منوعات

ثورة الورد تعبّد طريق سودانيات في مسارات البيزنس

[JUSTIFY]الخبز الجاف وباقات الورود كانت تربض على أكفّ عاملات نسيج بالولايات المتحدة الأمريكية، اللائي حملنها في الثامن من مارس وجبن بها شوارع نيويورك، للمطالبة بتخفيض ساعات العمل، في خطوة كان لها تأثيرها العالمي على الحركة النسائيّة في كلّ الأصقاع.. سبقتها ثورة نسائية عارمة في ذات المدينة في العام 1856.

الاحتجاجات في شوارع مدينة نيويورك يومها كانت على الظروف اللا إنسانية التي كنّ يجبرن على العمل تحتها، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات، إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين من السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية. منذها وتاريخ الثامن من مارس له مدلوله العميق في حياة كل امرأة نالت حقوقها جنباً إلى جنب أشقائها من الرجال، ليعملوا معاً لتنمية المجتمع واستمرار الحياة الإنسانية، وإن كانت المرأة تحمل العبء الأكبر، لدورها الباذخ، ومساهمتها انشاء الأسرة وتربية النشء، ومنذ ذلك الوقت وسجلات النساء تزخر بالاعمال والانجازات وتدون السنوات مفاخر نسائية لا تخطئها العين.

نساء السودان لم ينفصلن عن الحركة النسائية التي دارت حول العالم، فسطرن بحروفهن إنجازات بائنة للعيان، في جميع القطاعات؛ الاجتماعية والاقتصادية والعلميّة، وعلى عرش المال والأعمال تربعت الكثير من السيدات ممن بدأن المشوار من الألف بقصص كفاح، تزوّدت بالصبر والمعاناة، وحكت سيرهن الذاتية على روايات مشبعة من البدايات المتسمة بالمشقة والعنت.

رائدات الأعمال في السودان لسن حصراً في أسماء لمع بريقها وصارت شخصيات مجتمعية، فثمّة الكثير منهنّ يعملن خلف الأضواء بمشاريع صغيرة وبسيطة، تطوّرت مع مرور السنوات إلى مشاريع كبيرة وابداعات إلا انهنّ لم يظهرن للرأي العام، وفضلن العمل في الخفاء بالرغم من نجاح أعمالهنّ.

* النحلة وأصحاب العمل

من سيدات الاعمال اللائي برزن في مجتمع السودان السيّدة وداد يعقوب، التي تحكي سيرتها الذاتية عن ميلادها في مدينة الخرطوم بحري، وتدرجها في المراحل الدراسية إلى أن تخرجت في كلية الهندسة المدنية في جامعة الخرطوم، ثمانينيات القرن الماضي، حيث أكملت لاحقاً دراساتها العليا بالولايات المتحدة الأمريكيّة بعد زواجها. وفي العام 1986 قامت بتسجيل شركة النحلة للتنمية والإسكان. وداد بدأت عملها كمقاولة صغيرة في مهنة لم تكن للنساء، وسط استغرب ودهشة رصفائها من المقاولين والعاملين في هذا المضمار، وفي نفس العام قامت بأخذ أول تمويل من البنك لشراء خلاطة يدوية للخرصانة، ثم بدأت بعمل المنشآت الصغيرة والمنازل، بعد ذلك قررت الدخول في مجال بناء الشقق للتمليك، وبيعها بالتقسيط، وكانت أوّل شركة في السودان في هذا المجال. وفي عام 1993 قامت بإنشاء شركة النحلة للبترول، كأول شركة سودانية وطنية لخدمات البترول، بالرغم من التحذيرات من دخول مجال النفط، الذي كان حكراً على الشركات الأجنبية في ذلك الوقت، وقامت بافتتاح أوّل محطة خدمية في الخرطوم، بالمنطقة الصناعية، بحري، وبعدها افتتحت أول مستودع للمواد البترولية بالخرطوم الشجرة، وفي عام 1996 قامت تسجيل شركة النحلة لغاز السيارات، ثم لاحقاً استيراد الأجهزة والتكنولوجيا من إيطاليا وبدء العمل في المحطات والترويج الإعلامي لاستعمال غاز السيارات؛ الوقود النظيف والرخيص.

في العام 2002 تم اختيار المهندسة وداد رئيساً لأمانة صاحبات الأعمال، وكانت رؤيتها في دمج صاحبات الأعمال في الغرف التجارية والصناعية المختلفة في الاتحاد. أمّا العام 2004 فقد حمل ولأول مرة في تاريخ السودان اسمها كأول سيدة سودانية يتم اختيارها في مجلس رجال الأعمال، والذي تغير اسمه لاحقاً بفضل جهودها لاتحاد أصحاب العمل السوداني، واليوم هنالك الكثير من سيدات الأعمال الفاعلات في الغرف التجارية والصناعية المختلفة بالاتحاد.

* شبّو ومسيرة انجاز

من سيدات الأعمال اللائي اتسمن بالنجاح سامية شبو، والتي اشتهرت في بدايتها العملية بامتلاكها لأكبر مركز للتجميل في السودان، وبعده انخرطت في مجموعة من الأعمال الناجحة.. سامية من مواليد مدينة أمدرمان ونالت شهادتها من جامعة القاهرة فرع الخرطوم. بدأت عملها التجاري بمحلات للكوافير تعمل فيها النساء بدلاً عن الرجال، ثم تصوير الحفلات، ثم اتّجهت لأعمال الاستيراد والتصدير، وإقامة المعارض الداخلية، بالإضافة للمشاركة في تنظيم المعارض خارج السودان، فشاركت في العديد من المهرجانات في عواصم الاقليم والجوار الجغرافي، وفي الكثير من المناشط الأخرى.

صحيفة اليوم التالي[/JUSTIFY]