عبد اللطيف البوني

الشيخ والبرنس والنهاية المحزنة

[JUSTIFY]
الشيخ والبرنس والنهاية المحزنة

تاني قام واحد ناجح في بلدنا فشل (هذا باستعارة لغة هاشم صديق) يبدو أن الشيطان اللأبد في بلادنا أي المختفي والذي كان أول ما أشار إليه جدنا الخليفة عبد الله ود تورشين يمسك بتلاليب هذه البلاد من أفرادها فانظر كم سوداني استطاع أن يختط لنفسه طريقا وينجح فيه نجاحا باهرا إلا ويحدث له انحراف في نهاية مشواره فينحرف مائة وثمانين درجة ويهدم كل مابناه في مسيرته الطويلة نذكر هنا المهدي والأزهري وقرنق وغيرهم وهذه قصص أخرى.
نقف عند المعاصرين فنذكر هنا الدكتور حسن الترابي فهذا الرجل وبعصامية ورؤية فكرية وسياسية استطاع أن يصبح رقما من أرقام السياسية السودانية اختلفنا أم اتفقنا معه فهو لقد وضع لنفسه هدفا وحدد خارطة طريقه ومضى (السجن حبيسا) ثم (كشف) فأصبح الآمر والناهي في هذه البلاد لمدة عشر سنوات. كان الترابي ناشطا سياسيا ساعيا للسلطة ولكن دعم ذلك باجتهادات فكرية داوية ثم بقدارت تنظيمية عالية تصل مرحلة التآمر المحكم فخرج عن قاعدة اللعب السياسي النظيف واستولى السلطة بليل فخرج عما قدم به نفسه لأول مرة في اكتوبر 1964 وهو يقول في الندوة الشهيرة إن أزمة الجنوب هي أزمة الحرية في البلاد.
هيثم مصطفى حطم كل الأرقام القياسية التي يمضيها اللاعب السوداني في الملاعب وسجل رقما قياسيا في كابتنية الهلال والسودان. يختلف هيثم عن غيره من اللعيبة السودانيين في أنه دعم مهاراته الكروية بثقافة رياضية وذكاء اجتماعي وقدرة إدارية قوية داخل الميدان وصلت مرحلة التآمر لكي يحتفظ بها لأطول مدة ممكنة فخرج عن قواعد اللعب النظيف فأساء لمدربه ورئيس ناديه وتحداهم من خلال وسائط الإعلام عوضا عن التمسك بوضعه داخل المستطيل الأخضر الذي أمضى فيه 17 سنة.
عندما تمحقت الدروب على الترابي وفشل في ترويض أبنائه لما طرحه من توسيع قاعدة المشاركة وإشاعة المزيد من الديمقراطية ارتاب أبناؤه في نواياه وقالوا إنه يسعى لتجيير الوضع لصالح نفسه فانقلبوا عليه وبدلا من أن يتمهل ويرجع لخياراته الأخرى من فكر وتنظير اختار أن يكون معارضا لا بل وفي رأس المعارضة. في 24 ساعة من زعيم حكومة لزعيم للمعارضة وأصبح ضيفا ثقيلا عليها في نظر البعض ومفيدا في نظر آخرين ولكن المؤكد أنه فقد قاعدته القديمة. نفس الشئ فعله هيثم شطب من الهلال فبدلا من التمهل او اللجوء الى خيارات أخرى قادر عليها اختار غريم الهلال ولم يفصل بين الفانلتين الزرقاء والحمراء بقميص خارجي او فانيلة داخلية فأصبح ضيفا ثقيلا عند بعض المريخاب ومكسبا عند أقلية منهم وفقد أكبر قاعدة جماهيرية قطعت معه أطول رحلة يقطعها لاعب سوداني.
في تقديري أن الاثنين لم يطولا بلح الشام ولاعنب اليمن فأصبحت حالهما كحالة مرقص ذلك المسيحي الشرقي الذي أعلن إسلامه لأمه ثم مات فقالت قولتها المشهورة ياحسرة يامرقص لاعيسى راض عنك ولا محمد داري بيك فالرجلان أصبحا في الصقيعة ومع أن كلاهما كان يمكن أن يواصل مسيرته في المجال الذي اختاره لأن خياراتهما كانت واسعة فالترابي كان يمكن أن يكتفي بدور المفكر والمجدد الإسلامي او المنظر السياسي وينجح في ذلك. هيثم لو صبر قليلا كان يمكنه أن يواصل ثم يصبح في الجهاز الفني وإداري ناجح.
إنها النرجسية والاعتماد على العقل فقط وحصر التفكير حول الذات والآخرون وهم كبير.

[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]

‫3 تعليقات

  1. استاذى البونى
    تحياتى
    من قال لك ان الامير هيثم اصبح ضيفا ثقيلا على القبيلة الحمارء
    فمعظم المعارضين الماثيلين امامك بما فيهم عدد من اعضاء مجلس المريخ رافضين للطريقة التى اجيز بها تسجيل هيثم وليس هيثم بشخصه حيث لا اختلاف على قيمة هيثم الفنية وسوف تثبت لك الايام ذلك
    ولك تقديرى وسلامى

  2. مشكلة الرياضه في السودان التعصب الشديد حتي من قيل النخب المتعلمه من اساتذةالجامعات للاسف الشديدوالذين لايشاركون بعلمهم وفكرهم الذى حباهم به الله في محاربة الظواهرالسالبه في العمل الرياضي بل ينغمسون فيها مثل عامة الناس متناسين بان الرياضه في المقام الاول لها فوائد صحيه لمن يمارسها عملية التنظيم جعلت منها لهو مباح وفوئد ماديه للممارس والمنظم ليس الا مماجعل الدول والمنظمات الدوليه تستغلها للتقارب والهاء الشعوب واصبح حال المتعصبين البقرالحلوب مثل المثل القائل العروس للعريس والجرى للمتاعيس .

  3. يكفية فخرا انه ارتدى الفنيلا الحمراء ويكفية فخرا جماهير المريخ وادارته التى لا يرى ولايسمع منها إلا خير ونحن كمريخاب بنقول له الفق مبروك عليك جماهير المريخ وانت الان مكانك الطبيعى ويا البونى ما كنت قايلك رشاشا سيدا سيدا سيدا