بسطاءٌ نحن!
لا تدري مدى ما تكِنّ بنفسك إلا من خلال مطالبك البسيطة المشروعة.. أنظر من حولك الصلب والأسمنت يسدان الأفق، تجد أن حلمك ببيتٍ صغيرٍ يستحود على أمانيك.. ليس مهماً إن كان من مواد بلدية أو تلك المستحدثة.. المهم أن يكون لك ظل ومأوى تلوذ إليه.. والدنيا تمور بالمطالب الكبرى، تجد أنك لا تبحث عن الرفاهية بل تنادي بدعم السلع الأساسية والمحروقات.. ولا تطلق لنفسك عنان الحلم لامتلاك الفارهة أو الشاهقة.. والعالم كله يبحث عن امتلاك وسيلة حركة خاصة.. تجد أنك تطالب بحل مشكلة المواصلات لتنعم مع أمثالك بنقل جماعي، أو ترحيل عام.. يا لك من إنسان بسيط تستبيك المسكنة، وتستذلك الروح الجمعية.. تحب الناس وتحب أن تكون قضيتك في حشا قضاياهم.. تنظر للعالم عبر الفضاء.. فتجد أنه بلغ عنان السماء وأنت مازلت تستمع لشعارات غرائبية، ومطالب تبدو بروح العصر كارثية مثلها مثل «نريد حفر بئر أرتوازية وعمل طاحونة بالمنطقة».. وإن كنت أكثر حظاً فإنك تعشم في برنامج «إجلاس الطلاب وتوفير الكتاب».. تستمع إليهم وهم يقربون التعاطي مع القمر، وتكاد تجزم بجزالة الكلام، لكن واقعك يقول غير ذلك رغم ذلك تحاول أن تُبيّض نيتهم في ميزان عشمك للقادم.. باللّه عليك من أين تستمد هذا الصبر وهذا التفاؤل الغريب؟.. أسمح لي أن أقول عليك إنك معلم.. صبور.. متفائل..؟ ثم ماذا بعد؟؟ أمازالت في حواشيك ومتونك مساحات للجَلدِ والتصبّر لأن القادم أكثر ضراوة أو كما يقولون «التقل ورى».. رأيتك تحاول فك طوق المحاصرة اليومية بفرحة مصطنعة تستقبل بها العام القادم.. فلا تجد إلا أن تمارس «الغشامة» جوار النيل ومنه وإليه تتعلم التراشق بالماء والكلام في الهواء.. يا لك من بسيط طيب.. تختصر فرحك الكبير في محدودية المُتاح.. أما زال الآخر يستبعدك من قوائم الاعمار والإصحاح والرفاه.. نعم طالما كنت بهذه الاستكانة وهذه المسكنة تظل دائماً جِلداً لتجريب الشوك وجر الخشن.. كن بسيطاً كما تريد.. اختزل الحياة في حدود أن يمر اليوم.. وتنفتح طاقة للغد.. ما لي أرى ذلك منك انهزاماً؟؟ فأنت أكبر مما تتصور.. وأعظم مما تحتفظ لنفسك بصور وقراءات.. إنك ذلك الجسور.. ذلك الحكيم الصبور.. إفعلها مرة وقل «أنا هنا» مثلما دائماً كنت هنا.. لعل «الغشيم» يتنبه ويضع اعتباراً لوجودك الصميم.. فالناس اعتادوا هنا أن يوقروا المزعج المطالب في مقابل الصابر المحتسب.. إذاً إن ضاع صوتك في مهب اعزازك لنفسك ودنياك.. فطالب بأن يتصدر القادرون رفع تمام الصوت، وتوصيل الرسائل إلى حيث مبلغها ومحلها ومستقبلها.. لا تكن ذلك المحترم الفائق حدود الاحترام.. ولا تكن ملكياً أكثر من الملك يا ملك.. نعم أنت صدرٌ لجميع الباحثين عن الملاذات الدافئة.. وأنت زادٌ للذين يبيتون «القوا» حيث صار هذا الأخير مألوفاً وسط المدائن والأرياف.. لا تقل لي كيف ذلك.. ففي الحكاوي والقصص اليومية ما يدعوا إلى البحث عن ممكن الهضم في ثنايا القمامات، وطين القرير والبحر، لسد الرمق وقفل باب الجوع.. ففي حياتنا صار ممكناً أن يصبح منَ كانت يده يوماً ممدودة للعطاء.. أن تصبح ذات اليد ممدودة للنجدة والسؤال.. فقط عليك ألا تكون بكل هذه البساطة المفرطة.. قلها.. «أُريد حقي أُريد موضعاً لشريحتي في اقتسام المغانم، والفوائد ولا أود أن أسمع بأنها منحة من أحد.. فاللّه وحده هو الذي يمنح ويمنع.. يعافي ويمرض..».
٭ آخر الكلام..
من لم يعرف أن فيك شيئاً للّه فقد لم يعرفك بعد.. فأنت الدرويش الواعي.. والزاهد الراغب.. اللهوف الصبور.. القانع الطامح.. المتقدم الراجع.. فقط تحللت من بعض تخوفك فلن تضيع أرضاً وراءها مدافع مطالب.. أفعلها إيها البسيط..
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
في كل الدول الدكتاتورية يتم تجهيل المواطنين بحقوقهم الأساسية والأدهى من ذلك أن يكون باسم الدين فيقول لك أحدهم إحتسب!!! كيف أحتسب حقوقي المهضومه ولا أطالب بها وان المطالبة بالحق واقتلاعه من الظلمة هومن صميم ديننا الذي يأبى الظلم