاخير من تصريح السيد بابو.
المعلوم ان حكومة السودان ومن قبلها المسيرية كانوا يرفضون وبشدة مقترح امبيكي المشار اليه اعلاه ليس رفضا للاستفتاء من حيث المبدأ إنما لتوقيته اذ يرون ان فيه خبثا لأنه اختار شهر اكتوبر حيث ان معظم مسيرية ابيي يكونون قد نزحوا بأبقارهم شمالا لزوم الاستفادة من الخريف والآن هاهو السيد بابو يصرح بأنهم لن ينزحوا في ذلك الشهر وعلى طريقة دقة بدقة والبادئ… كان يمكن للسيد بابو ان يكتفي بالتصريح بأنهم يقبلوا التحدي ويرحبون بالاستفتاء في اي وقت ولكنه اوضح وسيلتهم التي قبلوا بها التحدي ليثقب بالون القرار الذي تمسك به الجنوب عامة ودينكا نقوك خاصة والذي قد يطير به امبيكي لمجلس الامن في حالة فشل قمة 13 يناير القادم في نزع فتيلة الاختلاف حوله.
الأمر المؤكد ان بقاء اكبر عدد من المسيرية في ابيي في اكتوبر القادم يحتاج لسياسات وتدابير مؤقتة على اساس ان الاستقرار النهائي للمسيرية ليس مطروحا او ربما يكون المجهود جزءا من بداية لعملية الاستقرار في المستقبل ففي كل الاحوال سيكون الأمر مكلفا من ناحية مادية وسوف يتوجب على الحكومة ان تفتح خزنتها للآخر لمقابلة الاستقرار المؤقت وحملة الاستفتاء ليس لأن المسيرية ضحوا لدفع الحرج عن الحكومة كما قال السيد مهدي إنما لأن الحكومة هي التي تسببت في قضية ابيي وهددت ببقائها في خارطة الوقت في نيفاشا بعد ان اقرت الحركة الشعبية في ميثاق ميساكوش الاطاري ان حدود الجنوب هي حدود الولايات الجنوبية في مطلع يناير 1956 ويومها كانت أبيي جزءا من كردفان.
بالطبع لن يقف الجنوب والدينكا نقوك تحديدا مكتوفي الأيدي وسيأخذون تصريح السيد بابو مأخذ الجد وقد يلعبون ذات اللعبة ويفتحون عموديات الدينكانقوك التسعة ليس لدينكا نقوك من مناطق اخرى بل لدينكا آخرين واذا دعا الامر لقبائل اخرى وسيجدون دعما دوليا لعلميات الترحيل هذه وبالمقابل سوف يسعى السودان والمسيرية لترحيل المزيد من المسيرية لأبيي في ذلك التوقيت عليه سوف تصبح أبيي وفي ظرف وجيز من اكثر مناطق السودان اكتظاظا بالسكان وسوف ترتفع وتيرة التوتر وساعتها سيكون الباب مفتوحا لكل الاحتمالات.
أغلب الظن ان يكون الكرت الذي رمى به السيد مهدي الهدف منه التهديد وتنفيس الكرة التي يحتضنها لوكا بيونق ويطوف بها على العالم للتضييق على السودان وقد تجعل الظروف تهديد نمر امرا واقعا ولكن مهما يكن من امر فانه يوضح ان المسيرية والدينكا نقوك هم اللاعبون الاساسيون في مسألة ابيي. إن التفاهم بينهم هو المدخل الصحيح لقضية ابيي وان (التقويم) وهذه من قومية – ثم (التاقليم) وهذه من اقليم ثم التدويل كلها توابع للبعد المحلي للقضية ولكن من يقنع لوكا بيونق ودينق الور وادوراد لينو؟.
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]