المندوبون الساميون
الاستاذ أحمد المصطفى ابراهيم في عموده الجهير(استفهامات) تعرض لموضوع حكام الولايات المقيمين في العاصمة وقال إن اثنين من الولاه فقط هم الذين يقيمون في ولاياتهم وهما والي ولاية البحر الاحمر ووالي ولاية شمال كردفان اما بقيتهم فكل اسرهم مقيمة بالعاصمة والامر لم يقتصر على الولاة حتى الوزراء الولائيين اغلبهم يعيش اعازب في ولاياتهم واسرهم في العاصمة وبالطبع لا شئ يمنع كبار رجال الخدمة المدنية في الاقاليم من الاقامة في العاصمة والعمل في الولايات والمكضبنا وما مصدقنا فليقف عند مدخل الخرطوم من الناحية الجنوبية اي نهاية شارع مدني الخرطوم في مساء الخميس وصباح الاحد ليرى أن العربات الداخلة يوم الخميس للعاصمة والخارجة منها يوم صباح الاحد كم هي كثيرة الاشارة هن لنوعية العربات اكثر من عددها حتى العدد ماهين وقد يحتاج لتفويج في مقبل الايام.
لم يترك أحمد زيادة لمستزيد في تبيان خطل وعيوب ظاهرة الحكام العزابة هذه من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والنفسية ونزيد أحمد من الشعر بيتا بأن هؤلاء الولاة صرتهم مدفونة في ولاياتهم ولكن يبدو أن (البتاعات غلبت البتاعات) ولكن هناك زواية اخرى يمكن النظر منها لهذه القصة وهي تلك التي تقودنا الى أن الفدارلية المطبقة حاليا في بلادنا ليست هي الفدارلية التي يعرفها العالم والتي تعني تقليص الظل الاداري وتقريب الخدمات للمواطن ورفع معدل الشراكة السياسية الفدرالية التي تأتي من اسفل لا تفرض من عل فالفدرالية المطبقة في بلادنا ما هي الا تفريع للمركزية بمعنى ان المركز هو المتحكم وكل الذي قام به هو انه استنسخ فروعا له في الولايات ,, كيف؟.
المركز في السودان هو المستأثر بكل الاموال الموجودة في البلاد فهو المالك للبترول والذهب وهو المالك لضريبة القيمة المضافة وهو المالك للضرائب على السلع الاساسية كالسكر والمشروبات الغازية والتبغ وضريبة الدفاع ولم يترك للولايات الا العتب والعشور والفتات الضريبي لا بل جعلها تعتمد على قطع الطريق واعطى برلماناتها سلطة تشريعية مالية لتفرض ما تشاء فمجلس ولاية الجزيرة التشريعي مثلا عندما رفعت له هيئة المياة تقديراتها على المواطن اضاف لها بدلا من إنقاصها ليكون له وللولاية جعل منها (تخيلوا) كل ولايات السودان اليوم تتلقى دعما من المركز الا ولاية الخرطوم لذلك يكون من الطبيعي أن يقف ولاة الولايات بأبواب السلاطين طلبا للدعم فهم عمدا بلا اطيان.
من ناحية سياسية المركز هو الذي يختار الولاة ففي الانتخبات الاخيرة التي انفرد بها الحزب الحاكم كانت الكليات الانتخابية للحزب ترفع اسماء ثلاثة مرشحين لمركزية الحزب ليختار منها مرشحه غير مقيد بقبول صاحب اكبر او اقل اصوات ليس هذا فحسب بل هناك (برشامات) تحت تحت تذهب من المركز للولاية تقول ارفعوا لنا اسم فلان واسم فلان وهذا لم يكن مقتصرا على الولاة فقط بل حتى اعضاء البرلمانات يدخلونهم عن طريق الايعاز المركزي الا فلن يكون هناك اسناد مالي وسياسي لخوض الانتخابات . فالمركز مسيطر سيطرة كاملة على كل شخوص الحكم في الولايات فكيف تكون هذه فدرالية ؟ فالعاصمة يا أخي أحمد ليست سكن حكام الولايات فحسب بل هي مصدر شريعتهم القانونية والسياسية ومصدر اموالهم ومصدر حاجات تانية حامياني فالشغلانة معكوسة واي محاولة لتعديل الصورة فتجربة كرم الله موجودة.
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]