بالصور:يهدمون مسجد بتل معروف بحجة أنه تابع للطريقة الصوفية
تضم بلدة تل معروف عددا من المعالم الدينية مثل المسجد والمزار الذي يضم خمسة أضرحة ومعهدا للدراسات الإسلامية وتدريس اللغة العربية. جميع هذه المعالم هي من بناء الشيخين محمد ومحمد مطاع الخزنوي وهم من أكراد تركيا المتصوفين، جاؤوا للعيش في شمال سوريا بعد الحرب العالمية الثانية. وقبل اندلاع الحرب في سوريا، كانت تل معروف وجهة للكثير من الطلبة السوريين أو الأجانب الذين يأتون لدراسة الطريقة النقشبندية الخزنوية.
“رأيت مصاحف ملقاة على الأرض بعد حرقها”
محمد العصام باحث في علم التاريخ في تل معروف وهو يسكن قرب المسجد الذي تم تخريبه.
لقد دخل الجهاديون إلى البلدة ليلا وبدؤوا هجومهم على المسجد قبيل الفجر. كنت أتابع ذلك من بيتي. لقد كتبوا عبارات مهينة على جدار المسجد وبابه قبل إضرام النار داخله، ما تسبب في حرق حتى المصاحف.
أما المزار، فهو يقع على بعد 900 متر من المسجد. صراحة، لم أجرؤ على الخروج من منزلي، لكنني سمعت دوي انفجار وكأنهم يستعملون أسلحة ثقيلة. بعد ذلك بقليل، رأيت الدخان يتصاعد في السماء. وبعد أن غادر الجهاديون البلدة، ذهبت لأرى ما حل بالمزار ورأيت مصاحف ملقاة أرضا.
لست أنتمي لأي طريقة صوفية ولكني أخشى كمواطن سوري وكباحث على جميع المعالم والمساجد الصوفية الموجودة في البلاد، فتل معروف ليست استثناء وما حل بها قد يحل بغيرها. لكن في نفس الوقت، سيرى الناس الهوة العميقة بين التيار الصوفي وهذه التيارات المتطرفة، ما سيجعلهم حتما يحرصون على الحفاظ على هذه الممارسات.
“هؤلاء المتصوفة يعارضون كذلك نظام الأسد”
توجد تل معروف في محافظة الحسكة وهي أحد المسارح الكردية للمعارك بين الدولة الإسلامية في العراق والشام والمقاتلين الأكراد التابعين لوحدات حماية الشعب، الذراع المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. ريدور خليل يوجد على بعد 20 كيلومترا من تل معروف وهو قريب من هذا التنظيم.
خلال الأيام الثلاثة التي كانت فيها الدولة الإسلامية في العراق والشام حاضرة في تل معروف، قام مقاتلوها بحرق ونهب عدد من المنازل والمتاجر والمباني الإدارية. هو نوع من العقاب الجماعي الذي تشهده جميع المدن الكردية التي تسقط بين أيديهم [عند دخولهم تل معروف، صرح مقاتلو التنظيم أن هجومهم يندرج ضمن عملية ثأر لهزيمة شهدوها قي بلدة تل برك].
التنظيمات الجهادية التكفيرية تعتبر الصوفية كفرا وبدعة دخيلة على الإسلام، كما أنهم يشبهون ثقافة المزار والأضرحة بالوثنية [كما جاء في رسالة نشرت على الحساب الرسمي للمجموعة على موقع تويتر]. هم إذن لا يرون حرجا في هدم الأضرحة أو المساجد الصوفية أو حتى في حرق المصاحف الموجودة داخلها، رغم أنه كتاب مقدس بالنسبة لجميع المسلمين.
المثير للسخرية، هو أن عائلة الخزنوي مشهورة بمعارضتها للنظام السوري، حتى أن الشيخ محمد الخزنوي قتل في 2005 بعد مساندته لانتفاضة الأكراد. لكن بالنسبة لمقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام، فالاختلافات الدينية بالنسبة لهم فوق كل اعتبار، لأن هدفهم الرئيسي ليس مكافحة نظام سياسي ولكن إرساء الخلافة الإسلامية في كامل المنطقة.
صحيفة المرصد
[/JUSTIFY]
قاتل الله الغلاة والتكفيريين …هؤلاء ليسو من الاسلام في شئ