انثى مهزومة
أكاد ألملم الهمهمات من على شفتيك وأترجمها عزوة ومحبة لي.. أعرف أنني لم ولن أكن عندك إلا مجرد خيال، يزاورك عندما تخلو كل زوايا دماغك من أولوياتك المزعومة، نعم قد ترى نفسك أسمى وأعلى مرتبة في تصانيفك الباهتة، ولكنني في محراب نفسي أنثى أعرف كيف أكون على مسافات منك، بعداً وقرباً همساً وجهراً مداً وجذراً، لذا لا أرهق نفسي كثيراً بتفاصيل يومياتك، ولكني أعرف أنني اقبع في عقلك الباطن وعمق نفسك الحائرة جداً.. لا تظن بي الظنون، فأنا قوية بضعفي، ماكرة بسذاجتي، داهية بغبائي.. آتيك منكسرة وكلي حدة وقوة، أقف أمامك مستسلمة وداخلي ضاجاً بالعناد والعزيمة، ولكني لا أملك إلا أن احتفظ ببعض المسافات أداري فيها بعضاً من شفقة عليك، تهزمني وتغلبني مرة من بعد مرة، عندما أترك العنان مطلوقاً وأفسح لنفسي بعيدية التمتع بالإحساس بك، فلك سطوة على ذكورية ونفسية لا تستطيع أنثى كائنة من كانت إلا أن تقول لها لبيك نفساً وروحاً عفيفة طاهرة.. فعلو الإنسانية في مظهرك غالباً وإن خالف ما يلف ويغطى من محتوى.. اليوم أتجرأ واجتاز خطوة أو خطوتين اليك وأكشف عن مكمن حبي اليك، ثم أتوارى خلفها فهي الأبقى عندك، فقد استدرجتها الى حواك قبلي، لعلك لم تكن تدري أنني آتية اليك بذرائع الركائب، وحمولة المحمل في مخامل القماش وخدر الركوبة.. وهي ترى انها الأحق بك وما بيني وبينها مسافة من الترقب والرصد والصمت، فلا هي قادرة ولا أنا أعتزم كسر الحاجز وخرق الجدار الفاصل، وتعلق الحالة كما هي.. فلا كشفنا عن ما يعتمل في الصدر، ولا أوقدنا شمعة نستبين بها الملامح والوجوه.. والعجيب أنني أكاد أوقن كلما تفوهت بما يبعدني عنك إنني الأكثر قرباً منك، فكلما ابتعدت عني خطوة حسبتها مكسباً نحوي وتقدماً الي، وما زلت أرصدها وترصدني تنهزم أمامي مرة عندما تعرف أن أدوات الأنثى التي أملكها أمضى وأبقى، ولكنها تستقوى مرة عندما تحس أن لها أدوات أخرى أكثر خبثاً تحاول بها النيل مني عندك.. خاصة عندما تمارس أكل لحمي وعحن ولت سيرتي معك في حضرة الغيرة ونيرانها الملتهبة فأكون في غيابي حاضرة في مجلسك معها فتقول لك أنها تظن بك ظن انتقاص.. أنها تضمر لك بعضاً من اللا احترام واللا تقدير ثم (تهمهم لنفسها أستغفر الله) نعم أعرفها وأعرف أنها من ملة تربت على ترجيح بصيص الخبث على كل الخير.. ولأنني لست غافلة عن ذلك.. أفسح لها أن ترمي كل كناناتها وتخلي ما بجعبتها حتى لاتجد إلا الأماني والتوهم.. فأنا في ثنايا قلبك فارطة السلطان وعزيزة المدخل، لكنك مرتجف متردد لا تخطو خطوة إلا أن تنظر حولك مئات المرات والنظرات.. لذا دعني أقول لك اذهب اليها فهي أولى بذلك الضعف والوهن الذي يعتريك، ففي قاموسي الحاجة للإقدام والجرأة والاقتحام، ولما تيقنت انك تنظر وتسكب مداد الكلام بلا عمل فإنني أعلنها لها داوية «خذيه وانتزعيني من دواخله واذهبي به الى فرضيات حبك المعلول له.. ثم لن تجدي منه إلا بشريات الكلام لقادم لن يتأتى أبداً، وعالم معه لا يتحقق إلا إذا أغمضتي عينيك وتبرأتي من واقعك القاسي جداً جداً،» لذلك ولأشياء أخرى- تمنعني عزة نفسي من قولها لك- ففي بعض الأحيان تعرف من أرشيف الآخرين تاريخ من كنا نظنهم كل النزاهة والخير، أنه مجرد (وسخ) ونتانة وعيفونة (خذيه عافية ليك).
آخر الكلام: عندما تتعلق همة قلبي انثتين برجل واحد، لابد أنهما لا يعطياه شرف الاختيار ولتمارسان عليه بعض خبث الأنثى وحقدها عندما تكون كل الدنيا بداخلها استواء لا افتراق- خاصة عندما تختلط الحواشي والمتون بنظرية الأنثى الحاقدة أو عندما تهمهم لنفسها (خليها تشرب وتروى) وهي عندها أنثى مهزومة..
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]