منوعات

منقة الحواتة: حلوة في الخلاطة.. تاكل حبة وتطلب تلاتة

[JUSTIFY]قال أحد الحكماء (قلب المرأة كحبة المانجو لا يتسع إلا لبذرة واحدة)، وهكذا لم تستفد مدينة في البلاد من موقعها مثل ما استفادة الحواتة، فالمدينة التي يجري تحتها نهر الرهد أحد أهم الأنهار الموسمية في البلاد، جعل منها جنة كبيرة وارفة الظلال وباذخة الثمار، أكثر ما يميز المدينة هو العدد الهائل من البساتين (الجنائن) الوريفة التي تطوق جيدها فتبدو كحسناء تجرجر أذيالها وتمشي الهوينى ألقاً وبهاءً وتمختراً، وهكذا فإن المانجو هو أشهر منتوجاتها البستانية على الإطلاق وبسببها يقصدها تجار الفاكهة من أصقاع مختلفة في مواسم الإنتاج والتسويق في المدن الكبيرة، خاصة العاصمة (الخرطوم) التي تتخير (منقة الحواتة) البلدية، فريدة المذاق واللون والرائحة والشكل.
سيد الاسم
أحلاها: الفورسو، قلب التور والبلدية، هي بعض لأسماء (منقة الحواتة)، التي يقولون عنها تغزلاً: (حلوة في الخلاطة تأكل حبة وتطلب تلاتة)، فالمدينة الصغيرة، جنوبي غرب ولاية القضارف تبدو وسط بساتين المانجو وكأنها بقعة زاهية ترفل في غلالات خضراء وملونة بألوان المانجو والثمار الأخرى، ويقول عنها الخبراء: إن مناخها لا يشابهه مناخ وتربتها الخصبة لا تماثلها غير تربة منطقة كوينزلاند جنوب غرب أستراليا التي تشترك مع مدينة المناجو والثمار والحبوب والغابات (الحواتة) في المناح المداري وشبه المداري (ARID & SEMI ARID ZONE ) وهطول الأمطار الموسمية التي تبلغ أحياناً معدلات تفوق الـ 100 ملم، وتربة طينية داكنة وغطاء نباتي وبستاني كثيف وغابات متشابكة.
خصر النهر وحزام البساتين
ويلف الحواتة حزام أخضر من البساتين و(الجنائن) يشتبك مع خصرها المُتكئ على شاطئ النهر الموسمي في عناق بديع تموسقه أمواج النهر متسارع التيار، وتظلله أشجار المانجو الباسقة المتشابكة التي (تتشابى) عبثاً لتلاحق عنان السماء، لكنها تفشل في ذلك فرط ثقل جسدها بحبيبات (المانجو)، لكنها تعاود كرة أخرى بعد أن تلقى بما فيها على شريط الشاطئ الرملي الخصيب.
في مشهد يتكرر كل موسمين زراعيين تنتظر أسواق الخرطوم ومدن الجوار قبل (منقة الحواتة) بصبر ولهفة، إذ تضخ إليها كل سنة (موسمي إنتاج كاملين)؛ أولهما في لخريف بإنتاجية أقل، وثانيهما بإنتاجية عالية يبدأ من أبريل (شهر الذروة) حتى يبلغ يونيو حيث يفيض الإنتاج ويغرق الأسواق في العاصمة والولايات لدرجة تصير معها سعر الكرتونة الفارغة أغلى من عبوة المانجو نفسها.
لقطات أخيرة
إنها مدينة تشكو ثراءها من الفاكهة والغلال، مدينة من غرائب نهرها (الرهد) أن بعض سكان الأرياف التي تنام على شاطئيه (جنوب الحواتة وشمالها) يبنون مساكنهم داخل الجنائن، وإن أردت أن تتعرف على ذلك عن كثب وقربن فزُرْ(حلة علي، دورة، اسحق والشاقة) على سبيل المثال فقط
يفضل بعض تجار المانجو شراء ثمار البستان لموسم كامل بعد أن يحصلون على (حصدتين) أو ثلاثاً من ثمار المانجو ومفردها عند الأهالي (لقطة).
وتجد المانجو البلدية حلوة المذاق حمراء اللون، سوقاً رائجة محلياً ودولياً كما أنها تجد حظها من التهافت عليها في أسواق الشام وبعض الدول العربية، ويقول محمد عثمان تاجر فاكهة (إن المانجو البلدية لا تزرع في الشام لعدم مواءمة المناخ لزرعتها هنالك، لذلك تستورد من السودان)، وتزرع في الحواتة جميع أنواع المناجو: (البلدية، تيمو، هندية، مبروكة، فورسو، النوس، أبو سمكة، وقلب الثور).. وفي شوارع الخرطوم يبلغ الهيام بمنقة الحواتة في هذه الأيام عند الباعة الجائلين بحواري وشوارع وأحياء الخرطوم المختلفة حينما يجبون بها على متن (البكاسي) طالقين العنان لأصواتهم لحث الخرطوميين على الشراء

صحيفة اليوم التالي[/JUSTIFY]